خاص : ترجمة – محمد بناية :
يقول آية الله “حسن ممدوحي”، في حوار إلى إحدى الصحف الإيرانية: “إن الله خلق النساء للبيت والإنجاب ورعاية الزوج وقضاء حاجاته، ولذا لم تكلف بحمل المسؤوليات الكبيرة. والقويات مثل أنغلا ميركل المستشارة الألمانية، وتيرزا ماي رئيس وزراء بريطانيا، لم يقدما إلى شعوبهما إنجازاً خاصاً”.
مؤكداً على أن وجود النساء في المناصب، مثل التربية والتعليم، لا يمكن أن يكون مفيداً بأي حال. لأن الإناث لم يخلقن بالأساس للمناصب الرئيسة. وأضاف: “نسمع وجهات النظر المبالغ فيها بشأن ذكاء وأستعداد النساء للعمل في المناصب السياسية والحكومية، وهي في الغالب دعاية غربية”.
ربما ترجع إلى تجربة شخصية !
أستعرض المحاور، (الذي إنتبه إلى أن مشكلة آية الله مع الإناث تتجاوز الكلام، وربما تعود إلى تجربة شخصية، بحسب ما ذكرت صحيفة “كيهان” اللندنية المعارضة)، نماذج النساء اللائي حققن نجاحاً في مختلف المجالات، لكن آية الله قاطعه وحاول منعه دون التمادي في محاولة إثبات عدم وجود تفاوت من منظور الذكاء واللياقة والقدرة بين الرجال والنساء، ومن ثم إتخذ المحاور قراراً بعدم الحديث عن النساء اللائي لعبن دوراً بارزاً في السياسيات الإقليمية والعالمية أمثال “غولدا مائير، ومارغريت تاتشر، وبي نظير بوتو، وآن سان سوتشي”، وغيرهن ممن شغل منصب رئيس جمهورية أو رئيس وزراء في الأرجنيتن وشيلي وكوريا الجنوبية والدانمارك وبعض دول أوربا الشرقية،
وأنتقل السؤال التالي، وقال: بعض رجال الدين سقط مؤخراً من نظر الجماهير بسبب سلوكياتهم، فما رأيكم في هذه الظاهرة ؟.. فأجابه “ممدوحي”: “سوف يعود الوضع إلى ما كان عليه تدريجياً، فالجماهير لا تعرفنا بشكل جيد، على سبيل المثال حين نذهب في أي وقت إلى الجامعة يسألوننا ماذا تفعلون هنا، لكن بعد فترة يعتادون وجودنا”.
ما بين الجامعة والحوزة العلمية..
هنا تتدخل “مینو یگانه”، مراسل (كيهان لندن)، بالقول: عدم إهتمام الطلبة والجامعيين بفئة رجال الدين أمر غير جديد، ولطالما كانت نظرة الطلبة والجامعيين على مدى التاريخ إلى الملالي بهذا الشكل. وقد سعى “الخميني” و”خامنئي” في السنوات الأولى للثورة على ترميم العلاقات بين الجامعة والحوزة العلمية لكن مساعيهم باءت بالفشل.
رؤية النساء للمباريات في الإستاد تحرك مشاعرهن الجنسية !
المضحك في تصريحات “ممدوحي”؛ هو الحديث عن الفضاء الشهواني الذي سوف ينشأ حال السماح للنساء بدخول الإستاد وحضور المباريات، وهي خرافات لا تنبع إلا عن عقل مريض. وبحسب ما ذكر فإن بعض حركات الرياضيين في المباريات تحرك مشاعر النساء؛ كما حين يجري الرجال بملابسهم الرياضية خلف الكرة.
وعدد آية الله “ممدوحي” الأمثلة على كيفية تحريك مشاعر المشاهدين في مختلف الألعاب الرياضية، وقال: “حين تشاهد الفتيات ألعاب المصارعة وكرة القدم وينظرن إلى أجساد الرجال، فإن مشاعرهن تتحرك على الفور” (!). مؤكداً على أن الكل في سبيله إلى الضلال، ولو أصبحت المرأة والرجل مجرد ذرتين ووضعتا إلى جوار بعضهما البعض فسوف تنشأ الكثير من المشكلات. في حين أن المرء لا يعرف حالياً أين الطريق المستقيم (!).
وعزا آية الله “ممدوحي” السبب في كل هذه الفتنة إلى إسرائيل. وبسؤاله عن مشاعر النساء أثناء أداء فريضة الحج ومجاورة الرجال الذين تظهر أجسادهم تحت ملابس الإحرام ؟.. أجاب إن أذهان الجميع في الحج تنصب على الدين والله والرسول وليس الهوس الجنسي. في حين يعلم آية الله أن من يذهبون إلى الإستاد لمشاهدة مباريات الفريق الذي يشجعون، تنصب كل حواسهم على اللعب والرياضة ويشجعون فريقهم طوال فترة المبارة بالتصفيق والهتاف. وأتهم آية الله، (الذي لم يجد شيئاً يقوله)، إسرائيل بأنها منشأ الفساد.
وسأل المحاور: الكل على إختلاف العمر والنوع يشاهد طوال اليوم كل ما يحلو له على الفضاء الإلكتروني، وأن وجود النساء داخل الإستاد في مقصورات منفصلة عن الرجال لا يُقارن بالجلوس إلى شبكة الإنترنت. ما هو رأيكم في هذا التناقض ؟
فأجاب آية الله “ممدوحي”: “من يجلس إلى الإنترنت لا يعنينا، وكنت قد دعوت ذات مرة رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون إلى (قم)؛ وطلبت إليه وقف عرض بعض البرامج فأجاب: حضرتك غير مضطر لمشاهدة هذه البرامج لكن الملايين يشاهدونها”.
وفي النهاية خلصت “مينو يگانه” إلى أن أفكار وآراء آية الله “ممدوحي” تتشابه وتتقاطع بقوة مع أفكار وعقائد “أبو بكر البغدادي”، زعيم تنظيم (داعش) الإرهابي، وبالتالي يمكن بلا شك إطلاق لقب “أبو بكر الإيراني” على آية الله “ممدوحي”.