20 أبريل، 2024 2:16 م
Search
Close this search box.

يلزمه إرادة سياسية من الجميع .. اتفاق “السلام النهائي” في “جنوب السودان” على حافة الهاوية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد يومين فقط من توقيع اتفاق سلام نهائي لإنهاء الحرب الأهلية، الدائرة منذ 5 سنوات، في “جنوب السودان”، نتج عنها مقتل عشرات الآلاف، بالإضافة إلى تشريد أكثر من مليوني شخص، نشبت اشتباكات، الجمعة 14 أيلول/سبتمبر 2018، بين القوات الحكومية والمعارضة.

وذكرت شبكة (إيه. بي. سي) الإخبارية الأميركية؛ أن كلا من طرفي القتال ألقى باللوم، في بدء الهجمات، على الطرف الآخر.

فقد اتهمت “الحركة الشعبية لتحرير السودان” – وهي جماعة التمرد الرئيسة – “قوات الحكومة”، بشن هجوم على موقعين لها بعد نحو 24 ساعة فقط من توقيع الطرفين لاتفاق سلام.

ونقلت الشبكة الأميركية عن المتحدث باسم المعارضة، “لام غابريل”، قوله إن القتال اندلع صباح الجمعة في ولاية (وسط الإستوائية)، عندما أقتحم جنود حكوميون قواعد عسكرية للمعارضة في مقاطعتي، (لانيا) و(كاغو كيغي) بالولاية، مضيفًا أن هذا الهجوم يعني أن الحكومة غير جادة بشأن عملية السلام.

مجرد دعاية..

في المقابل؛ اعتبر المتحدث باسم الحكومة، “لول كوانغ”، أن هذه الإدعاءات مجرد دعاية، مشيرًا إلى “قوات المعارضة”، المختبئة في المنطقة الحدودية مع “أوغندا”، هي من شنت تلك الهجمات، في محاولة للسيطرة على المنطقة.

هجوم على بعثة حفظ السلام..

كما أدانت “الأمم المتحدة” ما وصفته بـ”الهجوم المباشر” على بعثتها لحفظ السلام في “جنوب السودان”.

وقال رئيس بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان، “ديفيد شيرر” – في بيان أوردته شبكة (إيه. بي. سي. نيوز) الأميركية، السبت؛ “إن جنديًا تابعًا للقوات الحكومية أطلق النار في الهواء بالقرب من قافلة تابعة للمنظمة الدولية ببلدة، ياي، قبل أن يطلق النار على إحدى مركباتها، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر حفظ السلام النيباليين بجروح”، مشيرًا إلى أنه في المقابل لم يتسن لأفراد البعثة إطلاق النار بالمثل؛ خوفًا من خطر إصابة مدنيين.

وبخصوص هذا الحادث؛ أكد “لول رواي كوانغ” على أن ما حدث يعد حادثًا فرديًا ولا يمثل “جيش التحرير الشعبي السوداني”، أو الأمن الوطني، مشيرًا إلى أن الحكومة تتولى مسؤولية إطلاق النار، وأن السلطات ألقت القبض على الشخص الذي قام بهذا الأمر.

تهديد بعدم تمويل اتفاقيات السلام..

من جانبها؛ جددت “الولايات المتحدة” تأكيدها على أنها لن تمول اتفاقيات السلام، التي قالت إنه يتم إنتهاكها مرارًا وتكرارًا من قِبل الأطراف المتنازعة في “جنوب السودان”، وشدَّدت على ضرورة أن تظهر الأطراف إلتزامًا حقيقيًا بإنهاء العنف، فيما أعرب مسؤول في “غوبا” عن شكوك حكومته في نزاهة مراقبة المجتمع الدولي لجميع الأطراف في تنفيذ الاتفاق.

وقال السفير الأميركي لدى جنوب السودان، “توماس حوتشيك”، لإذاعة (صوت أميركا)، إن واشنطن “لن تستمر في تمويل اتفاقيات السلام، التي يتم إنتهاكها من قِبل أطراف الحرب الأهلية التي دخلت عامها الخامس في جنوب السودان”.

مضيفًا أن الحكومة والمتمردين الذين وقعوا اتفاق تنشيط السلام، الأربعاء الماضي، “عليهم أن يظهروا إلتزامًا حقيقيًا بإنهاء العنف والسماح بوصول العاملين في المجال الإنساني دون قيود، والإفراج عن جميع السجناء السياسيين”.

مخاوف من تنفيذ الاتفاق وإلتزام الأطراف..

وكانت دول “ترويكا”، وهي “الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج”، قد أصدرت بيانًا بعد توقيع أطراف “جنوب السودان” على اتفاق تنشيط السلام، عبّروا فيه عن مخاوفهم بشأن تنفيذ الاتفاق وإلتزام الأطراف بوقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية، دون قيود.

وقال “حوتشيك” إن هناك تغييرًا ملحوظًا طرأ في الفترة الماضية، عندما تم توقيع اتفاقيات السلام ثم إنتهاكها في غضون ساعات، مؤكدًا على أنه قد “حان الوقت لبدء بناء السلام، لكننا لا نزال نرى بعض القتال المستمر في ولاية، واو، رغم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، كما أن هناك بعض المناطق التي لا يزال طرفا الصراع يعيقان وصول المساعدات الإنسانية إليها… ومثل هذه الأشياء هي التي تهمنا”.

الإفراج عن السجناء السياسيين..

وشدد “حوتشيك” على أن حكومة الرئيس، “سلفا كير”، يجب أن تفرج عن جميع السجناء السياسيين فورًا وأن تسمح بحرية التعبير، قائلاً: إن ” قادة المجتمع المدني في جنوب السودان يعملون في بيئة مكبوتة”.

وأعرب السفير الأميركي لدى “غوبا” عن قلق بلاده في استمرار اعتقال نشطاء المجتمع المدني بسبب آرائهم السياسية أو الضغط عليهم واستخدام وسائل القمع الأخرى ضدهم. وقال: إن “هذا يؤدي في الواقع إلى مجتمع مدني غير صحي… مجتمع مدني خائف من التحدث عن آرائه”، مضيفًا: أنه “إذا حدث ذلك فلن يثق الناس في إلتزام حكومتهم بعملية السلام”.

وكانت “الولايات المتحدة” قد قدمت أموالاً لدعم آلية الترتيبات الأمنية الانتقالية لرصد وقف إطلاق النار وعمل لجنة الرصد والتقييم المشتركة. غير أن “حوتشيك” قال إن بلاده ستكون أكثر حذرًا في الوقت الحالي بشأن إرسال المساعدات المالية إلى “غوبا”، موضحًا: أن “هذه الآليات لم تعمل بشكل جيد، والسبب في عدم نجاحها هو أن أطراف الاتفاق دمروه تقريبًا منذ البداية”.

وشدّد على أن بلاده لا يمكنها أن تستمر في دعم الاتفاقيات المعطلة، قائلاً: “إذا أثبتت هذه الاتفاقية أنها قابلة للتنفيذ – فأعتقد أننا سنتمكن من رؤية ذلك – وسيتعين على أطراف النزاع إثبات إلتزامها، والعالم سيلتزم معهم”.

سلفاكير” يدافع عن قدراته..

ردًا على بيان الـ”ترويكا”، قال رئيس جنوب السودان، “سلفا كير”، السبت، أنه يتفهم الشكوك الدولية بشأن إلتزام حكومته بتنفيذ اتفاق السلام، مشددًا في الوقت ذاته على أهمية أن لا تدفع هذه الشكوك إلى تخريب الاتفاق.

وأدلى “كير” بتصريحاته في بيان حول توقيع اتفاق سلام “جنوب السودان”، حيث أعرب عن إلتزامه بتنفيذ الاتفاق الذي “توصل إليه طواعية”، وأن شعب “جنوب السودان” يمكنه تحقيق الاستقرار والتنمية.

وأضاف “كير” إنه يدرك الشكوك الدولية بشأن إلتزام الحكومة بتحقيق السلام، مشيرًا إلى أنه خلال كفاح التحرير شكك الناس في قدرتهم على الحصول على الاستقلال، ولكنهم انتصروا.

وزاد: “مصيرنا ليس مصممًا في أروقة السلطة خارج جنوب السودان، لقد كنا قادرين على كتابة تاريخنا الخاص، وهذا الوقت ليس مختلفًا. أننا نرحب بأي شكوك لأنها ستزيد من عزمنا على توطيد السلام في بلادنا”.

وشدد الرئيس “كير” على أنه، وبدعم من “جنوب السودان” وجماعات المعارضة، سوف يعملون على الديمقراطية وبناء أمة مزدهرة، وتابع: “إننا في طريقنا لبناء المجتمع الأكثر ديمقراطية واستقرارًا وعدلاً وإزدهارًا في إفريقيا، وهو يبدأ بهذا الاتفاق”.

اتفاق سلام نهائي..

وكانت أطراف النزاع في “جنوب السودان” قد وقعت اتفاق السلام النهائي في “أديس أبابا”، الأربعاء الماضي، بعد مفاوضات مطوّلة في كل من العاصمة الإثيوبية، “أديس أبابا”، و”الخرطوم”. وبموجب هذه الصفقة بدأت فترة ما قبل الانتقالية التي مدتها ثمانية أشهر فور التوقيع على الاتفاقية، ومن المفترض أن يتم تشكيل حكومة انتقالية تضم زعيم المتمردين، “رياك مشار”، الذي أُعيد تعيينه في منصبه نائبًا أول للرئيس حتى نهاية الفترة الانتقالية، (مدتها)، شهرًا على أن تجري انتخابات في نهايتها.

الحكومة ملتزمة بتنفيذ الاتفاق..

ودافع وزير الإعلام في “جنوب السودان” المتحدث الرسمي باسم الحكومة، “مايكل مكواي”، عن حكومته قائلاً أنها ملتزمة بتنفيذ اتفاق تنشيط السلام، لكنها تشكك في جهود المجتمع الدولي في مراقبة أعمال جميع الأطراف التي وقعت على الاتفاق. وأضاف: “لا توجد آلية يمكن بواسطتها قياس إلتزام أي شخص، لكن يمكن رؤية ذلك من خلال الأفعال وحدها، وناشد المجتمع الدولي بتقديم الدعم المالي لتنفيذ اتفاق تنشيط السلام”، وقال: “إذا كانوا يريدون تنفيذ الاتفاق فمن المفترض أن ينضموا إلينا في تنفيذ السلام حتى نعمل جميعًا مع بعضنا البعض، وعليهم أن يدعموا الاتفاقية بالتمويل اللازم”.

يحتاج لإرادة سياسية..

وعلقت “د. أماني الطويل”، رئيس وحدة الدراسات الإفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، على إنتهاك الاتفاق، قائلة إنه لم يصمد أكثر من 24 ساعة ما يستلزم إرادة سياسية قوية لدى الجميع، لأن ما يحدث يهدد بشكل كبير إقرار السلام، متوقعة أن يتحرك المجتمع الدولي لإقرار الاتفاق.

وأوضحت “الطويل” أن هناك آليات لفترة انتقالية والإتفاق على موضوعات مهمة؛ منها تقاسم السلطة والثروة ووضع القوات المسلحة وهذا ما يحتاج لوجود إرادة سياسية من الجميع.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب