29 مارس، 2024 4:12 م
Search
Close this search box.

“يديعوت أحرونوت” : قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هدية “ترامب” بمناسة قدوم عيد الميلاد

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

في مقال تحليلي نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية، قال الكاتب الإسرائيلي “رون بن يشاي” إن قرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بشأن القدس ليس هو نهاية المطاف؛ وإنما من المتوقع أن يكون ذلك ضمن استراتيجية أميركية متكاملة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني, وأن “ترامب” سيتخذ خطوات مستقبلية تكون في صالح الفلسطينيين.

قرار “ترامب” لا رجعة عنه..

يقول “بن يشاي”: إن “قرار الرئيس الأميركي (ترامب) اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل يمثل حدثاً تاريخياً لا يمكن الرجوع عنه مهما أندلعت الاحتجاجات العربية, لأنه يدفع المجتمع الدولي للإعتراف بالدولة اليهودية، التي عاصمتها (القدس)، بما يعني أن الدول الأخرى، بما فيها بعض الدول العربية، ستتقبل القرار”.

ترامب” لم يتراجع عن صفقة القرن..

لكن من الجدير بالذكر أيضاً؛ أن الرئيس الأميركي لم يتحدث عن “القدس” غير المجزأة، بل تحدث عنها بشكل مجرد وأشار إلى أنه لا يرسم الحدود البلدية للقدس كعاصمة لدولة إسرائيل ولا حتى الحدود الدائمة للدولة اليهودية. وجاء إمتناع “ترامب” عن ترسيم تلك الحدود بشكل مُتعمد، حتى يؤكد بأنه لم يتراجع بعد عن إعتزامه صياغة “صفقة القرن” لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

والهدف من إمتناع “ترامب” عن ترسيم حدود “القدس” وحدود دولة “إسرائيل”؛ هو ترك المجال أمام الفلسطينيين والدول العربية كي يعودو – بعد إنقضاء فترة معينة من الاحتجاجات – للمشاركة في مساعي إحياء عملية السلام.

وهذا الأمر تحديداً هو ما جعل “ترامب” يشير إلى أن الحل من وجهة نظره يتمثل في رؤية الدولتين لشعبين “إذا رغب الطرفان في ذلك”. وهذا يذكرنا بما أعلن سابقاً، خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” في البيت الأبيض، عندما قال إن حل الدولتين لشعبين أو حل الدولة الواحدة لشعبين، كلاهما مقبولان بالنسبة له، إذا أراد الطرفان ذلك. لكنه في هذه المرة أسقط خيار الدولة الواحدة وتحدث فقط عن الدولتين لشعبين.

دلالة توقيت الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل..

يتساءل “بن يشاي” عن سبب صدور قرار الرئيس “ترامب” بشأن القدس في هذا التوقيت تحديداً ؟.. ويعتقد أن الديكور والزينة التي شوهدت في البيت الأبيض تُظهر أن توقيت القرار كان يستهدف تشنيف آذان المواطنين المسيحيين في الولايات المتحدة عشية أول “عيد ميلاد” في عهده. وحتى يُثبت لهم أنه يفي بوعوده الانتخابية.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن القرار مُوجه بالطبع، أيضاً، للناخبين اليهود، بل ربما مُوجه بشكل خاص لصهره “غاريد كوشنر” وللسفير “فريدمان” ولقيادات اليهود – التي يحتاج “ترامب” إلى دعمهم خلال هذا الوقت الصعب الذي يمر به في البيت الأبيض. ولكن ربما يكون هذا القرار الذي أسعد الإسرائيليين كثيراً، قد صدر ضمن خطة استراتيجية شرق أوسطية أشمل, يعتزم “ترامب” من خلالها, إتخاذ إجراءات مختلفة عن سابقيه. ومن المحتمل أن يكون الهدف من قراره الأخير هو التمهيد لإمكانية الإعلان مستقبلاً عن  أمور ربما تُسعد الفلسطينيين على وجه الخصوص، وسيتعين على إسرائيل ساعتها أن تتقبل ذلك بهدوء بعد أن نالت حقها.

الفلسطينيون لن يحققوا شيئاً من أعمال الشغب..

بحسب الكاتب الإسرائيلي “بن يشاي”, فإن الشغل الشاغل لمعظم الإسرائيليين هو كيف سيكون رد فعل الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب العربية إزاء قرار “ترامب” بشأن الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ويمكن إستشعار رد فعل الفلسطينيين من خلال الكلمة التي ألقاها “أبو مازن” تعقيباً على قرار “ترامب”. حيث لم تتضمن تلك الكلمة أي تهديد أو حض على العنف أو حتى على الاحتجاج الشعبي. وأحد أسباب ذلك أن “أبو مازن” يُدرك ما يدركه، ربما العديد من المواطنين الفلسطينيين وكذلك القادة العرب, وهو أنه قد قُضي الأمر، وأن الرئيس الأميركي لن يتراجع عن قراره حتى لو أشتعلت الأوضاع في العالم العربي أو إندلعت حرب مع إسرائيل.

وبخلاف الإنتفاضة التي إندلعت منذ شهور اعتراضاً على وضع البوابات الإلكترونية على مداخل “الحرم القدسي”، فلا يوجد الآن هدف عملي يمكن تحقيقه من خلال أعمال الشغب والعنف في الشوارع. فقد حدث ما حدث بالفعل، وأكد “أبو مازن” على أنه لا يغير شيئاً على أرض الواقع. وبطبيعة الحال، فإن “أبو مازن” مُحق في هذا القول ويجدر بالفلسطينيين أن يتفهموا مقصده ويكتفوا بإتخاذ تدابير احتجاج سياسية وتجميد مسيرة المفاوضات والعلاقات مع الولايات المتحدة. لكن الكاتب الإسرائيلي يتوقع أن تلك التدابير لن تستمر طويلاً وستعود الأمور إلى طبيعتها.

هذا هو المتوقع حتى الآن، ولكن كما هو معروف عن الشرق الأوسط، فإن أي إجراء أو تصريح غير مُنضبط أو أي صاروخ يُطلقه تنظيم مارق، قد يقلب الأمور رأساً على عقب، لذلك علينا أن ننتظر بضعة أيام أخرى لنرى كيف يكون رد الفعل الفلسطيني على “وعد بلفور” الجديد، الذي أصدره الرئيس “دونالد ترامب”.

ومهما كان الأمر, فإن الرئيس “ترامب” لن يقم قريباً بنقل السفارة الأميركية إلى “القدس”. وفي الحقيقة أنه أبلغ وزارة خاجيته بالإستعداد لنقل السفارة, لكنه وقع أيضاً على أمر بإرجاء نقل السفارة لمدة ستة أشهر, وسيستغرق التنفيذ بضع سنوات. إذاً فالقرار الحالي للرئيس “ترامب” لا يحمل سوى أهمية رمزية, ولكن ذلك له أهميته أيضاً.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب