15 يونيو، 2025 11:44 ص

يغداد : رفع حظر التجول الليلي يضاعف بهجة رمضان

يغداد : رفع حظر التجول الليلي يضاعف بهجة رمضان

بغداد – الواحدة والنصف صباحا ومقهى “أروما” في أحد الأحياء الراقية في بغداد يعج بالزبائن الذين يستمتعون بالسحور الرمضاني المعتاد قبل أن يبدأوا صيام يوم جديد.
يغدو الندل ويروحون بملابسهم الأنيقة وهم يقدمون الحساء والشاي والنارجيلة بينما يغري بوفيه الطعام الزبائن باللحوم المشوية والسلطات والفاكهة والعصائر.
فقد أضفى رفع حظر التجول الليلي في العاصمة العراقية قبل خمسة أشهر طعما جديدا على رمضان ومآدبه الباذخة التي تمتد حتى الفجر للمرة الأولى منذ الاجتياح الأمريكي للعراق عام 2003 وما جلبه على البلاد من أعمال عنف واضطرابات.
وبكل امتنان ينتهز العراقيون في بغداد أي فرصة للاستمتاع بالحياة بينما تتفتت مناطق أخرى من البلاد ويشتبك مقاتلو تنظيم “داعش” مع الجيش على مسافة تقل عن 50 كيلومترا من العاصمة وفي وقت مازالت تفجيرات السيارات الملغومة تحصد فيه الأرواح بانتظام.
وفي مقهى “أروما”، قالت عراقية تدعى فوزية: “هذه أول سنة نشعر فيها ببهجة رمضان بالطريقة التي تعودنا عليها في الثمانينات والسبعينات” مشيرة إلى عصر يصفه كثير من سكان بغداد الآن بالعصر الذهبي.
ودون أن تزعجها فكرة اقتراب يوم العمل الجديد جلست فوزية مع أقاربها تستمتع باللقاءات الرمضانية.
وقالت: “يغمرك الشعور بالبهجة لهذا المشهد لأن كل العائلات مرت بالكثير. لا يوجد خوف. شهدنا ذلك في تركيا ولبنان عندما اعتدنا أن نسافر والآن أصبح ذلك يحدث هنا أيضا.”
امتلأت الشوارع في حي الجادرية المطل على نهر دجلة حول المقهى بالسيارات. وكان المشاة يتنزهون في شوارع يغمرها ضوء المصابيح وتصطف فيها الأشجار على الجانبين يستمتعون بنسمة باردة نسبيا بعد انتصاف الليل مقارنة بدرجات الحرارة التي تقترب أثناء النهار من 50 درجة مئوية.
ويقول عباس الطائي (46 عاما) الذي كان يتناول السحور مع أسرته المكونة من ستة أفراد “رفع حظر التجول كان له أثر هائل… الحياة انطلقت فجأة.”
وقال الطائي المقيم في الولايات المتحدة والذي اختار أن يعود بعائلته لمسقط رأسه خلال شهر رمضان “أصبح هناك حياة الآن. بغداد تحب الحياة… والخروج ليلا في حد  ذاته تحد للعنف.”

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة