يقدمه “إيران واير” .. دليل كامل عن إدارات وأقسام “الحرس الثوري” المختلفة !

يقدمه “إيران واير” .. دليل كامل عن إدارات وأقسام “الحرس الثوري” المختلفة !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

زرعت بذرة (الحرس الثوري)؛ بعد أسابيع من ثورة العام 1979م، في بطن المجتمع السياسي والعسكري الإيراني؛ حيث وجه آية الله “الخميني”، مرشد “الجمهورية الإيرانية” آنذاك، إلى آية الله “حسن لاهوتي”؛ بتاريخ 28 شباط/فبراير 1979م، بتشكيل (الحرس الثوري)، وصّدق “المجلس الثوري” بتاريخ 22 نيسان/إبريل من العام نفسه، على تشكيل “مجلس قيادة الحرس الثوري”، والذي بدأ بعدد سبعة أعضاء فقط، وصّدق بعد ثلاثة أيام فقط على أول لائحة لـ (الحرس الثوري)، وكانت تتكون من عدد: (09) بنود و(09) ملاحظات. بحسب تقرير أعده ونشره موقع (إيران واير).

ثم صّدق البرلمان و”مجلس صيانة الدستور” على اللائحة النهائية، وكانت تتكون من عدد: (49) مادة و(16) ملاحظة، بتاريخ 06 أيلول/سبتمبر 1982م.

وبحسّب المادة (150) من الدستور الإيراني، فالدور الأساس لـ (الحرس الثوري) هو حراسة “الثورة” ومنُجزاتها.

ونمّت شجرة (الحرس الثوري) على مدار العقود الأربعة الماضية؛ لا سيما بعد انتهاء حرب السنوات الثماني بين “إيران” و”العراق”، في البيئة الأمنية، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية الإيرانية؛ بحيث أضحى (الحرس الثوري) حاليًا أكبر مؤسسة عسكرية إيرانية، ومن الأطراف الاقتصادية، والأمنية، والسياسية الإيرانية الأكثر تأثيرًا.

دولة “الحرس الثوري”..

وفي الآداب السياسية الداخلية الإيرانية؛ يُعرف (الحرس الثوري) باسم: “الحكومة الموازية” و”الحكومة السرية” أو “حكومة البندقية”؛ وهو ما يعكس القوة المُحددة لذلك الجهاز في العلاقات والتفاعلات العُليا للسياسية الإيرانية.

ويرسّم هذا الجهاز العسكري بنفوذه خطوط السياسية الخارجية ودائرتها الثقافية، ويؤثر بشكلٍ واضح على أبعاد صناعة القرارات الرئيسة.

ولـ (الحرس الثوري) العديد من الممثلين في الأجهزة السياسية العُليا للنظام الإيراني؛ مثل “المجلس الأعلى للأمن القومي”، والبرلمان، و”مجمع تشخيص مصلحة النظام”، و”المجلس الأعلى للثورة الثقافية” وغيرها، ويتمتع بالنفوذ الواسع في منظومة التربية والتعليم من خلال بعض البرامج مثل: (أتباع النور) أو (قوافل تفقد المناطق الحربية)، وهي مجموعة القوافل الدينية والسياسية التي تتنقل بين مناطق الزيارة في جنوب وجنوب غرب “إيران” لإحياء ذكرى الحرب “الإيرانية-العراقية”، عبر تدريب الطلاب والطالبات على الإمداد والإنقاذ وفك وتركيب الأسلحة، كما يسّعى (الحرس الثوري) للمحافظة على هذا النفوذ في أغلب الأجهزة الحكومية والعامة بإطلاق مشروع (فروع الباسيج الـ 22)، و(الباسيج) عبارة عن قوات شعبية شبه عسكرية تتكون من متطوعين من المدنيين ذكورًا وإناثًا، وله فروع في التعليم، والبحث، والطب، والهندسة، والقانون، والثقافة، والرياضة وغيرها.

أذرع نافذة..

و(الحرس الثوري)؛ باعتباره الضابط الأساس للسلطة القضائية، يلعب دورًا أساسيًا في مشاريع تتبع وتهديد المعارضة، ولذلك يتمتع هذا الجهاز العسكري بنفوذ خاص في مشاورات الفصل في الملفات القضائية، وتُعتبر منظمة استخبارات (الحرس الثوري) قوية تمامًا ومؤثرة أمنية تحظى بدعم سياسي وقضائي كبير في رأس السلطة الإيرانية.

ويتملك (الحرس الثوري)؛ كذلك بإطلاق مراكز التعليم في الفضاء المجازي، أهم مجموعات القرصنة الإلكترونية، ساعدته على إنشاء منصات لتتبع ورصد والسيّطرة على الشبكات الاجتماعية.

كما يُسيطر (الحرس الثوري) على أهم الوحدات العسكرية وشبه العسكرية لقمع الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية والسيّطرة عليها.

كذلك يشرف هذا الجهاز على عمليات تأمين آية الله “علي خامنئي”؛ مرشد “الجمهورية الإيرانية”، ورؤساء السلطات الثلاث، والشخصيات رفيعة المستوى بـ”الجمهورية الإيرانية”، بالإضافة إلى تأمين العاصمة.

وترتبط وكالات أنباء (تسنيم) و(فارس) و(نسيم) وصحيفة (جوان)؛ بـ (الحرس الثوري)، بخلاف شبكة كبيرة من المجلات، والمواقع الإلكترونية، والنشطاء التي تعمل كمكبرات دعاية.

وتحولت منظمة (أوج) الثقافية الفنية التابعة لـ (الحرس الثوري) إلى أحد أهم وأقوى الأذرع السينمائية الإيرانية. كذلك يُعتبر مقر (خاتم الأنبياء) من أكبر وأهم المقاولين الاقتصاديين في “إيران”، ويُنسّق بالتعاون مع (مؤسسة تعاون الحرس الثوري) أكبر شبكة اقتصادية قوية في قطاع المصارف، والخدمات، والاستيراد، والعمران.

النفوذ العسكري بالمنطقة..

وأنشأ (الحرس الثوري)؛ “مقرات متطورة وعمرانية” في جميع المحافظات مستلهمًا نموذج (خاتم الأنبياء). كما يلعب (فيلق القدس) دورًا مُحددًا؛ (على الأقل بالشرق الأوسط)، في حوزة الدبلوماسية الإيرانية، ويتعين على بعض السفراء الإيرانية في دول المنطقة التنسّيق والتعاون مع هذا الفيلق.

والجماعات شبّه المسلحة التي تحصل على مساعدات مالية وعسكرية من “إيران”؛ في “اليمن، ولبنان، والعراق، وسورية، والبحرين، وأفغانستان، وباكستان” وغيرها، تتعاون بشكلٍ وثيق مع (فيلق القدس).

ويُسيّطر (الحرس الثوري) على البرنامج الصاروخي الإيراني، ويُعتبر الجهاز المسؤول في المناطق الحدودية والجغرافية الإيرانية الحسّاسة.

كذلك تمتلك منظمة (الباسيج) المحسّوبة على (الحرس الثوري)، باعتبارها أكبر شبكة اجتماعية للميليشيات التطوعية في المدن والقرى الكبيرة والصغيرة، شبكة كبيرة من الميليشيات من خلال إطلاق قواعد للمقاومة في أغلب المدن، والقرى، والمساجد، والإدارة الإيرانية.

ويتحرك (الحرس الثوري)؛ على مدى العقد الأخير، في إطار الدعاية والتخطيط لمقترح المرشد الإيراني؛ “خامنئي”، خماسي المراحل ويشمل: (الثورة الإسلامية) و(السلطة الإسلامية) و(الحكومة الإسلامية) و(المجتمع الإسلامي) و(الحضارة الإسلامية)، علمًا أن المرشد الإيراني هو المسؤول الوحيد الذي يمتلك حق إدارة (الحرس الثوري) والرقابة عليه؛ وفق المادة (110) من الدستور.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة