6 مارس، 2024 9:36 ص
Search
Close this search box.

يظهر من جديد في جنوب ليبيا .. مبايعة “داعش” للبغدادي تستهدف إرباك المشهد الليبي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فيما يشير إلى صحة ما كان متداولًا، في الفترات الأخيرة، عن وجود زعيم تنظيم (داعش) داخل الأراضي الليبية، وهو ما أكده معاودة التنظيم للظهور مجددًا في جنوب “ليبيا”، عبر مبايعة علنية مصورة لزعيم التنظيم، “أبوبكر البغدادي”.

وقد ظهر عشرات المسلحين الملثمين، في فيديو مصور بثته وسائل إعلام محسوبة على تنظيم (داعش)، وهم يجددون البيعة لزعيم التنظيم؛ ويتوعدون “الجيش الوطني” بعمليات انتقامية، إذ أكدوا على “استمرار قتالهم ضد قوات الجيش” وهدّدوا بشن مزيد من الهجمات الإرهابية ضدها.

المصادر المحلية رجحت أن يكون الفيديو قد “تم تصويره في منطقة صحراوية نائية في جنوب ليبيا، حيث يوجد عشرات المسلحين التابعين للتنظيم بقيادة المدعو، محمود البرعصي، والمكنى بـ (أبومصعب الليبي)، مؤسس التنظيم سابقًا في مدينة بنغازي بشرق البلاد”.

هجوم مسبق على حقل نفطي..

وكان التنظيم قد تبنى، في شهر آيار/مايو الماضي، هجومًا استهدف الحقل النفطي ببلدة “زلة”؛ التابعة لبلدية “الجفرة”، على بعد 650 كيلومترًا جنوب شرقي العاصمة، “طرابلس”، في تصعيد لهجمات التنظيم ضد مواقع يسيطر عليها “الجيش الوطني”، جنوب البلاد، منذ مطلع العام الحالي، بعدما أطلق عملية عسكرية شاملة لتطهيرها من “الإرهاب والجريمة”.

وشن تنظيم (داعش) كذلك؛ بعض الهجمات الكبيرة في “طرابلس”، العام الماضي، لكنه تراجع إلى حد كبير إلى صحراء جنوب “ليبيا”، منذ خسارة معقله السابق في “سرت”، أواخر عام 2016. ولم يكتفِ التنظيم بهجماته بل توعد أيضًا بسلسلة هجمات متواصلة، خلال العام الحالي، تستهدف المؤسسات الليبية وقوات الجيش في شرق وغرب البلاد.

ومع ذلك، أقرت حكومة “الوفاق الوطني”، المتمركزة في العاصمة، “طرابلس”، برئاسة، “فايز السراج”، وتحظى بإعتراف المجتمع الدولي، بأن “تحرير مدينة سرت لم يقضِ بشكل نهائي على وجود تنظيم (داعش)، بعدما تسللت عناصره إلى مدن أخرى”.

ونجحت عملية “البنيان المرصوص”، التي أطلقتها القوات التابعة لحكومة “السراج”، نهاية عام 2016، في طرد (داعش) من معقله الرئيس في “سرت”، بعد معارك استمرت أكثر من 8 أشهر، سقط فيها أكثر من 700 قتيل في صفوف هذه القوات، فيما قتل أكثر من ألفي مسلح تابع لـ (داعش).

وتعاني “ليبيا” من فوضى أمنية وصراع على السلطة في ظل انتشار السلاح، منذ الإطاحة بنظام العقيد الراحل، “معمر القذافي”، عام 2011، ما سمح لجماعات متطرفة، من بينها (داعش)، بأن يكون لها موطيء قدم في هذا البلد الغني بـ”النفط”.

بداية لتلاشي التنظيم..

من جهته؛ أفاد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء “أحمد المسماري”، بصحة الفيديو الأخير الذي نشره تنظيم (داعش) الإرهابي، مشيرًا إلى أن الفيديو يظهر أن التنظيم بدأ يتلاشى.

وصرح “المسماري” بأن (داعش) بايع زعيمًا جديدًا له في ليبيا “وهنا الخطورة”، لافتًا إلى أن (داعش) بدأ يقوم بعمليات خلفية، ورحّب به المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق، بحسب موقع قناة (العربية).

تنقل بطائرات مدنية..

وقال العميد “خالد المحجوب”، مدير إدارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة الليبية، بقيادة “خليفة حفتر”، وآمر المركز الإعلامي لغرفة “عمليات الكرامة”؛ فيما يتعلق بالظهور الأخير لمجموعة من تنظيم (داعش) الإرهابي؛ أن الفيديو الذي تم بثه تم تصويره منذ فترة، وليس حديثًا، وأن السيارات التي ظهرت في الإصدار تم الاستيلاء عليها خلال هجوم لقوات “الوفاق”، في وقت سابق، في الجنوب الليبي.

وشدد على أن الأعداد التي ظهرت بالفيديو غير موجودة في الوقت الراهن، إلا أن توقيت بث الفيديو يتعلق بالمعلومات التي تؤكد نقل عناصر إرهابية من “إدلب” إلى “ليبيا”، عن طريق “تركيا”، وأن الرسالة مفادها إطمئنان العناصر الجديدة التي يتم نقلها حتى ذهبت إلى “ليبيا” بيقين أن التنظيم موجود في الأراضي الليبية.

وأشار إلى أن “عناصر (داعش) يتم نقلها إلى “ليبيا” عبر الطائرات المدنية بمطارات الغرب الليبي.

وحذر الخبراء، في وقت سابق، من ظهور تنظيم (داعش) في “ليبيا” مرة أخرى، وهو الأمر الذي تأكد بظهور الإصدار المرئي الأخير للتنظيم هناك.

يوجد في سلسلة جبال “الهاروج”..

الباحث الليبي، “سراج الدين التاورغي”، قال إن تحليل الفيديو الأخير لتنظيم (داعش) الإرهابي؛ يؤكد وجوده في سلسلة جبال “الهاروج”، وهي منطقة صحراوية ممتدة لمساحات شاسعة بها العديد من أوجه الحياة من الماء والحيوانات البرية والإبل.

وأضاف أن التنظيم ينشط في هذه المنطقة منذ فترة، نظرًا لصعوبة السيطرة الأمنية عليها، ووعرة الدروب بها، حيث تقع بالقرب من مثلث “زلة – الجفرة – هون”، بوسط “ليبيا”، وتمتد لأكثر من 200 كيلومتر، وهو ما دفع التنظيم للبقاء هناك في ظل محاولاته لتجنيد الشباب والإرهابيين الأجانب.

وتابع “التاورغي” أن المنطقة تسكنها إحدى القبائل الليبية التي تعيش على الزراعة والرعي منذ عشرات السنوات، وأن الجيش قتل أكثر من 20 إرهابيًا في المنطقة، خلال الفترة الماضية، عبر عمليات التمشيط ضد تنظيم (داعش).

موضحًا أن الظهور في الوقت الراهن، يؤكد على موقف الجيش الليبي، وأنه على الطريق الصحيح في محاربة الجماعات الإرهابية، والتي تخشى السيطرة على “طرابلس”، والقضاء عليها.

وكشف عن أن القيادي الذي ظهر في الفيديو باسم، “أبومصعب الليبي”، يرجح بنسبة كبيرة أنه “محمود البرعصي”، وأنه أحد قيادات “أنصار الشريعة”، الذي بايع تنظيم (داعش) الإرهابي، في 2014، وكان أميرًا للتنظيم في منطقة “الصابري”.

وشدد على أن المعلومات التي تداولت عن مقتله، أكثر من مرة، غير صحيحة، وأن الإصدار المرئي الأخير يؤكد أنه من يقود هذه المجموعة التي تضم جنسيات أجنبية وبعض الليبيين.

وأكد أن الجيش الليبي استطاع القضاء عليهم في المناطق التي كانوا يسعون للتواجد فيها، وأنهم لجأوا إلى المناطق الجبلية، إلا أنهم يقومون بين الحين والآخر بالهجوم على بعض القرى القريبة من المنطقة التي يتواجدون فيها، وعلى رأسها قرية “الفقهاء”.

تحذيرات سابقة..

وفي تحذيرات سابقة؛ مطلع العام الجاري، قال “عبدالرحيم المنار أسليمي”، رئيس المركز “الأطلسي” للدراسات الإستراتيجية والتحليل الأمني في “الرباط”، إن مجموعة كبيرة من المقاتلين الإرهابيين وصلوا إلى منطقة الساحل والصحراء.

مضيفًا أن المجموعات، التي وصلت إلى المنطقة تدريجيًا، منذ شهور، من “سوريا” و”العراق”، تضم “داعشيين” أفارقة، إضافة إلى مجموعة “داعشيين” من أوروبا، وجدوا صعوبة في العودة إلى دولهم.

وأكد أن الوضع الأمني يبين الشريط الإرهابي الجديد، الذي يمكن أن يمتد من “سيناء” و”البحر الأحمر” عبر منطقة “الساحل” و”الصحراء”، و”الجنوب الجزائري” و”المنطقة الرمادية”، في “مخيمات تندوف”، في محاولة للوصول إلى منفذ على “المحيط الأطلسي”، وأن هذا الشريط جاء نتيجة تغير شكل التنظيمات الإرهابية، بعد وصول المقاتلين الإرهابيين الأجانب من “سوريا” و”العراق”، وإندماجهم مع بقايا (القاعدة) بشمال إفريقيا والساحل والصحراء.

لن يتكاتف أطراف النزاع لطرد “داعش” !

وقال “عبدالعزيز إغنية”، الخبير في الشؤون الليبية، إن تنظيم (داعش) الإرهابي، يقوم بعملية تنشيط وجوده في “ليبيا” بدعم من الميليشيات المسلحة المنطوية تحت “حكومة الوفاق”؛ ومنها “سرايا تحرير بنغازي” و”سرايا تحرير درنة” من أجل إرباك المشهد الليبي.

واتهم “إغنية”، “تركيا”، بنقل العناصر المتطرفة عبر الجسور الجوية والبرية من “سوريا” و”العراق” إلى “ليبيا”.

وأوضح “إغنية” أن تصريح  الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، هو عبارة عن معلومات مؤكدة عن هذه المجموعات، التي تحاول الانتقال من “إدلب” السورية للأراضي الليبية.

وأشار إلى أن الجنوب الليبي الشرقي مستقر، لأن به مشروعات زراعية وصناعية، أما في الجنوب الغربي فتوجد جماعة “بوكو حرام”، في شمال “مالي” و”النيغر”، والعديد من العناصر المتطرفة، لأن طبيعة الأفراد تساعد على وجود هذه العناصر المتطرفة، التي تتاجر بالدين؛ وهذا يشكل تهديدًا للأمن القومي لـ”الجزائر” و”مالي” و”النيغر”.

وأكد الخبير في الشؤون الليبية على أن المجموعات المسلحة التي حصلت على السلاح هي التي تقاتل في أطراف العاصمة ضد “الجيش الليبي”، مستبعدًا تكاتف أطراف النزاع معًا لمواجهة تنظيم (داعش).

وطالب بوجود اتفاق سياسي أولًا ينقذ “ليبيا”؛ في ظل وجود من لا يريد دخول “الجيش الليبي”، “طرابلس”،  مؤكدًا على أن المشهد الليبي أكبر من الطرفين، هو أكثر تعقيدًا مما يظن البعض.

لخروجه عن دائرة الضوء..

وقال “عمرو فاروق”، الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إن تنظيم (داعش) يسعى بقوة لرفع الروح المعنوية لعناصره، مع الخسائر التي يتكبدها على مدار الأشهر الماضية، سواء في “سوريا” أو “العراق” أو “مصر” أو “ليبيا” أو غيرها من المناطق التي فقد فيها الجغرافية السياسية.

مشيرًا إلى أن التنظيم الإرهابي، من خلال إصداراته، يسعى لإيصال رسالة لعناصره وأنصاره بأنه ما زال متحكمًا في المشهد، وأن لديه من القوة ما يجعله يمثل طرفًا في معادلة الصراع وتهديدًا للأنظمة العربية الحاكمة.

وأوضح “فاروق” أن إصرار (داعش) على نشر هذه الإصدارات يعود لشعور التنظيم بأنه خارج دائرة الضوء، وأنه قد انتهى فعليًا، لكن هذا الشعور ربما يكون دافعًا بشكل حقيقي لتنفيذ عدد من العمليات العشوائية في عدد من الدول العربية؛ بهدف الترويج الإعلامي، خصوصًا أنه يتجه حاليًا لما يسمى بـ”حرب العصابات والمدن”، وهي معارك من شـأنها أن تكبد الجيوش النظامية خسائر فادحة لعشوائيتها في الاستهداف والتحرك.

وأضاف أن الإصدار مُعد للنشر قبل ظهور “البغدادي” في إصدار، “في حضرة الخليفة”، الذي اضطر فيه للظهور بعد الانقسامات الواضحة التي شهدها التنظيم والدعوات لاختيار خليفة بديل لـ”البغدادي”، بعد انتشار شائعة وفاته، فتم التوجيه بضرورة مبايعة كل ولاية لـ”البغدادي” كنوع من التوظيف السياسي على تحكمه في مسار التنظيم.

يوحي بوجود انقسامات داخلية..

ويرى “محمد البلقاسي”، مدير مرصد “ضد التطرف” والباحث في شؤون الجماعات المتطرفة، أن إصدار (داعش) يوحي بوجود انقسامات داخلية، وضعف في التنظيم يحاول التستر عليه ونفيه لرفع الروح المعنوية لعناصره.

وأكد “البلقاسي” أن هذه السلسلة تعتمد على عدد من الرسائل لأفراد التنظيم، للتأكيد على قوة انتشار وهمية بتعداد ما يطلق عليه ولايات.

وبخصوص حدود إمكانات التنظيم في “ليبيا” وقدرته على التحرك أو التنفيذ، يرى مدير مرصد “ضد التطرف”؛ أن التنظيم لن يستطيع توجيه ضربات منظمة ضد الجنوب الليبي، لضعف الإمكانيات والتي وضحت في الإصدار الأخير.

وأشار “البلقاسي” إلى أن أقصى ما يستطيع (داعش) تنفيذه في الجنوب هي عمليات استنزاف لإظهار وجوده فقط، لكنها لن تحقق له مكاسب تذكر.

وشدد على أن استمرار العمليات العسكرية لـ”الجيش الليبي” ضد الإرهاب ستقضي على أي فرصة لإحياء تنظيم (داعش) في الداخل الليبي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب