12 مارس، 2024 12:58 ص
Search
Close this search box.

يرسلها مولوي عبدالحميد .. رسائل أوجاع أهل السُنة في إيران إلى آية الله “السيستاني” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في رسالة إلى آية الله “علي السيستاني” شكا “مولوي عبدالحميد” وضع “أهل السُنة” في إيران، وطلب إليه الوساطة لدى المسؤولين الإيرانيين للعمل على تحسين أوضاع “أهل السُنة” المعيشية. بحسب موقع (بي. بي. سي) الفارسية.

أوجاع “أهل السُنة” في إيران..

شكا “مولوي عبدالحميد”؛ من “التمييز الشديد” الذي يتعرض له أهل السُنة في “إيران” عقب انتصار الثورة، و”قيود الحريات الدينية” و”عدم إسناد المناصب الإدارية العليا لأهل السُنة” و”عدم الموازنة بين الشيعة والسُنة في المناطق ذات الكثافة السنية”.. كذلك ذكرّه بتعلل المسؤولين الإيرانيين بعدم الإستجابة لمطالب أهل السُنة باعتراض المراجع في “قم”، وطلب إلى آية الله “السيستاني” الإستفادة من نفوذه الكبير بين الشيعة والقضاء على موانع تلبية متطلبات أهل السُنة.

وفي نهاية الرسالة؛ تطرق “عبدالحميد” للحديث عن النتائج الإيجابية للوساطة في القضاء على التمييز ضد أهل السُنة، وقال: “لا شك أن التمييز لو أزيل في العراق وإيران، البلدين المؤثرين في العالم، سيشهد العالم تطورًا عظيمًا في سبيل المودة والوحدة العملية بين الأمة الإسلامية، وستكون هذه المبادرة خطوة مؤثرة في سبيل تثبيت الأمن والهدوء الدائمين في العالم الإسلامي، وبهذه الطريقة لن تتوفر الفرصة للأعداء بالاستغلال السيء، وحينئذ سيشهد العالم أن الشيعة لو وصلوا إلى الحكم في بلد ما، يطبقون العدل ولا يمارسون التمييز بين المذاهب وأصحاب الإتجاهات المختلفة، وسيخلد هذا في التاريخ”.

دلائل تبادل الرسائل بين أهل المذاهب..

وتعتبر تلك الرسالة إجراءً غير مسبوق في العلاقات بين السُنة والشيعة، وتنطوي على دلالات مهمة من حيث اختلاف الخطاب الديني بين الرؤية الفقهية السائدة في الجمهورية الإيرانية، وآية الله “السيستاني” في التعامل مع الأقليات المذهبية.

إن تبادل الرسائل بين القيادات السُنية والشيعية أمر شائع على مدى تاريخ العلاقات بين المذاهب الإسلامية. لكن المبادرة غالبًا كانت من جهة القيادات الشيعية. والسبب يعود إلى الهيكل الاجتماعي والسياسي للمذهبين. وقلما شعر أهل السُنة باعتبارهم الأكثر في العالم الإسلامي بالحاجة إلى بناء علاقات مع الأقلية الشيعية. وعادةً ما كان الشيعية يراسلون قيادات أهل السُنة طلبًا للمساواة، أو الاعتراف الرسمي بالمذهب الشيعي، أو الدعوة إلى الوحدة والتقارب. وما رسالة آية الله “بروجردي” إلى الشيخ “شلتوت”، شيخ الأزهر سابقًا، إلا نموذجًا إنتهى بفتوى الشيخ “شلتوت” التاريخية والاعتراف الرسمي بالمذهب الشيعي. وكان الشيخ “شلتوت” قد أجاز التعبد على “المذهب الشيعي الإثنا عشري” كما سائر مذاهب أهل السُنة.

الملاحظة الثانية المهمة في رسالة مولوي “عبدالحميد”، هو شكواه من نظام “الجمهورية الإيرانية” إلى واحد من أعلى القيادات الشيعية. وهذا الإجراء يمثل نوعًا ما تحديًا للمباديء الدينية للجمهورية الإيرانية.

وقد كتب “عبدالحميد” الكثير من الرسائل إلى المرشد، آية الله “خامنئي”، وقد بقيت معظمها بلا إجابة. وفي العام الماضي؛ وفي خطوة نادرة الحدوث رد “خامنئي” على رسالة مولوي “عبد الحميد” وأيده في مطالبه بالمساواة بين السُنة والشيعة في نظام الجمهورية الإيرانية، لكن شيئًا لم يتغيير في الحقيقة.

إن الخطاب السياسي للسيد “السيستاني” يقوم على الاعتقاد في ضرورة قيام حكومة غير دينية وفصل الدين عن الدولة وقيام نظام يساوي بين المواطنيين، وهو ما يخالف نظام الجمهورية الإيرانية. كذلك نأى “السيستاني” بنفسه عن الإنخراط في الصراعات الدينية والسياسية بين الشيعة والسُنة، حتى انه أكد مرارًا، في بياناته، على ضرورة المساواة في الحقوق بين المواطنيين الشيعة والسُنة. بالاضافة إلى أنه نجح، طوال فترة قيادته الدينية، في إلتزام الحيادية تجاه الصراع السياسي “الإيراني-السعودي”. ولذلك يحظى “السيستاني” بالاحترام في الدول السُنية جنوب إيران وبخاصة “السعودية”.

واختيار “عبدالحميد” الذكي للسيد “السيستاني” يوجه رسالة إلى مسؤولي “الجمهورية الإيرانية” بأن طريقة تعاطيكم مع المواطنيين السُنة غير معمولة بين مراجعكم الدينية. وبينما يعجز نظام “الجمهورية الإيرانية” عن توفير حقوق المواطنة المتساوية لأهل السُنة، أكد “السيستاني” مرارًا على ضرورة توفير حقوق أهل السُنة في “العراق” وتلبية متطلباتهم السياسية، حتى خلال مظاهرات 2013، والتي أدت إلى ظهور تنظيم (داعش).

والحقيقة أن التحدي الرئيس للجمهورية الإيرانية في التعامل مع أهل السُنة داخل الهيكل الديني للسلطة دون الخروج منه والانتقال إلى نظام غير ديني، يقضي على إمكانية تحقيق نظام المواطنة المتساوية بين جميع الفصائل والتيارات المجتمعية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب