6 فبراير، 2025 11:17 م

يكشفها محلل إيراني .. هذه جذور الإرهاب في أوروبا وهجوم مانشستر فضح أمن “ماي”

يكشفها محلل إيراني .. هذه جذور الإرهاب في أوروبا وهجوم مانشستر فضح أمن “ماي”

كتب – محمدبناية :

أعاد حادث “مانشيستر” موضوع الإرهاب إلى احتلال صدارة أفكار الرأى العام العالمي والمحافل السياسية والأمنية.

فقد أحال الشاب “سلمان العبيدي” – بريطاني من أصل ليبي – ويبلغ من العمر 22 عاماً، مدينة “مانشيستر” الهادئة إلى جحيم بالنسبة للشعب البريطاني. تلك العملية التي أسفرت عن مقتل 22 شاباَ تحت سن الخامسة عشر وعدد من الأطفال الأبرياء بخلاف منفذ الهجوم.

وبحسب المحلل السياسي الإيراني “مسلم متين”: “يمكن الكتابة من المنظور الخبري عن كل شئ في الحادث أو شرح أبعاد الكارثة من المنظور الأمني، أو من الزاوية العاطفية لأسر الضحايا. وتهدف هذه الطريقة لتشتيت الرأى العام عن الفشل الأمني وآداء حكومة السيدة “تريزا ماي” والأجهزة الأمنية والاستخباراتية البريطانية”.

الفشل الأمني البريطاني واضح للعيان..

إن فشل الهيكل العام للحكومة هو ليس جديداً بالنسبة للشعب البريطاني أو المجتمع الدولي. فقد شهد العام 2005 سابقة قتل مشابهة داخل “مترو لندن” أودت بحياة 52 شخص وإصابة 750 آخرين. ناهيك عن العملية الإرهابية نهاية آذار/مارس الماضي على جسر “ويست مينيستر” أمام مبنى البرلمان البريطاني، والتي ما تزال آثارها حاضرة في الأذهان”.

وأضاف “مسلم”، في مقالة له بعنوان “جذور الإرهاب، أين ؟!” والتي نشرتها صحيفة “شمس يزد” الإيرانية الإصلاحية مؤخراً، راصداً: “تقول السيدة تريزا ماي الموضوع مقلق، لكنها ليست مستعدة لتوضيح أسباب تقصير وعدم مبالاة الأجهزة الأمنية ما أدى إلى كارثة الثلاثاء الأسود. والإجابة على هذه الأسئلة وأسباب مثل هذه الفجوات الأمنية والخواء الاستخباراتي تحوز الأهمية من منطلق أن الشعب لم يكد يخرج من تأثير الحوادث السابقة حتى مُني بكارثة جديدة. وبالتالي انخفض مستوى التقييم الأمني من منظور الكثير من سكان الحارات والشوارع. وقيل إن العبيدي كان قد مكث فترة في سوريا قبل زيارة ليبيا. فلو كان هذا الخبر صحيحاً، فلماذا لم تسترعي الزيارة وأسبابها اهتمام الأجهزة الشرطية؟.. والأسوأ، هل من الممكن ظهور حالات مشابهة؟.. ربما نعم وربما لا!!.. فلا يبدو أن الإجابة على السؤال ذات أهمية في ظل الإهمال الحكومي والقيادات الشرطية. فلا أحد يعلم الهدف التالي والجريمة الإرهابية الجديدة للقتلة.

أسئلة تكشف قوة الأجهزة الأمنية للسيدة “ماي”..

كذا لسوء الحظ لا يعلم المسؤولون في الأجهزة الأمنية والشرطية. إذ اكتفى المسؤولون بالإشارة إلى نقطين، الأولى: أن نوع العملية والمواد المستخدمة يعكس عجز “العبيدي” عن القيام منفرداً بمثل هذه الجريمة، وربما يخطط باقي الفريق حالياً لجريمة مشابهة. الثانية: كشف بالبحث في حسابات “تويتر” والشكبات الاجتماعية التابعة لتنظيم “داعش” خلال الشهرين الماضيين، عن تقديم ما يشبه دورة تعليمية في تجهيز القنابل بأنواعها.

لكن في ظل هذا الغموض هل استفاد “العبيدي” ورفاقه من هذه الإمكانيات؟.. أو هل تلقى العبيدي مثلاً خلال زيارته إلى ليبيا أو سوريا هذه التدريبيات الإرهابية؟.. وإذا كانت الإجابة بالإيجاب على الفرضية الأول، فهل كان للعبيدي اتصال ممنهج مع شبكات داعش؟.. أم أنها استهوته فقط دون سابقة؟.. والرد على هذه الأسئلة من منظور متين قد يزيل الغموض حول قدرات الأجهزة الأمنية – الاستخباراتية.

من ناحية أخرى، وبالنسبة لتجارب السنوات الأربع الماضية فيما يخص ارسال الشباب الأوروبي من الأصول الشرقية إلى “العراق وسوريا وليبيا”، يجب على المسؤولين الإجابة على أسباب التقصير في رصد تردد الشباب على مناطق الأزمات في الشرق الأوسط. على كل حال تعاني أساس النظريات الأمنية في مكافحة التشدد المذهبي والإرهاب شكوكاً حول مدى ارتباط المنطقة الجغرافية ومحل ميلاد الإرهابية بقراراتهم وخططهم الإرهابية. وفي هذا الصدد أثبتت بريطانيا وفرنسا أن جميع العمليات الإرهابية تقريباً ذات الأيديولوجيات المتطرفة المنطوية، قام بها أشخاص مثل “العبيدي” ولدوا في دول أوربية.

الآن ماذا حدث أو يحدث يحيل هذا الشباب إلى إرهابيين؟.. ويجب الإجابة على هذه الملاحظة الغامضة تماماً إذا كنا نريد مكافحة الإرهاب. واغفال هذا الأمر الاجتماعي المهم وهو أن الرؤية الأمنية حيال هؤلاء والتمييز المحتمل تجاههم (سواء صح هذا الاحساس أو لا) كان باعثاً على شعور هذه الأقلية بالاحباط وهيأت استعدادتهم للهرب من مجتمعاتهم والانضمام إلى المنظمات الإرهابية المتشددة والأيديولوجية. والأفضل في هذا الصدد أن فشل الحكومة والأجهزة الأمنية البريطانية عن توفير الأمين وعجزها عن الإجابة على الكثير من الأسئلة المطروحة، إن يُحمّل ضمنياً قطاع من مجتمع الأقليات في بريطانيا أو أوروبا مسؤولية التقصير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة