يكشفها خبير إيراني .. العلاقة بين زيارة “ظريف” إلى روسيا وتخفيض إيران لتعهداتها النووية !

يكشفها خبير إيراني .. العلاقة بين زيارة “ظريف” إلى روسيا وتخفيض إيران لتعهداتها النووية !

خاص : ترجمة – محمد بناية : 

قصد “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيرانية، العاصمة، “موسكو”، على رأس وفد سياسي إيراني رفيع المستوى. وبالتزامن مع هذه الزيارة تقريبًا أعلنت “طهران” إعادة النظر في “الاتفاق النووي” وخفض تعهداتها النووية، لاسيما المتعلقة بوقف بيع (اليورانيوم) المخضب والماء الثقيل.

لكن ما هي العلاقة بين الحديثين ؟.. لمناقشة هذه المسألة؛ أجرى “عبدالرحمن فتح الهي”، عضو الهيئة التحريرية في موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية” الإيرانية، الحوار التالي مع “محمود شورى”، خبير الشأن الروسي..

اهمية تبادل العلاقات “الإيرانية-الروسية” حاليًا..

محمود شورى

“الدبلوماسية الإيرانية” : هل ثمة علاقة بين زيارة “ظريف” الأخيرة إلى “موسكو” وقرار الرئيس، “روحاني”، وقف التعهدات الإيرانية بشأن بيع (اليورانيوم) المخضب والماء الثقيل، لاسيما وأن “وزارة الخارجية” كانت قد أعلنت أن مستقبل “الاتفاق النووي” هو أحد الموضوعات المهمة للزيارة ؟

“محمود شورى” : بدأت مساعي مجموعة (5+1)؛ للحيلولة دون إنهيار “الاتفاق النووي” بعد انسحاب “الولايات المتحدة” الأحادي، وتجديد العمل بالعقوبات على “الجمهورية الإيرانية”.

ومن الطبيعي أن تمتلك “روسيا” و”الصين”، بسبب التقارب السياسي والدبلوماسي القوي مع “إيران”، دوافع إضافية للمحافظة على حياة “الاتفاق النووي”. ومن غير المستغرب أن تتابع “إيران” سُبل المحافظة على الاتفاق في آتون المباحثات مع “روسيا” و”الصين”، خاصة وأن “موسكو” تستفيد من العلاقات الخاصة مع “طهران”، في ظل الأوضاع الحالية، باعتبارها عامل مساعد.

لذا لابد في رأيي من تكثيف مثل هذه الزيارات. لأن استمرار وتوطيد العلاقات الدبلوماسية مع “موسكو” قد ساهم، قبل فترة، في بلورة هذا التعاون والدعم، لا سيما بعد انسحاب “دونالد ترامب” من “الاتفاق النووي”، حيث تبلور إتجاه “إيران”، خاصة طوال العام الماضي، يقضي برفع مستوى العلاقات مع “روسيا”.

وربما أمكننا دفع الروس والصينيين إلى إتخاذ موقف أكثر جدية ودعمًا لـ”الجمهورية الإيرانية”؛ وبالتالي تكثيف الضغوط على الدول الأوروبية الثلاث بغرض تنفيذ تعهداتها المنصوص عليها في “الاتفاق النووي”، بحيث لا تنتهي المفاوضات المعقدة والدقيقة التي استغرقت عامين بهذا الشكل.

ولما وصلت “إيران” إلى قناعة بتقليص تعهداتها النووية؛ لو بالفعل كانت قد تبنت هذه الإستراتيجية مسبقًا. وبالتالي فإن القرار الإيراني جاء بعد رفع مستويات الدعم السياسي والدبلوماسي نتيجة توطيد العلاقات مع الجانبي الروسي.

إجراءات في إطار “الاتفاق النووي” !

“الدبلوماسية الإيرانية” : تستهدف زيارة “ظريف”، الأخيرة إلى “موسكو”، الاستفادة من الإمكانيات الدبلوماسية الروسية في التخفيف من حساسية الدول الأوروبية الثلاث و”الولايات المتحدة” تجاه تقليص “إيران” تعهداتها النووية.. ما هي رأيكم ؟

“محمود شورى” : خفض التعهدات النووية يأتي في إطار “الاتفاق النووي”. من ثم فلن يكون معدل الحساسية كبير، ما لم يصور الإعلام الموقف الإيراني بالانسحاب من “الاتفاق النووي”.

لذا كان لابد من بيان وتوضيح المستوى والدليل العيني على هذا الإجراء للجانبين، الروسي والصيني، وإزالة الغموض حتى يتسنى تنوير الدول المتناغمة مع “إيران”.

وفي هذه الحالة يمكن أن نتوقع من “روسيا” و”الصين” الحيلولة دون سحق الحقوق الإيرانية وضعف “الاتفاق النووي”.

روسيا لها تأثير دولي لا يُغفل..

“الدبلوماسية الإيرانية” : في رأيك.. هل تتمتع “روسيا” بالقدرات الدبلوماسية للقيام بهكذا مهمة ؟

“محمود شورى” : تمتع “روسيا” بالقدرات والإمكانيات الدبلوماسية التي تؤهلها للقيام بهذا الدور، قضية أخرى، لأن “روسيا” باعتبارها عضو دائم في “مجلس الأمن” تستطيع أن تكون عامل محدد على مسار “الاتفاق النووي”.

وعليه قد تستطيع “روسيا” تكثيف نطاق تحركاتها إذا رفعت مستوى تفعيل القوة في “مجلس الأمن” بغرض دعم “إيران”.

من جهة أخرى، قد يكون لتلكم المسألة تأثير كبير على إجراءات الدول الأوروبية. أضف إلى ذلك، أن “الكرملين” سوف يتتبع بالتأكيد تحركات “بكين” الدبلوماسية في دعم “إيران”.

وبمقدور “روسيا”، من هذا المنطق، أن تؤثر في علاقات الدول الأوروبية و”الصين”، لكن لا يُتوقع الكثير من “موسكو” بشأن التأثير على سياسات “البيت الأبيض”. لأن “الولايات المتحدة” تتبنى سياسات مستقلة، وأحيانًا تتناقض والجانب الروسي، ولا يمكن تغيير موقف “البيت الأبيض” من “الاتفاق النووي” بأي مباحثات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة