خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية مقالًا تحليليًا للباحثة في الشؤون الإسترتيجية، وعضوة الكنيست السابقة، “كسينيا سفيتلوفا”، تناولت فيه التداعيات الخطير لوباء “كورونا”، خاصة على الدول العربية التي تُعاني من التخلف والحروب والإفلاس، ولا تجد من يُلقي لها حبل النجاة.
مؤكدةً أن معظم الدول العربية غير جاهزة لمكافحة الوباء الخطير الذي إجتاح معظم دول العالم. وتُناشد “سفيتلوفا”، حكومة بلادها، كي تستعد لكل السيناريوهات المستقبلية المُخيفة؛ إن كانت تُريد حقًا الحفاظ على أمنها.
العرب في أسوأ حالاتهم !
تقول “سفيتلوفا”؛ إن أزمة فيروس “كورونا” حلَّت على دول الشرق الأوسط في وقت تُمر فيه بأسوأ حالتها. فقبل تفشي الوباء تم اعتبار “لبنان” دولة مُفلسة، بعد أن أعلن رئيس الوزراء، “حسان دياب”، أن الدولة لم تُعد قادرة على سداد ديونها الضخمة. أما “مصر” فقد تجاوزت حد الرُعب مع بلوغ عدد سكانها 100 مليون نسمة في بداية العام الجاري، وهو الأمر الذي يعتبره النظام خطرًا على الأمن القومي. فيما يُمر “العراق” بأزمة اقتصادية طاحنة، في ظل استمرار المظاهرات ضد النظام الحاكم الذي يُعاني بطبيعته من العجز والقصور. وفي “الأردن”، إزداد السخط العام جرّاء غلاء المعيشة وارتفاع معدل البطالة وسوء البنية التحتية. أما عن سوء الأوضاع في “سوريا” فحدث ولا حرج.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل الأنظمة الحاكمة في منطقة الشرق الأوسط ستكون قادرة على الصمود أمام تلك الأزمة التي تُهدد الاستقرار المالي في جميع أرجاء العالم ؟
خدمات صحية متردية !
تُشير المحللة الإسرائيلية إلى أن “الأردن” و”مصر” ليستا مجرد جارتين لـ”إسرائيل” أو مجرد شريكتين إستراتيجيتين فيما يُخص مكافحة الإرهاب. بل إنهما دولتان محوريتان بالنسبة للمنطقة بأسرها، وأي شيء يحدث فيهما سيؤثر حتمًا على “إسرائيل” وعلى “السلطة الفلسطينية”، بل وعلى الشرق الأوسط بأكمله.
مُضيفة، أنه حتى يوم أمس، تم تسجيل 166 حالة فقط من الإصابة بفيروس “كورونا” في “مصر”، لكن دراسة كندية قدَّرت أن عدد المصابين بالمرض يُقارب عشرين ألف حالة. وكل من يعرف “مصر” يُدرك أن منظومة الخدمات الصحية العامة فيها بحاجة ماسة إلى التحديث والتطوير، وأن الكثير من المصريين لا يمكنهم تلقي العلاج الحديث، فضلًا عن إمكانية إجراء الفحص الطبي اللازم لاكتشاف الفيروس.
ماذا لو تكرر السيناريو الإيطالي في مصر ؟
لقد قامت الحكومة المصرية بإيقاف الدراسة وإغلاق مراكز التسوق وأماكن الترفيه، كما فرضت الحجر على عدة أحياء وقرى ممن ثبت فيها حالات إصابة مُحققة. ولكن هل يمكن لتلك الدولة الكبيرة، التي يبلغ معدل البطالة فيها 11.5%، أن تصمد طويلًا في ظل تلك الإجراءات والشلل الاقتصادي ؟.. وما الذي يمكن أن يحدث في “مصر” لو تكرر فيها السيناريو الإيطالي ؟
تُضيف المحللة الإسرائيلية أن أي جهة تعتبر “مصر” ركيزة التصدي للقوى الإسلامية الراديكالية في الشرق الأوسط، لا بد أن يراودها القلق على مستقبل “مصر”. لأن “القاهرة” ستكون في حاجة ماسة إلى حزمة ضخمة من المساعدات، لمواجهة الوضع الذي تُمر به، في وقت يشهد فيه العالم أجمع حالة قاسية من الركود الاقتصادي.
الوباء سيتفشى قريبًا في الأردن !
بحسب “سفيتلوفا”، ليس الوضع في “الأردن” أفضل حالًا مما هو عليه الآن في “مصر”، فـ”المملكة الأردنية” تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين والعراقيين، فضلًا عن مخيمات اللاجئين التي تكتظ بالفلسطينيين الفقراء.
ويبلغ العدد الرسمي للمصابين بالفيروس في “الأردن”، 34 حالة، لكن لا توجد وسيلة مؤكدة لمعرفة ما يحدث في الأحياء الفقيرة المزدحمة، أو في مخيمات اللاجئين أو حتى في القرى والبلدات البعيدة عن العاصمة. صحيح أنه تم إغلاق الحدود وتم وضع المُصابين في الحجر الصحي، لكن يبدو أن الوباء سيتفشى قريبًا جدًا في “المملكة الهاشمية”.
وقبل وقت قصير من ظهور وباء “كورونا”، تلقى “الأردن” حزمة كبيرة من المساعدات من دولة “قطر”، لكن تلك الحزمة كانت تتضمن تصاريح عمل للكثير من الأردنيين في تلك الدولة الخليجية الغنية، التي قامت هي الأخرى بإغلاق حدودها.
وفي ظل الأوضاع الحالية، يجب على “إسرائيل” أن تراقب عن كثب، ما يحدث داخل حدود “المملكة الأردنية”، التي تقوم منذ سنوات عديدة بحفظ الأمن والاستقرار على الحدود الطويلة مع “إسرائيل”. فإذا إنزلقت المملكة إلى حالة من الفوضى؛ فستُصبح تلك الحدود الشرقية لـ”إسرائيل” مُخترقة ومُستباحة.
الصين هي المُنقذ..
من المُنتظر أن تكون لأزمة “كورونا” تداعيات خطيرة جدًا على البلدان الأكثر ضعفًا وفقرًا في الشرق الأوسط، وهي البلدان التي تندرج بالفعل تحت مُسمى، “الدول الفاشلة”. وكل من “سوريا ولبنان والعراق وليبيا” تُعدُّ جميعًا دولا مدمرة وبعضها مُفلس، ولا تُعتبر أي من تلك الدول صديقة للغرب، وليس هناك أي داعم اقتصادي قوي يمكن أن يساعدها لمواجهة هذا الوضع السييء.
والدولة الوحيدة القادرة على التدخل لمساندة البلدان العربية هي، “الصين”، لكن من غير الواضح كيف ستتصرف “الصين” ولمن ستُلقي حبل النجاة.
على إسرائيل أن تستعد !
ختامًا ترى “سفيتلوفا”؛ أن الشرق الأوسط سوف يخرج من أزمة “كورونا” بشكل مختلف تمامًا عما كان عليه، إذ سوف تسقط بعض الأنظمة، وستنهار بُنيتها التحتية، وستُسود الفوضى في بعض الأماكن. وهي تطالب دولتها، (إسرائيل)، بضرور الاستعداد الجيد لكل تلك التطورات المُقلقة حتى يمكنها أن تحمي أمنها.