خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في إطار تصعيد التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران، أصدرت قوات التحالف العربي بياناً أكدت فيه أن تزويد إيران للحوثيين بصواريخ لضرب السعودية يعد عملاً من أعمال الحرب، حيث قالت قيادة التحالف في بيان لها أن ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات “الحوثية”، التابعة له، بهذه الصواريخ انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن، التي تفرض على الدول الامتناع عن تسليح تلك الميليشيات بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وعلى وجه الخصوص القرار رقم (2216)، وإن ذلك التورط الإيراني يعتبر عدواناً صريحاً يستهدف دول الجوار والأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم، وبتوجيه مباشر منه للميليشيات الحوثية التابعة له، ولذا فإن قيادة قوات التحالف تعتبر هذا عدواناً عسكرياً سافراً ومباشراً من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد السعودية.
إغلاق كافة المنافذ..
قيادة قوات التحالف قررت الإغلاق المؤقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية؛ مع مراعاة استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة.
إيرانية الصنع..
جاء ذلك في بيان إلحاقي أصدرته قيادة قوات “تحالف دعم الشرعية” في اليمن بشأن الصواريخ “البالستية” التي أطلقتها الميليشيات الحوثية التابعة للنظام الإيراني من داخل الأراضي اليمنية مستهدفة المملكة، الذي يفيد بأنه إلحاقاً لما تم الإعلان عنه سابقاً بشأن الصواريخ “البالستية” التي أطلقتها الميليشيات الحوثية التابعة للنظام الإيراني من داخل الأراضي اليمنية مستهدفة المملكة العربية السعودية، والتي كان آخرها العدوان العسكري السافر بقيام الميليشيات باستهداف مدينة الرياض يوم السبت 4 تشرين ثان/نوفمبر الحالي، باستخدام صاروخ “بالستي” تجاوز مداه (900 كلم)، وبمعاينة وفحص حطام تلك الصواريخ؛ ومنها الصاروخ الذي تم إطلاقه بتاريخ 22 تموز/يوليو الماضي، وبمشاركة خبراء التقنية العسكرية المختصة، ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية.
انتهاك لقرار مجلس الأمن.. وإعلان حرب..
مضيفاً البيان: “إن قيادة قوات التحالف تعتبر ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بهذه الصواريخ انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن، التي تفرض على الدول الامتناع عن تسليح تلك الميليشيات بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى وجه الخصوص القرار رقم (2216)، وإن ذلك التورط الإيراني يعتبر عدواناً صريحاً يستهدف دول الجوار والأمن والسلم الدوليين في المنطقة والعالم، وبتوجيه مباشر منه للميليشيات الحوثية التابعة له، ولذا فإن قيادة قوات التحالف تعتبر هذا عدواناً عسكرياً سافراً ومباشراً من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد السعودية، وتؤكد حق المملكة في الدفاع الشرعي عن أراضيها وشعبها وفق ما نصت عليه المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، كما تؤكد على احتفاظ المملكة بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي ويتماشى معه؛ واستناداً إلى حقها الأصيل في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها التي تحميها كافة الشرائع والمواثيق الدولية بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة.
اتخاذ إجراءات الحماية اللازمة..
أهابت قيادة قوات التحالف كافة الجهات المعنية بالتقيد بإجراءات التفتيش والدخول والخروج من المنافذ اليمنية المحددة من قبل قيادة قوات التحالف التي ستعلن لاحقاً، وسيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية في حق كل من ينتهك تلك الإجراءات، كما تحث قيادة قوات التحالف أبناء الشعب اليمني الشقيق وكافة الأطقم المدنية من بعثات إنسانية وإغاثية بالابتعاد عن مناطق العمليات القتالية وتجمعات الميليشيات الحوثية المسلحة والأماكن والمنافذ التي تستغلها تلك الميليشيات التابعة لإيران لتهريب تلك الأسلحة أو شن عملياتها العدوانية ضد المملكة، وكما تحث البعثات الدبلوماسية بعدم التواجد في المناطق غير الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
دعوات لتطبيق قرار مجلس الأمن..
دعت قيادة قوات التحالف، في بيانها، المجتمع الدولي ومجلس الأمن ولجنة الجزاءات التابعة له والمعنية بتطبيق القرار (2216)، لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة لمحاسبة إيران على انتهاك قرارات مجلس الأمن، وفي طليعتها القرار رقم (2216)، وأحكام ومبادئ القانون الدولي التي تجرم التعدي على حرمة الدول الأخرى، وذلك لتورط إيران المباشر في أنشطة التهريب والتسليح غير المشروعة للميليشيات الحوثية التابعة لها، وتعريض السلم والأمن الدوليين للخطر، والاعتداء على أراضي وشعب المملكة العربية السعودية الآمن ودول الجوار، وانتهاك القرارات الدولية التي تهدف إلى إنهاء الانقلاب في اليمن وإعادة الشرعية.
وقد تبنى الحوثيون، قبل ساعات من بيان التحالف، إطلاق صاروخ “بالستي” يبلغ مداه نحو 750 كيلومتراً واستهدف مطار الرياض. وهي المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ أطلق من اليمن إلى هذه المسافة القريبة من العاصمة السعودية.
لن نسمح بتعديات على الأمن الوطني..
كما حذرت السعودية إيران من أنها “لن تسمح بأي تعديات” على أمنها الوطني، وكتب وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير”، في تغريدات على موقع التدوين القصير “تويتر” قائلاً: “التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار، وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين. ولن نسمح بأي تعديات على أمننا الوطني”.
محذراً: “تحتفظ المملكة بحق الرد في الشكل والوقت المناسبين على تصرفات النظام الإيراني العدائية. ونؤكد أن لا تسامح مع الإرهاب ورعاته”.
الميليشيات أداة إرهابية لتدمير اليمن..
في وقت يتصاعد التوتر بين الرياض وطهران، أكد وزير الخارجية السعودي في تغريداته على أن “الإرهاب الإيراني يستمر في ترويع الآمنين وقتل الأطفال وانتهاك القانون الدولي.. وكل يوم يتضح بأن ميليشيات الحوثي أداة إرهابية لتدمير اليمن”.
اتهامات مجحفة وغير مسؤولة..
رفضاً للاتهامات، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، في بيان، اتهامات التحالف الذي تقوده السعودية واصفاً إياها بأنها “مجحفة وغير مسؤولة ومخربة واستفزازية”.
ومن طهران، تحدث “قاسمي” عن “جرائم الحرب والاعتداءات السعودية بحق الشعب اليمني على مدى عدة سنوات”، معتبراً أن إطلاق الصاروخ هو “رد مستقل ويعود سببه إلى الاعتداءات السعودية وليس إلى إجراءات أو تحريك من أي دولة أخرى”.
داعياً المتحدث الإيراني، الرياض إلى “الابتعاد عن الإسقاطات والاتهامات الجوفاء، والعمل على وقف الهجمات ضد الشعب اليمني البريء والأعزل في أسرع وقت، وتمهيد الطريق للحوار بين اليمنيين بهدف إحلال السلام في هذا البلد”.
“ترامب” يحمل طهران المسؤولية..
قبل يوم من توجيه الاتهامات إلى إيران؛ كان الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، قد حمل إيران مسؤولية الصواريخ التي يوجهها الحوثيون والجيش اليمني ضد السعودية، قائلاً إنه يعتبر إيران مذنبة بشن قصف صاروخي من اليمن باتجاه المملكة.
مصرحاً “ترامب”، للصحافيين الذين رافقوه على متن الطائرة الرئاسية وهو في طريقه إلى طوكيو: “في رأيي، إيران قامت بشن هجوم ضد المملكة العربية السعودية، وأنتم تعرفون ذلك، ألم تروا كذلك كيف أطلق الصاروخ وكيف تصدى نظامنا المضاد له ؟”.
الصراع مستمر منذ 2014..
يستمر النزاع العسكري – السياسي في اليمن منذ العام 2014. ولم تنجح محاولات الأمم المتحدة في وضع حداً له وإحلال السلام في هذا البلد، الذي يعاني من ويلات الكوليرا بالإضافة إلى ويلات الحرب.
ويشترك في الصراع الدائر في اليمن “الحوثيون” والجيش اليمني الموالي للرئيس السابق “علي عبد الله صالح”، من جهة، ومن جهة أخرى القوات الحكومية والميليشيات الموالية للرئيس “عبد ربه منصور هادي” مدعومة بقوات وطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية.
تمارس التحريض بشكل علني..
المتخصص في الشأن الإيراني دكتور “محمد محسن أبو النور”، يقول لـ(كتابات)، أنه من المؤكد أن تبادل الاتهامات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيراني؛ يأتي في إطار الحرب الدعائية المستمرة بين البلدين منذ الانقلاب الحوثي في خريف 2014، وأعتقد أن المملكة العربية معها كل الحق في توجيه الاتهام المباشر إلى إيران بتحريض الحوثيين على الاعتداء على الأراضي السعودية، لأن إيران بالفعل تفعل ذلك ويمكن قراءة التحريض الإيراني والتهديد الإيراني للأمن القومي السعودي من خلال وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية، التي تحدثت عن أن صاروخ “بركان إتش 2” قادر على ضرب نصف المملكة، ما يعني في المحصلة أن طهران تمارس التحريض والتهديد بشكل علني وسافر.
مؤكداً “أبو النور” على أن صاروخ “بركان” البالغ مداه 900 كم؛ هو صاروخ إيراني الصنع حتى وإن تم إنتاجه في اليمن، لأن الحوثيين ليس لديهم المعرفة العلمية حتى يتمكنوا من صناعة صاروخ “باليستي” على هذه الدرجة من الكفاءة، حيث يعمل بالوقود السائل وهي التقنية العسكرية التي تمتلكها إيران.