19 أبريل، 2024 8:53 ص
Search
Close this search box.

يرصدها مركز بحثي إسرائيلي .. جولات “سليماني” في “العراق” لبسط نفوذ إيران وحفظ مصالحها !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

في ظل التحولات السياسية والإستراتيجية التي يشهدها الشرق الأوسط، تواصل “طهران” مساعيها لبسط نفوذها في دول المنطقة، ولا سيما في “العراق وسوريا ولبنان واليمن”.

ولقد نشر (المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة) في “إسرائيل”، مقالاً حول مدى التدخل الإيراني السافر في الشأن العراقي، والتأثير في تشكيل الحكومة الجديدة في “بغداد”، بقيادة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”.

“سليماني” يعود لزيارة بغداد..

بحسب المقال: ها هو “قاسم سليماني”، زعيم “فيلق القدس” والمسؤول عن العمليات التآمرية لـ”الحرس الثوري” الإيراني خارج الحدود، يأتي من جديد في زيارة لـ”العراق” تُعد هي الأولى له منذ عام تقريبًا، مع تواصل التدخل الإيراني بشكل سافر في المعترك السياسي العراقي، بهدف التأثير في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

طهران منعت استقلال كُردستان العراق..

جدير بالذكر أن المرة الأخيرة التي شوهد فيها، “سليماني”، في “العراق” كانت في شهر كانون أول/ديسمبر 2017، ورافقه خلالها “حسن دانائي فر”، السفير الإيراني السابق في “بغداد”، والذي سبق له أيضًا أن تقلد مناصب قيادية في “فيلق القدس”.

وخلال تلك الزيارة، من العام الماضي، التقى “سليماني” بالزعيم الكُردي العراقي، “مسعود بارزاني”، بعد ثلاثة أشهر من فشل الاستفتاء على استقلال “إقليم كُردستان العراق”.

وكانت “إيران”، قبل الاستفتاء، قد مارست ضغوطًا شديدة لمنع إجراء الاستفتاء، إلى أن حققت مبتغاها في نهاية المطاف.

وبعد تلك الزيارة، التي أجراها “سليماني” في ذلك الوقت، وافقت “إيران” على فتح معبرين حدوديين بينها وبين “إقليم كُردستان العراق”، بعد ما أغلتهما “طهران” في أعقاب دعوة “بارزاني” لإجراء الاستفتاء.

سيف لتحرير فلسطين !

في الزيارة الأخيرة؛ التي جرت الشهر الحالي، أكتفت وسائل الإعلام الإيرانية بنشر صور اللقاء بين “سليماني” ومفتي أهل السُنة في “العراق”، الشيخ “مهدي الصميدعي”.

وبحسب قناة (العالم) الإيرانية الناطقة باللغة العربية، فإن “قائد فيلق القدس” – الذي زار “الصميدعي” برفقة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، “أبومهدي المهندس” – قد شكر المفتي السُني على مواقفه الثابتة، وقدم له هدية في هذه المناسبة، عبارة عن سيف رمزي للإمام “علي”، عليه السلام، معتبرًا أن سيف الإمام “علي” – وهو أول إمام لطائفة الشيعة – يمثل علامة على صدق المشاعر والتوجه نحو تحرير “فلسطين”.

“المهندس” يحصل على جائزة إيرانية..

أشار المقال إلى أن “أبومهدي المهندس” – الذي رافق قائد “فيلق القدس” في مرات عديدة خلال عام 2016،على جبهات القتال في مواجهة قوات الدولة الإسلامية، (داعش)، وكذلك أثناء القتال لتحرير “الفلوجة” – قد قام مؤخرًا بزيارة “طهران” عدة مرات، وحظيت زياراته بتغطية إعلامية واسعة.

وكان “المهندس” من بين ضيوف مؤتمر الوحدة الإسلامية، الذي عُقد مؤخرًا في العاصمة “طهران”، وحصل على جائزة سينمائية إيرانية تكريمًا لما يقوم به من دعم للمقاومة.

إضافة إلى ذلك؛ فقد قام الرئيس العراقي الجديد، “برهم صالح”، بأول زيارة رسمية له للعاصمة، “طهران”، في تشرين أول/أكتوبر الماضي 2018.

طهران وتشكيل حكومة بغداد..

من جانبها؛ فقد اعتبرت الصحافة العراقية المناوئة لـ”إيران”، أن زيارة “سليماني” الأخيرة لـ”العراق”، تُعد دليلاً واضحًا على استمرار تدخل “طهران” في الشؤون الداخلية لـ”العراق”، في الوقت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء العراقي الجديد، “عادل عبدالمهدي”، صعوبات جمة في استكمال تشكيل حكومته، رغم مُضي سبعة أشهر منذ إجراء الانتخابات العامة في البلاد.

فيما أفاد مراسل (صوت أميركا) باللغة الفارسية من “العراق”، أن الكتلة الشيعية في البرلمان العراقي قد أبدت معارضتها الشديدة للضغوط التي يمارسها “سليماني”، فيما يخص تعيين وزير الداخلية العراقي.

فرق الموت لضمان النفوذ الإيراني..

ذكر المقال الذي نشره (مركز البحوث الإسرائيلي)، أن “طهران” قد سارعت – بمجرد الإعلان عن نتائج الانتخابات العراقية، في آيار/مايو 2018 – باستغلال كامل نفوذها من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الأحزاب الموالية لـ”إيران”.

ونظرًا لأن “طهران” لم تحقق سوى نجاح جزئي ومحدود في هذا الشأن، لذا فهي تحاول منذ ذلك الحين تصفية خصومها في “العراق”. وبدا ذلك واضحًا عندما قامت في أيلول/سبتمبر الماضي، باغتيال “عادل شاكر التميمي”، وهو حليف مُقرب من رئيس الوزراء العراقي السابق، “حيدر العبادي”.

ولقد برهن المقال على جدية المحاولات الإيرانية للتدخل في الشؤون السياسية العراقية، وسعي “طهران” للتأثير على نتائج الانتخابات الأخيرة، مستشهدًا بتصريحات “مثال الآلوسي”؛ وهو شخصية سُنية علمانية ويتولى رئاسة “حزب العلا” الليبرالي.

فقد قال “الآلوسي”: “إن فرق الموت الإيرانية متواجدة في العراق من خلال بعض الميليشيات المنتشرة في الشارع العراقي، وهذه الفرق نفذت عمليات سابقًا، وستنفذ في المستقبل أيضًا، وهي تسعى إلى بث الرعب في نفوس المواطنين لإسكاتهم، كما تريد إرهاب السياسيين، الذين يقفون ضد الفساد وضد بيع العراق لدول معينة”.

ممارسة التهديد والترهيب..

وأوضح المقال أن تورط “إيران” في الشأن العراقي ليس أمرًا جديدًا، بل هو قديم وشهد فترات من الصعود والهبوط. لكن العقوبات التي فرضتها “واشنطن” من جديد على “إيران”، قد دفعت “طهران” لمزيد من التدخل في الشأن العراقي، وتعجيل عملية تشكيل الحكومة عبر ممارسة أسلوب التهديد والترهيب.

حيث تسعى “إيران” لجعل “العراق” ساحة خلفية، تستطيع من خلالها تجاوز “العقوبات الأميركية” المفروضة عليها، من خلال التبادل التجاري والتهريب حتى فيما يتعلق بالنفط.

وفي واقع الأمر، فليس أمام الحكومة العراقية الجديدة – في ظل تضارب المصالح بين مكوناتها الطائفية – سوى أن تناور بين الضغوط الإيرانية والضغوط الأميركية.

إيران تحوذ ثقة العراقيين من جديد..

نوه المقال إلى أنه في أواخر صيف عام 2018، شهدت المدن الشيعية في “العراق” – وخاصة “البصرة” و”النجف” – أحداثًا أتسمت بالتحزب والانقسام، إلى جانب اندلاع المظاهرات احتجاجًا على الفساد المتفشي في جميع المؤسسات الحكومية العراقية.

وسرعان ما تحولت تلك المظاهرات إلى استعراض للقوة ضد تدخل “إيران” في الشأن العراقي. غير أن “طهران” لم تُبد خوفًا من تلك المظاهرات المناهضة لها، أو حتى من الشعارات القاسية التي رددها المتظاهرون ضدها.

وسرعان ما استطاعت “إيران” أن تحوذ من جديد ثقة جارتها “العراق”، عبر إتخاذ عدة إجراءات، مثل إرسال أكثر من مليوني حاج إيراني لزيارة المدن الشيعية في “العراق”، والمشاركة في الاحتفالات الدينية بمناسبة إحياء ذكرى ثالث الأئمة، “الحسين بن علي”، الأمر الذي ساعد كثيرًا في إنعاش اقتصاد المناطق الشيعية في “العراق”. إضافة إلى ذلك، فقد ساهمت “إيران” بمبالغ طائلة من أجل تطوير وترميم تلك المدن الشيعية العراقية استعدادًا لإقامة الاحتفالات الدينية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب