4 مارس، 2024 2:29 م
Search
Close this search box.

يقطعن أصابعهن من أجل الحذاء .. “أقدام سيندريلا” ظاهرة غريبة تجتاح إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

إذا كانت رؤية إثنان متشابهان بسبب عمليات التجميل أو إجراء عمليات غريبة، مثل “أذن الحمار”، لا تثير التعجب، إلا أن سماع هذا الخبر المفاجئ حول أحدث عمليات التجميل، إنما يخطف العقل كوقع المطرقة.

عمليات التجميل المعروفة باسم “أقدام سيندريلا”، هي أحدث العمليات الجراحية المؤلمة، والتي تحولت إلى موضة مؤخراً داخل المجتمع الإيراني، وتجعل الشخص يفكر.. هل فعلاً تجميل القدم أهم وأجدى من قطع عضو من البدن ؟.. ففي هذه العملية يعمد الطبيب إلى تغيير مقاس أصابع وأظافر وجلد القدم بشكل كبير، إذ تقوم النساء بتصغير أصبعين من الأصابع الجانبية للقدم حتى يتسنى لهن إدخال أقدامهن بسهولة في الأحذية ذات الكعب العالي !

ورغم عدم شيوع هذا النوع من عمليات التجميل إلى الآن، لكن يحذر الأطباء من: “تداعيات جراحات (سندريلا)، لأن الأصابع لا تحتاج إطلاقاً إلى جراحات تجميل، وقد تتسبب الجراحة في أعراض جانبية دائمة. فالقطع المستمر من البدن يسبب ألم مزمن في القدم، كذا من جملة التبعات الخطيرة إمكانية حدوث عفونة وظهور المشكلات، حتى في السير الطبيعي والرياضة”.

وتساءلت صحيفة (شمس يزد) الإيرانية، عبر تقريرها عن هذه الظاهرة، ما الذي يدفع شخص يعلم خطورة هذا النوع من عمليات التجميل إلى الإقدام على قطع عضو من بدنه حتى تصير أصابع قدمه أشبه بأقدام الشخصية الكرتونية المحبوبة “سندريلا” ؟!

رأي علماء الاجتماع..

يقول عالم الاجتماع، الدكتور “جعفر باي”، الخبير في المشكلات الاجتماعية: “للأسف نعيش فترة يحوز فيها المظهر أو الشكل الخارجي الأهمية الكبرى؛ بينما كنا نعيش قبل فترات بعيدة في مجتمع يهتم للمضمون وصوفي المسلك. بمعنى أننا كنا نتخلى عن المشاكل الجسمانية في سبيل تقوية روحنا. لكن الآن نعاني نوعاً من التقلب. بمعنى أنه الاهتمام للمضمون والروح إنحسر لصالح الجسد. وما ميل المجتمع لإلتقاط الصور (السِلفي) وإبراز ظاهر البدن إلا مؤشرات تؤكد أن الجسد البشري بات أقدس من الباطن. إذ انتهى عصر المضمون وبدأ عصر المظاهر. وبالتالي تنتشر  في مجتمعنا أنواع عمليات التجميل على اختلاف أنواعها، لأن المظهر أصبح محط الإهتمام وإيقاظ العقد المخبوءة؛ إنما ينم عن تفشي فلسفة المظهرية بين أبناء الأجيال الجديدة. والإهتمام بالظاهر، وبالتالي إغفال الباطن، إنما يهدد الأخلاقيات والمعتقدات، كما يمكن القول إن معظم المشكلات الاجتماعية إنما تنشأ عن ذلك، ناهيك عن التدعيات المالية لمثل هذه العمليات على الحياة بالشكل الذي يسبب المشاكل أحياناً في توفير هذه النفقات”.

ويضيف “جعفر باي”، في حواره إلى الصحيفة الإيرانية: “بالنظر إلى سيطرة فلسفة المظهرية على المجتمع، لم يعد من المستغرب رواج عمليات التجميل العجيبة والغريبة. لكن مؤكد أن غالبية المجتمع لا يرحب بمثل هؤلاء الأفراد، ولكن للأسف هناك فئة بالمجتمع تميل إلى هؤلاء الأفراد وعمليات التجميل الغريبة. لكن مثل هذه العمليات لا محل لها من الإعراب بالنظر إلى الأطر الأخلاقية المجتمعية، وإذا تفشت هذه المسألة في المجتمع فسوف تكون خطيرة جداً، لأنه حينها سوف يكون المجتمع مادي، تافهه، وعديم المبالاة وهذا يعني فساد المجتمع”.

ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي..

إنعكست أصداء هذا النوع الغريب من الجراحات على شكبات التواصل الاجتماعي، ووصف الكثيرون هذه العمليات بـ “الجاهلية الحديثة”، وأبدوا شماتة في كل أجروا مثل هذه العمليات.

على سبيل المثال يقول أحدهم: “حقاً بعضهم يريد تقطيع جسده قطعة قطعة، حتى يضع فقط قدمه بسهولة في الحذاء. إنها حقاً حماقة محضة”. ويقول آخر: “هذه العمليات جاهلية حديثة، وإلا ما فعل عاقل بنفسه ذلك”.

ويتساءل آخر: “عمليات التجميل … حرية أم عقدة ثقة بالنفس”. وعلق آخر ساخراً: “لا تقمن بأي نوع من الجراحات التجميلية، حتى لا تكن أشبه بسندريلا وتلدن غول”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب