23 أبريل، 2024 3:36 م
Search
Close this search box.

“يديعوت أحرونوت” : ولي العهد السعودي مدين بالفضل لإسرائيل !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

تحمل التحركات السياسية الأخيرة للمملكة العربية السعودية بصمات ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان”, وهي تلقي بظلالها على منطقة الشرق الأوسط، بل وتخلط الأوراق السياسية والاستراتيجية في المنطقة. ويُعد اللقاء الصحافي الأخير الذي أجراه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “غادي إيزنكوت” لموقع صحيفة (إيلاف) الإلكترونية السعودية؛ شاهداً على التحول الجذري في المواقف السعودية تجاة الدولة العبرية. وتعقيباً على ذلك نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) تقريراً للكاتب “رون بن يشاي”؛ تناول فيه دلالات تلك المقابلة غير المسبوقة والفائدة التي ستجنيها تل أبيب من التقارب بين إسرائيل والسعودية.

لقاء “إيزنكوت” يخدم المصلحة الإسرائيلية..

يقول “بن يشاي” إن رئيس الأركان الإسرائيلي “إيزنكوت” قليلاً ما يُجري لقاءات صحافية, ولم يفعل ذلك سوى مرتين أوثلاث مع وسائل إعلام إسرائيلية. ولم يسبق له قبل لقائه مع موقع (إيلاف) السعودي أن أجرى أي مقابلة مع وسائل إعلام اجنبية.

وهذه الحقيقة جديرة بالاهتمام، لأن توقيت اللقاء ومضمونة يوضحان أن من ورائه مصالح استراتيجية لإسرائيل. المصلحة الأولى أمنية؛ بحيث إذا أرادت إسرائيل شن هجوم ضد إيران، فإنها ستحتاج على أقل تقدير إلى غض الطرف من جانب المملكة السعودية. أما المصلحة الأخرى فهي سياسية لا ترتبط بالأمور العسكرية أو الأمنية, بل بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

أهمية توقيت اللقاء..

يزعم “بن يشاي” أن مراسل موقع (إيلاف)، “مجدي حلبي”، طلب إجراء اللقاء مع رئيس الأركان الإسرائيلي قبل ما يزيد عن إسبوع, لكن “إيزنكوت” لم يوافق إلا بعد التشاور مع رئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” وأخذ التعليمات المباشرة منه. بمعنى أن “نتنياهو” هو من حدد التوقيت، أما “إيزنكوت” فهو من حدد المضمون.

والسؤال الذي يطرح نفسه إذاً: “ما الذي يريد أن يحققه نتنياهو وكل من رئيس أركانه ووزير دفاعه من هذا اللقاء مع موقع الأخبار السعودي ؟”.. جزء من الجواب يجب أن نلمسه في أن ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” يواجه ضائقة في الوضع الراهن. فهو يتعرض لانتقادات من داخل العائلة المالكة ومن رجال الدين السعوديين، وموقفه الحازم من إيران يثير أنتباه المجتمع الدولي.

تصريحات “إيزنكوت” لدعم للرياض..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن تصريحات “إيزنكوت” لموقع الأخبار السعودي؛ تُقوي حُجج الأسرة المالكة السعودية تجاه إيران. وبالمناسبة فإن المخابرات الحربية الإسرائيلية وأجهزة المخابرات الإسرائيلية بشكل عام مشهود لها بالكفاءة في الشرق الأوسط والعالم أجمع، وبأنها محل ثقة في كل ما يخص الشرق الأوسط عموماً وإيران خصوصاً.

ولكن حينما يتناول رئيس الأركان الإسرائيلي بالتفصيل – باعتباره متخصصاً وليس سياسياً – كل نوايا إيران وتحركاتها لبسط نفوذها الإقليمي، فإن ذلك يُعد دعماً قوياً للحجج التي تثيرها المملكة العربية السعودية بشأن إيران و”حزب الله”.

ولو لاحظنا سنجد أيضاً قدراً كبيراً من التشابه بين تصريحات رئيس الوزراء اللبناني “سعد الحريري”، في خطاب استقالته في الرياض، والتحليل الاستخباراتي الذي قدمه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي لموقع (إيلاف). ومدلول اللقاء الصحافي الذي أجراه “إيزنكوت” بالنسبة للبنان هو أن مسؤولاً إسرائيلياً رسمياً يدعم الإدعاءات السعودية، ليس فقط فيما يخص إيران عموماً، ولكن فيما يخص “حزب الله” على وجه التحديد.

بالإضافة إلى ذلك، حينما يُطلق رئيس الأركان الإسرائيلي تصريحات واضحة عن التهديد الذي يشكله “حزب الله” في العالم العربي، يُفهم ذلك على أنه تهديد ضمني.

صحيح أن “إيزنكوت” لم يهدد بشن حرب ضد “حزب الله”، ربما كما كان يتمنى ولي العهد السعودي, بل على العكس فقد قال إن إسرائيل لا تريد حرباً مع لبنان أو سوريا. ولكن كما أسلفنا, فإن مجرد سرد المعلومات الإسرائيلية عن إيران و”حزب الله”، وأنشطتهما في سوريا ولبنان واليمن, يمثل دعماً للسعودية عموماً ولولي العهد “محمد بن سلمان” خصوصاً لحشد تأييد الرأي العام العربي والأميركي.

نتنياهو” سيجني فائدة اللقاء..

يتساءل الكاتب الإسرائيلي عن الفائدة التي ستجنيها إسرائيل من المقابلة الصحافية لـ”إيزنكوت” ؟.. ويجيب بقوله: “إن الفائدة الأهم تتمثل في تعزيز العلاقات غير الرسمية مع المملكة العربية السعودية. وفي الحقيقة فإن ولي العهد محمد بن سلمان مدين الآن بالفضل لإسرائيل ولرئيس أركان جيشها، الذي هب لمساعدته من خلال تأكيد مزاعمه ضد إيران وحزب الله، ومن خلال المساعدة غير المباشرة التي تقدمها إسرائيل لمحمد بن سلمان لتعزيز علاقاته مع الرئيس ترامب والأوروبيين فيما يتعلق بالشرق الأوسط”.

ولكن الأهم من ذلك، هي على ما يبدو الفائدة السياسية التي يريد رئيس الوزراء الإسرائلي “نتنياهو” الخروج بها من تلك المقابلة. فكما هو معروف، يعتزم الرئيس “ترامب” في غضون شهر تقريباً، وضع خطته للتوصل إلى تسوية بين إسرائيل والفلسطينيين. وستكون تلك التسوية في الواقع عبارة عن مبادرة أميركية – سعودية، تشكل فيها مبادرة السلام السعودية عنصراً أساسياً. لكن “نتنياهو” وحكومته الحالية غير مستعدين لقبول مبادرة السلام السعودية كما هي منذ عام 2002، ولا حتى بعد التعديلات الطفيفة التي أُدخلت عليها. ولذا فإن إسرائيل في حاجة إلى أن يُخفف السعوديون من شروطهم ومن مطالبهم لصالح الفلسطينيين. ولذلك قرر “نتنياهو” أن يأذن لرئيس أركان جيشه بإجراء مقابلته الصحافية الآن تحديداً، بعد أن أصبحت خطة التسوية التي تصيغها إدارة “ترامب” لحل الصراع مع الفلسطينيين في مراحلها الأخيرة.

ويأمل “نتنياهو” في أن بادرة منه تجاه ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” – الذي على وشك أن يخلُف والده – ستُقابل ببادرة من ولي العهد، البالغ من العمر 32 عاماً، فيما يخص التسوية مع الفلسطينيين. ولا يعلم “نتنياهو” مضمون المبادرة التي سيُطلقها “ترامب”، ولكنه يعلم أن السعودية ستلعب دوراً هاماً فيها.

إن مقابلة “إيزنكوت” لموقع الأخبار السعودي هي أداة مهمة لحشد النوايا الحسنة للسعوديين وتأثيرهم على “ترامب”. وبالمناسبة، فإن السعوديين لهم دور فاعل باستمرار في هذا الشأن، ولذلك استدعوا رئيس السلطة الفلسطينية “محمود عباس” مؤخراً إلى المملكة العربية السعودية لتخفيف المواقف. وذلك بعد أن قام صهر “ترامب” ومستشاره، “غاريد كوشنر”، بزيارة المملكة العربية السعودية عدة مرات مؤخراً.

كل ذلك يثبت أن العائلة المالكة السعودية – بما في ذلك ولي العهد – تشارك بقوة في صياغة المبادرة الأميركية، التي لا يعلم “نتنياهو” مضمونها بالضبط. وهو يخشى تلك المبادرة لأنها ستجعل بقاء حكومته في المحك. وهذا سياق مهم لا بد من أخذه في الحسبان لإمكانية فهم الهدف من المقابلة الصحافية، التي أجراها “إيزنكوت” مع موقع الأخبار السعودي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب