24 ديسمبر، 2024 3:57 ص

يسيطر عليه الطموح الاقتصادي .. “العراق، مصر، الأردن” تحالف عربي يهتم بتنوع الشراكات !

يسيطر عليه الطموح الاقتصادي .. “العراق، مصر، الأردن” تحالف عربي يهتم بتنوع الشراكات !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

عُقد في “بغداد”، الأحد الماضي، اجتماع ثلاثي ضم وزراء الخارجية العراقي، “محمد علي الحكيم”، والمصري، “سامح شكري”، والأردني، “أيمن الصفدي”، لمناقشة القضايا الاقتصادية والأمنية المشتركة، وخفض التصعيد في المنطقة، الناجم عن التوتر الحاصل بين “واشنطن” و”طهران”.

وفي المؤتمر الصحافي المشترك، أكد وزراء خارجية “العراق” و”مصر” و”الأردن”؛ على ضرورة العمل من أجل خفض التصعيد في المنطقة وخلق الأجواء المناسبة لإنهاء الأزمة والتوتر الحاصل بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”إيران”.

وقال “محمد علي الحكيم”، وزير الخارجية العراقي، إنه: “تم خلال الاجتماعي الثلاثي مناقشة العديد من القضايا المهمة؛ وخصوصًا في الجانب السياسي والاقتصادي والتعاون الأمني”، لافتًا إلى أن هذا الاجتماع يأتي تنفيذًا لتعليمات قادة الدول الثلاث خلال القمة التي جمعتهم في “القاهرة”، في آذار/مارس الماضي.

وأضاف أنه تم كذلك مناقشة العديد من القضايا التي تخص الأمن العربي والإقليمي “وتبادلنا وجهات النظر حولها”، لافتًا إلى أن الاجتماع كان ناجحًا وهناك تقارب في وجهات النظر حول مختلف القضايا.

وتابع “الحكيم”، أنه تم خلال الاجتماع، التطرق إلى الأزمة التي تمر بها المنطقة على خلفية التوتر بين الجارة “إيران” و”الولايات المتحدة الأميركية”، مبينًا أن موقف “العراق” من هذه الأزمة واضح؛ وأنه مع التهدئة وخفض التصعيد ويقف إلى جانب الجهود لحل هذه الأزمة بالطرق السلمية.

تعاون أمني واقتصادي..

ومن جانبه؛ قال “سامح شكري”، وزير الخارجية المصري، إن: “بلاده تقف إلى جانب الحل السلمي وخفض التصعيد في المنطقة”، مبينًا أنه تم “خلال الاجتماع الثلاثي، مناقشة التحديات التي تواجه المنطقة وضرورة إيجاد الحلول المناسبة لها”.

وأضاف: “ناقشنا كذلك التعاون في مجالات الاقتصاد والطاقة والتعاون الأمني والاقتصادي؛ واتفقنا على تكثيف الاجتماعات فيما بيننا ووضع آليات للاجتماعات التي تعقد على مختلف المستويات وبما يؤكد أهمية التعاون والتنسيق بين هذه البلدان”.

اتفاق على خفض التصعيد والإلتزام بالحوار السياسي..

وشدد “أيمن الصفدي”، وزير الخارجية الأردني، على السعي لخفض التصعيد في المنطقة، مشيرًا إلى أن الأمن العربي واحد ومتماسك، وأي تهديد لهذا الأمن هو تهديد لنا جميعًا.

وقال “الصفدي”: “نحن في منطقة الخليج العربي متفقون على خفض التصعيد، والإلتزام بالحوار السياسي الذي يضمن احترام الآخر وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان”.

وأضاف: “أمننا العربي واحد متماسك، وأي تهديد لهذا الأمن هو تهديد لنا جميعًا”، لافتًا إلى أن: “المنطقة كلها متماسكة، وأي أزمة بالمنطقة ندفع ثمنها جميعًا، وبالتالي كلنا نريد أن نعمل لإنهاء الأزمة والتوتر”.

وتابع “الصفدي”؛ أن: “لقائنا كان مثمرًا وإيجابيًا والحوار أتسم بالصراحة، ونريد أن نعمل بشكل مكثف ونسير بخطوات عملية؛ ليس فقط لخدمة مصالحنا كدول شقيقة ثلاث، لكن أيضًا لتحقيق الأمن والاستقرار على الأسس التي نتفق عليها جميعًا”.

ويأتي الاجتماع الثلاثي في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا في العلاقات بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”إيران”، حيث يسعى “العراق” إلى تخفيف حدة هذا التوتر؛ كونه سيكون الخاسر الأكبر إذا ما نشب صراع بين الجانبين.

ساحة لتلاقي الأشقاء..

وكان الرئيس العراقي، “برهم صالح”، قد أكد، لدى استقباله “شكري” و”الصفدي”، أن: “العراق يعطي أولوية لعلاقاته مع أشقائه وفقًا لسياسة الانفتاح على عمقه العربي وجواره الإسلامي، التي يحرص على ترسيخها من خلال تبادل الأفكار والرؤى بشأن القضايا والأحداث الراهنة”.

وأشاد “صالح” بعقد الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية “العراق” و”مصر” و”الأردن”، في “بغداد”، الأمر الذي “يجسد الرغبة والسعي بأن يكون بلدنا ساحة لتلاقي الأشقاء والأصدقاء، وتبادل المصالح المشتركة بما يسهم في تحقيق أمن واستقرار المنطقة”.

تحالف عربي استراتيجي يهتم بتنوع الشراكات..

من جانب آخر؛ أكد المتحدث باسم الخارجية العراقية، “أحمد الصحاف”، في تصريحات لوكالة (سبوتنك) الروسية، أن: “الاجتماع الثلاثي يتناول جملة من الملفات والقضايا، في مقدمتها؛ تبادل الدعم لمواجهة كافة أشكال الإرهاب، وبحث سبل تمكين العلاقات الثنائية بين العراق وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، في تكامل عربي للعلاقات”.

وحول وضع ملفي “صفقة القرن” و”التصعيد الأميركي-الإيراني” من الاجتماع، لفت “الصحاف” إلى اهتمام الوزراء الثلاثة بتكثيف الحوار حول مجمل التطورات والتحولات على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى إعتزام دولته اليوم عرض موقفها من التصعيد بين “الولايات المتحدة” و”إيران”.

وتحدث الدكتور “أحمد الصحاف”، المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، بأن: “التحالف العربي الاستراتيجي الصاعد بين العراق، مصر، والأردن يهتم بتنوع الشراكات، بما يساعد العراقي في تحقيق البرنامج الحكومي، 2018 /2022″، مشيرًا إلى أهمية الاجتماع في تعزيز الدوائر الاقتصادية للدول الثلاث، بما يسمح بفتح سوق عربية مشتركة.

خطوة في إطار التعاون العربي المشترك..

عن هذا الموضوع؛ يقول المحلل السياسي، “ساهر عريبي”، أن: “هذه الزيارة من وزيري خارجية مصر والأردن إلى بغداد، تأتي تتويجًا للقمة التي عقدت في وقت سابق في القاهرة بين كل من الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن، عبدالله الثاني، وكذلك رئيس الوزراء العراقي السيد، عادل عبدالمهدي، فجاءت هذه الزيارة استكمالًا لذلك الاجتماع الذي أكد فيه القادة الثلاثة على ضرورة تعزيز التعاون العربي المشترك، من أجل الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، وكذلك حل الكثير من الأزمات التي تعيشها هذه المنطقة؛ سواء في ليبيا أو في اليمن أو في سوريا، إضافة إلى حالة الاضطراب والتوتر التي تسود منطقة الخليج في هذه الأيام”.

وأضاف “عريبي” أنه: “لا يمكن اعتبار هذه الاجتماعات بمثابة عودة إلى التعاون العربي المشترك بين العراق ومصر والأردن، في العام 1989، ولكنها تشكل خطوة في هذا الإطار، لأن العراق بدأ يستعيد دوره في المنطقة، خاصة بعد الانتصارات التي حققها على الإرهاب، لذلك الوقت الآن مناسب لبدء تعاون عربي مشترك، كحجر زاوية لتشكيل قاعدة يكون لها دورًا فاعلًا فيما يجري في المنطقة من أزمات وتوترات”.

هاجس اقتصادي مشترك..

وفيما يخص قضايا المنطقة، يقول “عريبي”: “الدول الثلاثة أكدت على ضرورة إيجاد حل سلمي في سوريا وإيقاف الحرب الدائرة هناك وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد، عبر اللجوء إلى الحل السياسي وليس الحل العسكري، كذلك تمت الإشارة إلى القضية الفلسطينية في هذا الاجتماع، حيث أكدت الدول الثلاث على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن أعتقد أن الهاجس الأساس في هذه الاجتماعات هو هاجس اقتصادي مشترك بين الدول الثلاث”.

توقيت موفق..

من جهته؛ أكد السفير، “أحمد درويش”، سفير مصر السابق بـ”العراق”، على أهمية الاجتماع العربي الثلاثي الذي عُقد بـ”بغداد”، حيث جاء في توقيت هام تمر فيه المنطقة بتحديات كبيرة ومحاولات لفرض خطط عليه.

وأوضح السفير، “أحمد درويش” – الذي شغل كذلك منصب رئيس بعثة “مصر” الأسبق بـ”العقبة” – أن “مصر والأردن والعراق” لديهم تشابه في الرؤى في قضايا عديدة تهم الوطن العربي والأمة العربية ككل، كما أن الدول الثلاث هي دول جوار لبلاد تعاني من أزمات مثل “ليبيا وسوريا وفلسطين”.

ولفت إلى التوقيت الموفق الذي عُقد فيه اجتماع “بغداد” الثلاثي، حيث تناول القضايا الملحة؛ منها الأزمة السورية وضرورة حلها بالطرق السلمية بأيدي السوريين أنفسهم بما يحقق تطلعات وطموحات الشعب السوري، ورفض التواجد الأجنبي على أرض “سوريا”، مشيرًا في هذا الصدد إلى تصريح الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بأنه سيقوم بعملية أخرى في شمال “سوريا”؛ مما يُعد إنتهاك صارخ للسيادة السورية ومخالف للقانون الدولي ومبدأ حسن الجوار، فضلًا عن دعم الرئيس التركي للجماعات المتطرفة.

المنطقة لا تتحمل مزيدًا من التوتر..

وتابع؛ أن اجتماع “بغداد” جاء أيضًا مع محاولات تمرير خطط في المنطقة تتعلق بقضية الوطن العربي المحورية، وهي “القضية الفلسطينية”، وهي خطط لا تعطي الحقوق المشروعة لشعب “فلسطين”؛ وهو ما يطلق عليها في لغة الأمم المتحدة، “الحقوق غير القابلة للتصرف”؛ مضيفًا أن الاجتماع جاء أيضًا وسط محاولات تهدئة الأوضاع في الخليج؛ والتأكيد على حرية الملاحة وعدم التصعيد، لاسيما أن المنطقة لا تتحمل مزيدًا من التوترات وبها أزمات كثيرة يجب العمل على حلها بصورة هادئة حتى يتوفر الاستقرار المنشود لشعوب المنطقة.

واعتبر الدبلوماسي المصري السابق بـ”العراق” و”الأردن”؛ أنه كان لزامًا عقد اجتماع “بغداد” في هذا التوقيت المتميز للعمل أيضًا على تنسيق المواقف، لاسيما قبل 17 أيلول/سبتمبر 2019، وهو موعد بدء دورة “الجمعية العامة للأمم المتحدة”.

وذكر أن هذا الاجتماع جاء تنفيذًا لتوجيهات القمة الثلاثية، التي عُقدت في آذار/مارس الماضي، بـ”القاهرة”، وجمعت الرئيس، “عبدالفتاح السيسي”، ورئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، والعاهل الأردني، الملك “عبدالله الثاني”، حيث وجها القادة، وزراء الخارجية، بضرورة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية والعمل في كافة المجالات التي تهم الدول الثلاثة؛ وتأتي بنتائج إيجابية على الشعوب.

يجب وجود نقاط اتصال..

وشدد على أهمية الاتفاق على وجود نقاط اتصال لتنفيذ المقررات وما سيتم الاتفاق عليه فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي، مضيفًا أن “مصر والأردن والعراق” لهم سابقة في التعاون الثلاثي، سواء بحري أو تجاري أو اقتصادي.

وقال السفير، “أحمد درويش”، أن “مصر والأردن والعراق” دول عانت من الاٍرهاب؛ ولذلك تطرق اجتماع “بغداد” الى التعاون في المجال الأمني ومواجهة الاٍرهاب، مذكرًا أن “العراق” احتل ثلثه تقريبًا من تنظيم (داعش) الإرهابي، ويقوم حاليًا بحملات أمنية، خاصة في محافطة “نينوى”، للقضاء على فلول (داعش)، و”مصر” لديها خبرة كبيرة في التعامل مع الاٍرهابيين؛ وتقوم بحرب ضد الاٍرهاب سيكتب عنها التاريخ، كما أن “الأردن” أيضًا يواجه الإرهاب.

لافتًا إلى أن “العراق”، الذي عانى كثيرًا، لاسيما بعد (داعش) الإرهابي يحتاج إلى الدعم؛ خاصة في إعادة الإعمار وبناء ما تم تدميره، مشيرًا إلى أن الشركات المصرية الكبيرة ظلت متواجدة في “العراق” أثناء الحرب، وكانت تعمل ولم تترك “العراق”، وكان ذلك محل إعتزاز من الجانب العراقي، مذكرًا كذلك بأن وزير الخارجية، “سامح شكري”، قد زار “بغداد” ثالث يوم غزو تنظيم (داعش) الإرهابي لـ”العراق”، وذلك للتأكيد على دعم “مصر” الكامل لـ”العراق” الشقيق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة