يضع قائمة باسمائهم .. محلل إسرائيلي : هؤلاء اعداء اميركا القادمين بعد “الشعيرات”

يضع قائمة باسمائهم .. محلل إسرائيلي : هؤلاء اعداء اميركا القادمين بعد “الشعيرات”

كتب – سعد عبد العزيز :

يُلقي الهجوم العسكري الأخير الذي شنه الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” على “قاعدة الشعيرات” الجوية في سوريا, بظلاله وتداعياته على منطقة الشرق الأوسط.. كما أنه يتضمن رسالة واضحة ليس للرئيس السوري “بشار الأسد” وحده, بل أيضاً لأطراف عديدة مثل “إيران والصين وكوريا الشمالية”. ولقد نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية مقالاً تحليلياً للكاتب “يوني بن يشاي”, تناول فيه تداعيات التدخل العسكري الأميركي في سوريا, موضحاً أن الضربة العسكرية الأميركية تحمل رسالة قوية للعالم, مفادها أن إدارة ترامب قد وضعت حدوداً حمراء وأن من سيتجاوزها سيتعرض للرد العسكري من أقوى دولة عظمى في العالم.

رسالة لكل الأنظمة المارقة..

يضيف الكاتب الإسرائيلي أن الرسالة الأميركية موجهة في المقام الأول للأنظمة المارقة التي تنتهك المواثيق الدولية مثل نظام “بشار الأسد” وكذلك النظامين الحاكمين في كل من “إيران وكوريا الشمالية”. كما أن الرسالة موجهة أيضاً إلى كل من “روسيا” المتورطة عسكرياً في سوريا وكذلك “الصين” التي تستفذ الأميركان في المحيط الهندي. “فما يريد أن يؤكده ترامب هو أن الولايات المتحدة الأميركية لن تغُض الطرف إزاء انتهاك المبادئ الإنسانية”.

مؤكداً المحلل بن يشاي على أن الرسالة الأميركية من منظور أشمل موجهة أيضاً للصين التي تنتهك المواثيق الدولية في بحر الصين الجنوبي. وحقيقة أن الرئيس ترامب لم يُحجم عن الهجوم حينما كان الرئيس الصيني في زيارة لبلاده, لها دلالتها الواضحة. “وفي الحقيقة فإن كل من عانى من انتهاكات النظام العالمي على يد إيران أو كوريا الشمالية أو حتى الصين, لا بد أن يعلم الآن بأن الولايات المتحدة الأميركية بقيادة ترامب وضعت خطوطاً حمراء ولن تسمح بتجاوزها. ولعل الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما يفكر بعد فوات الآوان أنه كان ينبغي عليه التصرف بشكل مختلف, بعدما تنازل عن الخطوط الحمراء مما جعل بشار الأسد يواصل ذبح المواطنين السوريين بدعم من روسيا”.

ترامب حدد الخطوط الحمراء..

يرى “بن يشاي” أن الخط الأحمر الذي وضعه ترامب يتضمن أربعة أسباب تستدعي اتخاذ رد عنيف لكنه محسوب ومُركز, وهي: “استخدام الأسلحة الكيماوية الفتاكة, وانتهاك الميثاق الدولي الذي يحظر انتشارها, وكذلك انتهاك قرارات مجلس الأمن, وتهديد المصالح الأميركية”, وهنا يقصد ترامب تهديد دول المنطقة الحليفة للولايات المتحدة الأميركية وعلى رأسها إسرائيل وتركيا التي ربما ستكونان مُستهدفتان لاحقاً بالأسلحة الكيماوية. ومن أجل تقليص الأضرار وتركيز الرسالة, قامت الولايات المتحدة الأميركية بإبلاغ كل الأطراف المعنية – بما فيها روسيا. ويؤكد ترامب على أنه لا يعتزم إسقاط الأسد, لكن في حال تعرضت المصالح الأميركية للخطر فإن بوتين أيضاً لن ينجو من العقاب. وكأنما يريد أن يقول لهما: “لن يمكنكمها فعل ما يحلو لكما في الشرق الأوسط”.

روسيا عاجزة عن الرد العسكري..

يحاول المحلل الإسرائيلي التنبؤ بأن روسيا ستعرب عن احتجاجها على الضربة الأميركية لكنها لن ترد عسكرياً. إذ من الصعب أن يتجرأ بوتين على اتخاذ إجراء مباشرة ضد الولايات المتحدة الأميركية سواء باستهداف القطع البحرية التابعة للأسطول السادس أو القواعد الأميركية في تركيا. وكل ما في وسع بوتين هو مجرد رد فعل دبلوماسي شديد. فالوضع الاقتصادي والعسكري لروسيا لا يساعدها على المواجهة الشاملة مع الولايات المتحدة الأميركية. وربما أن العمل العسكري ضد المتمردين في سوريا سيتعاظم, لكن في المقابل فإن بوتين من أجل حماية مصالحه سيعمل على كبح جماح الأسد بشئ من الهدوء ولكن بقبضة حديدية حتى لا يسبب له إحراجاً مرة أخرى.

ويقول بن يشاي إن الروس بطبيعة الحال يستشعرون الحرج لأن طائراتهم تستخدم نفس المطار الذي انطلقت منه طائرات بشار الأسد محملة بالأسلحة الكيماوية. ويمكن القول بأن ترامب ما كان يمكنه مهاجمة ذلك الموقع بالقرب من حمص, والذي به تواجد روسي دون أن تكون لديه معلومات استخباراتية مؤكدة من عدة مصادر عن العملية. والإبلاغ المُسبق لروسيا وإسرائيل تم قبل وقت قليل من الهجوم, حتى لا يسمح للسوريين بالاستعداد, وهذا سبب وقوع خسائر في الأرواح بين أفراد الجيش السوري. ولقد ألحقت تلك الضربة ضرراً شديداً بالرئيس الأسد لأنه كان يطلق طائراته من تلك القاعدة لضرب أهداف تابعة لتنظيم داعش في شرق سوريا.

الضربة الأميركية أسعدت البعض وأغضبت آخرين..

يشير الكاتب الإسرائيلي في نهاية مقاله إلى أن العملية العسكرية الأميركية ضد سوريا تُسعد “إسرائيل والسعوديين والأتراك” – لأن الولايات المتحدة الأميركية قد أوضحت بأن استخدام الأسلحة غير التقليدية هو “خط أميركي أحمر لا يمكن تجاوزه”. غير أن تلك العملية تثير غضب “إيران” التي تستخف بالولايات المتحدة من خلال مواصلة تجاربها على الصواريخ الباليستية. فالإيرانيون تلقوا الآن إنذاراً شديد اللهجة ليس فقط بسبب استمرار تجاربهم الصاروخية, لكن أيضاً فيما يخص الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع الدول العظمى. فإذا كان الإيرانيون يظنون أن بإمكانهم انتهاك ذلك الاتفاق أو التهرب من بنوده دون عقاب, فإنهم الآن سيعيدون التفكير, وهذا أيضاً يسعد إسرائيل التي تخشى من التواجد الإيراني في الجولان.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة