وكالات- كتابات:
كشف مدير المكتب الإعلامي السابق في القصر الجمهوري السوري؛ “كامل صقر”، كواليس الأيام الأخيرة لـ”بشار الأسد”؛ قبل سقوط النظام وأسرار عدم التدخل الروسي والإيراني، ودور “العراق” في ذلك كله، حيث أشار إلى أن اتصالات كانت تجري مع العديد من الدول؛ بينها “العراق”، للوصول إلى صيغة سياسية انتقالية، لكن تطور الأحداث منع ذلك.
وقال “صقر”؛ في (بودكاست) صوتي، على إحدى المنصات، أنه كان من آخر المَّغادرين من القصر الجمهوري برُفقة زميلٍ آخر من المكتب السياسي والإعلامي، حيث غادرا المكان حوالي الساعة الثالثة صباحًا، وسط أجواء من الترقب والسرعة التي فرضتها الأحداث منذ ظهر يوم السبت؛ السابع من كانون أول/ديسمبر 2024 وحتى فجر يوم الأحد، الثامن من كانون أول/ديسمبر.
ويبَّين أن وزير الخارجية؛ “بسام صباغ”، ومعاونه؛ “حبيب عباس”، قادا مفاوضات على مدار يومين مع أطراف مختلفة، من بينها الحكومة العراقية، وكان الهدف الأساس الوصول إلى صيغة سياسية انتقالية، إلا أن تسّارع الأحداث الميدانية حال دون ذلك، ويُشير “صقر” إلى أن التطورات العسكرية، خصوصًا بعد بدء عمليات المعارضة من “محور حلب”، فرضت واقعًا جديدًا تجاوز النقاشات السياسية التي كانت تُجرى حينها.
موقف “روسي-إيراني” يتسم بالبرود..
وبدءًا من زيارة “الأسد”؛ لـ”موسكو”، فور انطلاق العمليات في “إدلب”، يوم 26 تشرين ثان/نوفمبر، فإن “الأسد” كان يُريد طلب المساعدة من “بوتين”، إلا أنه لم يلتقي “بوتين” حتى بعد يومين؛ وكانت “حلب” قد سقطت بيد المسلحين، فيما أشار إلى أن هناك شعورًا بأن تأخير اللقاء مع “بوتين” لم يكن محض صدفة ربما.
وجمع اللقاء “الأسد” و”بوتين” ومرافقه الشخصي، ضابط برتبة “عميد”، واستمر اللقاء حوالي ساعة، لكن النتائج، لم تكن مشجعة أو تحقق الغايات التي سافر “الأسد” لأجلها، بينما كان “الأسد” لا يشعر بالقلق قبل معركة “حلب” أو أن تصل الأمور إلى هذا الحد من التدهور بسرعة.
وكان “الأسد” قد طلب من “بوتين” أن يسَّهل عملية انتقال طائرات إيرانية تحمل معدات ودعم عبر “العراق”، وبينما وعده “بوتين” بذلك، نفى الجانب الإيراني لـ”الأسد”، بأنه حصل على ضوء أخضر لنقل المعدات، بل أكدوا أن طائرة إيرانية كانت محملة بالدعم والأسلحة تم تهديدها من قبل الأميركان بالإسقاط فوق “العراق” ومنع عبورها لـ”سورية”، مما أجبرها على العودة.
عدم رغبة الجيش في خوض معارك..
أما حول موقف الجيش السوري، أشار إلى أن المؤسسة العسكرية لم تكن راغبة بخوض معركة جديدة، حيث أن الجيش كان يرى أن المعركة انتهى وقتها؛ ولم تُعدّ لها جدوى بعد سنوات من القتال المستمر.
ويوضح “صقر”؛ أن “الأسد” بدأ يشعر بالعُزلة عندما لم يتمكن من التواصل مع “بوتين”؛ بعد اتصالات استمرت عدة أيام، معتبرًا أن هذا التجاهل كان مؤشرًا واضحًا لـ”الأسد” بأن حلفاءه بدأوا بالتخلي عنه، وحتى زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى “سورية” كانت باردة وتكشف عن تخلي إيراني آخر عن “الأسد” وعدم الرغبة بالتدخل العسكري المباشر.