خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
في حوار عام على شبكة التواصل الاجتماعي، (كلوب هاوس)؛ قال “محمود ميرلوحي”، عضو مجلس بلدية طهران، تعليقًا على الفساد في عهد العمدة الأسبق، “محمد باقر قاليباف”، رئيس البرلمان الحالي: “في العام 2014م؛ تم إسناد مبلغ 12 ألف و900 مليار طومان من ميزانية بلدية طهران لصالح شركة (رسا تجارت مبين)؛ التابعة لمؤسسة تعاون الحرس الثوري”.
وهذه الاتهامات تشبه تصريحات “عبدالله رمضان زاده”، المتحدث باسم حكومة “محمد خاتمي”. بحسب “رضا حقيقت نجاد”؛ في (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية.
“الحرس الثوري” يستولي على 4 مليار دولار..
وكان (الحرس الثوري) قد وقع اتفاقية تعاون مع مسؤولي “بلدية طهران”، بتاريخ 3 حزيران/يونيو 2014م، وحصلت شركة (رسا تجارت مبين)، بموجب هذه الاتفاقية، على المبلغ المذكور سلفًا.
ولو نحسب قيمة هذه الإيداعات على أساس متوسط قمية الدولار، في العام 2014م، أي مبلغ 3200 طومان، فسوف يتضح حصول (الحرس الثوري) على أكثر من 4 مليار دولار من ميزانية “بلدية طهران”.
وبعد رفع شكوى من جانب أعضاء الدورة الخامسة لمجلس “بلدية طهران”؛ ومساعي طويلة لاستعادة أموال البلدية، قال “ميرلوحي”، في حوار إلى صحيفة (شرق)، بتاريخ 24 كانون ثان/يناير الماضي: “المؤسسات المحسوبة على (الحرس الثوري)؛ تسببت، حتى الآن، في خسائر للبلدية بقيمة 5 آلاف مليار طومان”. وبإحتساب قيمة الدولار، في العام 2020م، يكون المبلغ 200 مليون دولار.
بعبارة أبسط، حصل المسؤولون في “مؤسسة تعاون الحرس الثوري” على أموال وممتلكات، بقيمة 4 مليار دولار، في العام 2014م، وتعهدوا في العام 2020م؛ بدفع تعويض للبلدية بقيمة 200 مليون دولار.
وعلى فرض، (وهو مستبعد)، أن يدفع (الحرس الثوري) ضعف هذا المبلغ للبلدية، فإنما يرد نسبة (1/10)، التي حصل عليها من البلدية، في العام 2014م.
وأكد السيد “ميرلوحي” أن معدل الخسائر الحقيقة أكبر بكثير. وقال على موقع التواصل الاجتماعي، (كلوب هاوس): “لم تُحسب الخسائر بأسعار اليوم، وقد حصلت، مؤسسة تعاون الحرس الثوري، على هذه الأموال، بينما كان المسؤولون في البلدية عاجزون عن توفير مصادر مالية”.
140 ملف فساد..
وكانت شركة (رسا تجارت مبين)، أحد أذرع (هلدینگ یاس)، وهي واحدة من مؤسسات “تعاون الحرس الثوري”، التي تعاني، ووفقًا للتقارير، من 140 ملف فساد، ولم يفصح (الحرس الثوري)؛ ولا “مؤسسة تعاون الحرس الثوري” عن أي من هذه الملفات.
حقيقة أنشطة “مؤسسة تعاون الحرس الثوري”..
وترتبط أهمية هذا الملف بنشاط “مؤسسة تعاون الحرس الثوري”، المدعومة من “مخابرات الحرس الثوري” بشكل كامل، باعتبارها أهم مصادر توفير الدعم المالي لـ (فيلق القدس).
على سبيل المثال، يدير عضو شركات (هلدینگ یاس)، “محمود سيف”، واسمه الأساسي: “محسن سجادي نيا”، شركة (تجارت الماس مبين).
وبحسب منشور “وزارة الخزانة” الأميركية، بتاريخ 20 تشرين ثان/نوفمبر 2017م، فقد لعبت هذه الشركة دورًا محوريًا بالتعاون مع (فبلق القدس) في توفير المعدات والخامات اللازمة في تزوير العُملة، وكذلك صفقات السلاح. كما توفر شركة (تجارت الماس مبين)، الدعم المالي للمتمردين “الحوثيين”، في “اليمن”.
وفي العام 2017م، تم اعتقال “محمود سيف”، وحذف اسمه من الهيئة الإدارية للشركات التابعة لـ”تعاون الحرس الثوري”، وصدر ضده حكم بالسجن مدة 30 عامًا وغرامة مالية، في العام 2020م، بتهمة الاحتيال وغسيل الأموال.
جمال الدين آبرومند..
لكن المتهم الأعلى في ملف الفساد؛ هو “جمال الدين آبرومند”، من القيادات البارزة بـ (الحرس الثوري)، والمقرب من، “محمد باقر قاليباف”، رئيس البرلمان، وكان يعمل مساعد تنسيق (الحرس الثوري)، في الفترة (2008 – 2018م)، بقرار من المرشد “علي خامنئي”.
وترأس في الفترة ذاتها؛ “الهيئة الإدارية بمؤسسة تعاون الحرس الثوري”، وكانت كل الاتفاقيات الرئيسة تحمل توقيع السيد “آبرومند”.
في نفس الفترة، كان “محمد باقر قاليباف”، عمدة بلدية طهران، وكل الاتفاقيات بين البلدية و(الحرس الثوري)، تمت تحت إشراف الرجلين.
مع هذا لم يُطرح اسم السيد “آبرومند”، خلال السنوات الأربع؛ على كشف فساد “مؤسسة تعاون الحرس الثوري”.
ووفق وكالة أنباء (تسنيم)؛ يرأس “آبرومند” وحدة مستشاري القائد العام لـ (الحرس الثوري)؛ ورئيس الهيئة العليا للفكر بـ (الحرس الثوري).
وتعمل هذه الوحدة تحت إشراف المرشد الإيراني وتلعب دور المؤسسة الاستشارية أو غرفة التفكير. لكن عمومًا فإن الكشف عن منصب الجنرال “آبرومند” الجديد، إنما يعكس أن ملفات فساد “مؤسسة تعاون الحرس الثوري”؛ وأموال شركة (رسا تجارت مبين)، إنما تعتبر قمة جبل الثلج، وأنه لا يواجه مشكلة كالكثير من قيادات (الحرس الثوري) التي تحظى بالآمان.