26 أبريل، 2024 9:33 م
Search
Close this search box.

يعود في الأفق .. شبح حكومة “أحمدي نجاد” يهدد أهل السنة في إيران

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – محمد بناية :

لطالما كان أهل السنة حليف استراتيجي للتيار الإصلاحي بسبب الاشتراك في الرؤى والاستراتيجيات. إذ يتبنى أهل السنة في خطابهم السياسي بعض المطالب التي يرى التيار الإصلاحي إمكانية تنفيذها. وهذا الأمر بدأ في العهد الإصلاحي – حكومة خاتمي – وكان ذا نتائج إيجابية.

وبحسب مقالة “حسن روحاني وترميم العلاقات مع أهل السنة” للكاتب الإيراني “حيدر على قربان” والتي نشرتها مؤخراً صحيفة “القانون” الإيراينة المحافظة، كان الرئيس “حسن روحاني” قد تحالف في انتخابات 2013 مع أهل السنة طبقاً للبيان المعروف باسم “القوميات” الذي يتبنى استراتيجية تعامل إيجابية ويقبل بمطالب أهل السنة، وبالتالي صوت معظم أبناء السنة لصالح روحاني. ثم سعت حكومة روحاني على مدى السنوات الأربع الماضية إلى ترميم علاقات أهل السنة المتدهورة مع الحكومة والسلطة من خلال تقديم الخدمات لتلك الفئة من المواطنين.

ويثني أهل السنة على هذه الفترة نظراً للأوضاع الصعبة التي عايشوها في فترة الحكومات التاسعة والعاشرة – حكومة أحمدي نجاد -. فلم يكن لأهل السنة أي موقع في هذه الحكومة التي كانت تركز اهتمامها على تجاهل حقوق المواطنة. ولم يكن الأمر قاصراً بالتأكيد على أهل السنة، وإنما طال قطاعاً عريضاً من الشعب الإيراني.

لا يمكن وصف المصائب التي خلفتها الحكومات التاسعة والعاشرة في القطاعات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية. على حد تصوير الكاتب الإيراني.

تجاهل أهل السنة قبل “روحاني” !

يضيف حيدر على قربان: بان “كان كل رئيس للجمهورية قبل الحكومة الحادية عشر – حكومة روحاني – يختار مستشار أو اثنين على الأكثر من أهل السنة، يستشيرهم باستمرار في القضايا المهمة الخاصة بأهل السنة، أو يستخدمهم في القضايا الداخلية والخارجية. لكن الحكومات التاسعة والعاشرة قطعت هذا الحد الأدنى من التعامل مع المستشارين، وطبقاً لأحدهم لم يتم استضافته في أي اجتماع على مدى السنوات الثمانية للرئيس أحمدي نجاد، وهذا يعكس كيفية تعامل وخطاب الحكومة التي يُثني أعضاءها عليها، بل ويريدون خوض المنافسات الانتخابية مجدداً بنفس هذه الرؤية وجذب أصوات أهل السنة”. وعدد “حيدر” الإجراءات التي قامت بها الحكومة في مناطق أهل السنة على النحو التالي:

نجحت حكومة “حسن روحاني” في عقد صلات منطقية مع أهل السنة واتخذت خطوات إيجابية في مجال الوحدة والتآخي والتناغم سوف نعرض لبعضها فيما يلي:

1- بعد استحداث منصب مساعد رئيس الجمهورية الخاص لشؤون الأقليات الدينية والمذهبية، أخذت مطالب وتوقعات وانتقادات أهل السنة تُنقل مباشرة إلى الحكومة ومن ثم الاستماع جيداً لكلامهم.

2- في اجتماع روحاني المشترك مع وجهاء أهل السنة مثل “مولوي عبد الحميد” والسيد “عبدالرحمن بيراني” والشيخ “صالح الأنصاري” وغيرهم مطلع العام الجاري، ونقلوا مطالبهم إليه مباشرة، وهو ما يعكس اهتمام روحاني للوحدة الوطنية وحقوق المواطنة.

3- نجح الوجهاء والصفوة من أهل السنة في عقد لقاءات متكررة ومتوالية مع المساعد الخاص والكثير من أعضاء الحكومة ورئيس الحكومة ونائبه الأول، بينما لم يحدث ذلك مطلقاً في عهد حكومة “نجاد” التي كانت تنظر إلى أهل السنة بشكل خاطئ ولم تسمح لأي منهم بالظهور مطلقاً.

4- تتبنى الحكومة الحادية عشر رؤية استراتيجية حيال أهل السنة إذ سعت إلى تغليب خطاب حقوق المواطنة، يتيح لأهل السنة التمتع بكل حقوقهم في إطار القانون، وفتح إلتزام روحاني بمنشور حقوق الإنسان والمواطنة طريقاً لإحقاق الحقوق المنصوص عليها في الدستور. فلم تكن حقوق المواطنة في قاموس روحاني الأدبي والثقافي مجرد شعار وإنما حقوق يجب على الحكومة الإلتزام به.

5- في إطار التعامل البناء ونظرة الاحترام والتكريم للمواطنين وإثبات إن أهل السنة مواطنون من الدرجة الأولى، استخدمت الحكومة الحادية عشر للمرة الأولى منذ اندلاع الثورة عام 1979 كردي سني في منصب سفير، وتعينيه كممثل للجمهورية الإيرانية في دولة أجنبية ومنحه كافة الصلاحيات. وهذه الخطوة وإن كانت صغيرة بالنسبة لمجموع النظام لكنها مؤشر كبير على وضوح موقف حكومة التدبير والأمل (حكومة روحاني) حيال أهل السنة ومستقبلهم السياسي. ويعلم وجهاء أهل السنة جميعهم أن المنافسين للرئيس روحاني ينظرون إلى أهل السنة باعتبارهم آداة وانهم لن يستطيعوا تجاوز الخطوط الحمراء وسوف تُفرض عليهم المزيد من الضغوط ومنها إعادة أهل السنة إلى مخادعهم.

الأمل في حكومة روحاني..

يخلص “حيدر على قربان” إلى إن هذه الإجراءات والمواقف التي سبقت الإشارة إليها، والتعيين في مناصب سفير ونائب أو مستشار وزير، والموقف الخاص من النساء كتعيين قيادات نسوية، تؤكد على أن استمرار روحاني في منصب الرئاسة يترتب عليه اتخاذ خطوات أكبر وأبعد على مسار الوحدة العملية وتوسيع التعاون والتناغم في إيران. ولا شك أن روحاني في حال فاز بدورة رئاسية ثانية، سوف يعمل بمقتضى اللائحة التي وضعها مطلع العام الجاري والتي تنص على استخدام أهل الكفاءة من أهل السنة في المواقع الإدارية والاستشارية والقنصلية. وأهل السنة ككل الإيرانيين يقفون على شفا منعطف تاريخي، “إما انقاذ إيران عبر مسار الحوار والعقلانية والتعامل مع الدول الإسلامية والعالم، أو طريق الخراب والعودة إلى عهد الحكومات التاسعة والعاشرة. ونحن جميعاً لا يحق لنا الخطأ في الانتخابات إذا كنا نبحث عن مستقبل أنفسنا وأولادنا والتقدم والأمان لبلادنا، لأن هذه الفرصة لا يمكن تعويض خسائرها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب