24 نوفمبر، 2024 11:48 ص
Search
Close this search box.

“يديعوت أحرونوت” : تقارب العلاقات “القطرية-الإسرائيلية” .. والفضل يعود لقطاع غزة !

“يديعوت أحرونوت” : تقارب العلاقات “القطرية-الإسرائيلية” .. والفضل يعود لقطاع غزة !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

الاضطرابات التي تسود الشرق الأوسط؛ والفوضى في “غزة”؛ وتراجع الدور المصري والسعودي، إضافة إلى المخاوف من التهديد الإيراني؛ كل ذلك أدى إلى قيام تعاون بين “إسرائيل” و”قطر”.

بحسب المحللة الإسرائيلية، دكتورة “ميخال يعري”، في مقال لها، نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية.

تعاون بعد عداء !

تقول “يعري”: في نهاية الأسبوع الماضي؛ كشف عضو الكنيست، “أفيغدور ليبرمان”، أن كلًا من رئيس (الموساد) وقائد المنطقة الجنوبية الإسرائيليين، قاما بزيارة سرية إلى “قطر”، في بداية شهر شباط/فبراير الجاري. وخلال حوار بيننا وصف لِي علاقات الثقة المتميزة بين صُناع القرار في الدولتين، وأسهب في الحديث عن التعاون المثمر بينهما.

وتعكس تلك المجريات مدى التحول الذي طرأ على العلاقات بين “إسرائيل” و”قطر”؛ وكيف تبدلت الأمور من مفهوم العداء المتبادل إلى حالة من التعاون الاستثنائي.

من ألد أعداء إسرائيل..

وتُشير المحللة الإسرائيلية إلى أن “قطر” ظلت، خلال العقود الأخيرة، تلعب دورًا تحريضيًا، يهدد استقرار الأنظمة التي تُريد “إسرائيل” بقاءها.

إذ إنتهجت “الدوحة” نهجًا تصادميًا، يُشجع التطرف والراديكالية ويدعم أنشطة الجماعات الجهادية؛ كما عززت علاقاتها مع “جماعة الإخوان المسلمين”.

وبالإضافة إلى تقاربها مع “تركيا”؛ قدمت “قطر” مساعدات اقتصادية عديدة ومتنوعة لـ”حركة حماس” ونهضت بعلاقاتها الاقتصادية مع “إيران”. وهذا النهج السياسي جعل “قطر” من بين أشد الدول عداءً لـ”إسرائيل”.

الحليف البديل !

غير أن الواقع المتقلب في منطقة الشرق الأوسط؛ دفع لإنهاء العداء بين الدولتين ولتغيير نمط العلاقات بينهما. فبعد انتهاء عملية “الجرف الصامد”، التي شنها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في “قطاع غزة”؛ كانت هناك حاجة ماسة إلى إعادة إعمار القطاع، في وقت رفضت فيه الدول العربية تقديم الدعم الاقتصادي لقيادة “حركة حماس”.

ولقد أدركت القيادة الإسرائيلية أن الوضع المتدهور في “قطاع غزة” سيُشعل فتيل الأزمة؛ وإذا لم تتم معالجة الأوضاع بحكمة؛ ستندلع جولة جديدة من الحرب. عندئذ وجدت “إسرائيل” لنفسها حليفًا بديلًا متمثلًا في “قطر”، التي اقترحت تقديم ما يزيد عن مليار دولار كمساعدات إنسانية للفلسطينيين في “قطاع غزة”.

فرصة للعب دور محوري..

بحسب “يعري”؛ فإن “قطر” تعتبر مساعداتها لـ”قطاع غزة” جزءًا من إلتزامها الأخلاقي والإيديولوجي؛ ولكن هذا الأمر يُمثل لها أيضًا فرصة جيدة للعب دور محوري ومؤثر في الوساطة بين “إسرائيل” و”غزة”، لا سيما في الفترة التي تراجع فيها دور “السعودية” و”مصر” – الوسيطتين التقليديتين والمناوئتين لـ”قطر” –  جراء إنشغالهما بأمورهما الداخلية.

بهذا الشكل؛ عززت “قطر” من مكانتها في المنطقة، كما سعت لتوطيد علاقاتها مع الإدارة الأميركية. ولا شك أن “إسرائيل” كانت تُفضل أن تأتي المساعدات من “السعودية” أو “مصر”، ولكن في ظل عدم وجود بديل آخر؛ بات الأمر مهيئًا أمام “الدوحة” و”تل أبيب” لإجراء تعاون غير تقليدي يقوم على المصالح المشتركة.

أضف إلى ذلك؛ أن “إسرائيل” اعتبرت أنه في ظل غياب البديل القطري؛ كانت “حركة حماس” ستُعزز علاقاتها مع “إيران”.

وساطة قطر تمنع اندلاع الحرب..

تؤكد “يعري” أن “إسرائيل” تعلم جيدًا أنه ليس في وسع “الدوحة” إحداث إنفراجة سياسية في الصراع “الفلسطيني-الإسرائيلي”، بسبب محدودية قدرتها ونفوذها؛ ولكن ذلك لا يعني إغفال أهمية “قطر” كلاعب محوري في مساعي الوساطة مع “حركة حماس”.

وعلى أرض الواقع؛ سنجد أن تلك الوساطة التي يقوم بها المبعوث القطري لغزة، “محمد العمادي”؛ إلى جانب مساندة “مصر” والمبعوث الأممي؛ قد أسهمت كثيرًا في منع اندلاع جولات حرب جديدة؛ حتى خلال الفترات التي كان يبدو فيها أن “إسرائيل” غير مستعدة للتحمل أكثر.

العلاقات مرهومنة بالقضية الفلسطينية !

مع ذلك؛ يجب ألا ننسى أن الحوار بين الدولتين يتم في معظم الأحيان بشكل اضطراري؛ أي حينما تَغْلُب أهمية الضرورات الآنية على الأفكار الإيديولوجية والثقافية والدينية.

فتلك إذاً هي علاقات عملية مُحَدَّدة غايتها تحقيق الاستقرار في “غزة”، عبر تقديم مساعدات اقتصادية وإنسانية.

وبشكل تقليدي فإن الموقف القطري كان، ولا يزال، داعمًا لـ”القضية الفلسطينية”، (أي مُطالبًا بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي الفلسطينية، وبحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته). معنى ذلك أنه طالما لم يتم إحراز تقدم في “القضية الفلسطينية”؛ فستظل العلاقات بين “قطر” و”إسرائيل” محدودة في مضمونها ومجالاتها.

علاقات الواقع المتغير..

ترى “يعري”؛ أن الطريق لا يزال طويلًا، أمام إقامة علاقات دبلوماسية رسمية بين الدولتين؛ لكن ذلك لا يعني عدم وجود تحول في العلاقات الثنائية بين “الدوحة” و”تل أبيب”. فخلال سنوات معدودة تبدل الحال بين “إسرائيل” و”قطر” من دولتين معاديتين إلى دولتين متعاونتين إستراتيجيًا، فيما يخص الوضع في “غزة”.

ختامًا توضح “يعري” أن “قطر” ليست في واقع الأمر الحليف الطبيعي لـ”إسرائيل”؛ إلا أن اهتمامها  بالعلوم التكنولوجية الإسرائيلية، يمكن أن يُشكل قاعدة للتعاون في مجالات متعددة. ومن الأفضل لـ”إسرائيل” أن تُدير علاقاتها مع تلك الدولة الخليجية وفقًا للواقع المتغير وليس وفقًا للقناعات القديمة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة