20 أبريل، 2024 1:38 م
Search
Close this search box.

يشكك في نتائج الإنتخابات .. رئيسي يشن “حرب نفسية” على روحاني لصالح الحرس الثوري

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – نشوى الحفني :

يبدو أن الشارع الإيراني لن يهدأ بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، والتي من المؤكد أنها أحدثت شقاق بين التيار الأصولي والمرشد الأعلى “علي خامنئي”.. فقد ذكرت وكالة “فارس”، التابعة لمؤسسة “الحرس الثوري الإسلامي” IRGC، أن المرشح المحافظ “إبراهيم رئيسي” الذي هزم في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قد صرح بحدوث تزوير ضده، وطالب السلطة القضائية والمجلس المشرف على الإنتخابات بالتحقيق، ونقلت عن “رئيسي” قوله: “التلاعب بأعداد المشاركين غير لائق، وعدم إرسال بطاقات الاقتراع للمراكز، التي يكون لمعارض الحكومة فرصة للحصول على أصوات فيها، غير لائق للغاية”.

خروقات لا مثيل لها..

قال “رئيسي”، الذي خسر الانتخابات بحصوله على 16 مليون صوت، في مقابل 23 مليون صوت لـ”روحاني”، إن “الخروقات التي حدثت في الانتخابات لا سابق لها”، مضيفاً في خطاب أمام مناصريه في مدينة “مشهد”، حيث يشغل منصب سادن العتبة الرضوية، “يعلم الجميع أن القوى الثورية تطالب بحقوقها عبر المنافذ القانونية، لكن إذا كانت هذه الانتخابات حدثت عبر هندسة معينة فهذا يؤثر في ثقة المواطن”.

مطالباً “رئيسي” من مجلس “صيانة الدستور” و”السلطة القضائية”، بعدم السماح بالتعدي على حقوق الشعب، مؤكداً على أن ثقة الشعب ستتأثر بشدة حال عدم نظر المجلس بهذا التلاعب في الأصوات.

و”مجلس صيانة الدستور” هو الهيئة التي تشرف على الانتخابات، ويقوم بالتدقيق في طلبات الترشح داخل الجمهورية الإيرانية. وقد أقر المجلس بالفعل نتائج الانتخابات الأخيرة بشكل نهائي.

إستخدام الإعلام الحكومي..

كما اتهم “رئيسي”، الذي شغل أيضاً عدة مناصب في القضاء، الرئيس “حسن روحاني” باستخدام التليفزيون الرسمي والصحف الرسمية والمقار الحكومية بشكل غير صحيح في حملته الانتخابية.

داعياً “رئيسي” وزارة الداخلية إلى الإعتذار للمواطنين الذين انتظروا ساعات طويلة أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم.

أقوى تصريحاته منذ خسارته..

وسائل إعلام إيرانية وصف تصريحات “إبراهيم رئيسي” حول الإنتخابات الرئاسية ونتائجها، بانها كانت من بين أقوى تصريحاته منذ أن خسر الانتخابات أمام الرئيس “حسن روحاني”، والذي حصل على 57% من الأصوات مقابل 38% لرئيسي.

وقوبلت تصريحات “رئيسي” بانتقادات من شخصيات أصولية، إذ حذر كاتب الافتتاحية في صحيفة “كيهان” محمد مهاجري، من استغلال هذا الموقف لـ”تأزيم الأوضاع ” في الداخل الإيراني من جانب “شخصيات أصولية تورطت في أحداث عام 2009، لكنها استطاعت التملص منها”.

وقد أعادت هذه التصريحات إلى الأذهان موقفى المرشحين الرئاسيين الخاسرين في 2009، “مهدي كروبي” و”مير حسين موسوي”، عندما اتهما السلطات بتزوير الانتخابات لمصلحة الرئيس “محمود أحمدي نجاد”، ما أدى إلى اضطرابات انتهت بوضعهما قيد الإقامة الجبرية.

من “روحاني” لينهي إقامتهم الجبرية ؟

الامر الذي دفع “رئيس الهيئة القضائية” إلى ان يوجه انتقاداً لتعهدات قطعها “روحاني” أثناء الحملة الانتخابية بالسعي للإفراج عن أثنين من قادة المعارضة من إقامتهما الجبرية، فقال رئيس السلطة القضائية “صادق لاريجاني”، شقيق “علي لاريجاني” رئيس مجلس الشورى (البرلمان) وأحد حلفاء روحاني، في التاسع والعشرين من آيار/مايو 2017، دون ذكر روحاني بالاسم: “أحد المرشحين قال خلال تجمع لأنصاره خلال الحملة الإنتخابية إنه يريد إنهاء الإقامة الجبرية المفروضة على الزعيمين الإصلاحيين “مير حسين موسوي” و”مهدي كروبي” قائدي انتفاضة “الحركة الخضراء” في عام 2009″. متسائلاً: “من أنت لتنهي الإقامة الجبرية ؟”.

وقال “لاريجاني”، أحد أركان النظام ورموز التيار الأصولي، إن “البعض يحاول إثارة حركة شعبوية للتشكيك في القرارات الشرعية لهيئات البلاد”، مشيراً إلى أن قرار فرض الإقامة الجبرية عليهما اتخذه “المجلس الأعلى للأمن القومي”، ولا يمكن إلغاؤه إلا من قبل هذا المجلس. والمجلس الذي يرأسه رئيس الجمهورية يضم كبار القادة السياسيين والعسكريين في البلاد، ويفترض أن تخضع قراراته لموافقة المرشد الأعلى.

تصريحات “رئيسي” غير صحيحة..

حول الأسباب الكامنة وراء تصريحات المرشح الخاسر “إبراهيم رئيسي”، يقول دكتور “محمد محسن أبو النور” متخصص الشؤون الإيرانية، لـ(كتابات)، أن “رئيسي” اعتمد في روايته على أمرين، أولهما أن الحكومة بالغت في أعداد الناخبين، وثانيهما أن الحكومة امتنعت عن إرسال بطاقات إضافية إلى اللجان المؤيدة لرئيسي.

واصفاً “أبو النور” تصريحات “رئيسي” بانها أبعد ما تكون عن الصحة، لأن الحكومات تلجأ إلى التزوير في حالة تقارب الأصوات لصالح المرشحين بأن يفوز أحدهما بفارق عدة آلاف صوت عن منافسه فقط، لكن أن يفوز “روحاني” بفارق أكثر من 7 ملايين صوت، فإن ذلك يعني حسابياً بشكل فني بحت استحالة التزوير.

مضيفاً انه “في مسقط رأس “إبراهيم رئيسي”، محافظة خراسان رضوي، حيث يتكتل المحافظون والمناصرون لتيار التشدد، ويوجد مرقد الإمام “علي الرضا”، صوتت أغلبية ساحقة من الناخبين لصالح “حسن روحاني”، وقد قال لي مصدر خاص من أبناء المحافظة وتحديداً من العاصمة “مشهد” إنه وقف في طوابير الانتخاب 3 ساعات وإن البطاقات كانت متوافرة حتى منتصف الليل”.

وضع “روحاني” تحت ضغط ومصالح “الباسدران”..

مشيراً “أبو النور” إلى أن الأسباب وراء تحدث “رئيسي” الآن بهذه التصريحات، هو وضع الرئيس “حسن روحاني” تحت ضغط دائم ومستمر طيلة السنوات الأربعة المقبلات ولا يبادر بقرارات إستراتيجية في مجالي الإصلاحات الاقتصادية والسياسة الخارجية، إلا مع أخذ مصالح مؤسسة الباسدران (الحرس الثوري) في الاعتبار.

موضحاً أنه “في الأيام الماضية كانت تلك الاسباب والعوامل هي محور الصحافة الإيرانية وموضع اهتمام بارز من المحللين الإيرانيين (ميسم بهرش وأردشير باشانج على سبيل المثال) وهما الملفان اللذان يتخوف قادة “الحرس الثوري” من إحداث اختراق فيهما، لأن تعديل السلوك الإيراني فيهما يؤثر فوراً على المصالح المباشرة للقادة والمؤسسة على حد سواء”.

وكانت انتخابات إيران الرئاسية 2017، هي الدورة الثانية عشر من الانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإيرانية، وقد جرت في 19 آيار/مايو 2017، وذلك تزامنًا مع الدورة الخامسة لانتخابات المجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الإسلامي.

وقد وافق مجلس صيانة الدستور على ترشيح 6 شخصيات لخوض الانتخابات الرئاسية، وهم “حسن روحاني، إبراهيم رئيسي، محمد باقر قاليباف، إسحاق جهانغيري، مصطفي هاشمي طبا، مصطفي مير سليم”، وقد تنازل الجميع عدا “روحاني” و”رئيسي”.

وخلال الحملات الإنتخابية لكلا المرشحين تبادلا الانتقادات اللاذعة في المناظرات والأحاديث، باستخدام لغة نادراً ما تُسمع في الأوساط السياسية الإيرانية. فاتهم “روحاني” رئيسي بارتكاب انتهاكات أثناء عمله بالقضاء، وبدوره اتهمه “رئيسي” بالفساد وسوء إدارة الاقتصاد. ونفى كل منهما اتهامات الآخر.

وانتقد المرشد الأعلى “علي خامنئي”، صاحب أعلى سلطة في البلاد، والذي يقول محللون إنه كان يفضل رئيسي، لغة الخطاب في الحملة الانتخابية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب