10 أبريل، 2024 2:04 م
Search
Close this search box.

“يديعوت أحرونوت” : بعد منع زيارة عضوتي الكونغرس .. إسرائيل لعبت بالنار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

يرى كثير من المحللون الإسرائيليون، أن رئيس حكومتهم، “بنيامين نتانياهو”، ومعه وزير الداخلية، “أرييه درعي”، قد أرتكبا خطأ فادحًا عندما قررا منع عضوتي “الكونغرس” عن “الحزب الديمقراطي”، “إلهان عمر” و”رشيدة طليب”، من زيارة “إسرائيل” وأراضي السلطة الفلسطينية.

ويؤكد المحللون أن قرار المنع لم يضر فقط بسمعة “إسرائيل” أمام الأميركيين والمجتمع الدولي؛ وإنما أعاد الخطاب المعادي لـ”إسرائيل” وعدم أحقيتها في الحصول على المساعدات الأميركية.

وفي هذا السياق؛ نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية مقالًا تحليليًا للكاتبة الإسرائيلية، “أورلي أزولاي”، علقت فيه على خطورة قرار حظر زيارة عضوتي “الكونغرس”، الذي إتخذه “نتانياهو” مجاملة للرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”.

القرار يُلبِّي نزوة “ترامب” !

تقول “أزولاي”؛ لو سمحت “إسرائيل” لعضوتي “الكونغرس”، “طليب” و”عمر”، بزيارة “الضفة الغربية”؛ لكان الضرر الذي سيلحق بها أقل بكثير من الطامة الكبرى التي حلَّت عليها الآن بعد قرار رفض الزيارة، والذي صدر تلبية لنزوة الرئيس الأميركي في مجرد تغريدة له.

فقد أدى 140 حرفًا، على منصة التواصل الاجتماعي، (تويتر)، إلى تراجع “نتانياهو”، فبعد موافقته على الزيارة إذا به يرفضها. وهنا تجسدت حماقة التفكير.

الزيارة لن تضيف شيئًا لمعرفة ويلات الاحتلال !

بحسب “أزولاي”؛ لو افترضنا أن الزيارة قد تمت وأن عضوتي “الكونغرس” خرجتا لإلتقاط ثمار التين في القرية التي تعيش بها جدة “طليب”، ثم عقدتا مؤتمرًا صحافيًا في “رام الله” وكشفتا عن ويلات الاحتلال الإسرائيلي. ثم تحدثتا عن الظروف المعيشية السيئة، وعن الخوف وإنعدام الأمل والحياة تحت وطأة الاحتلال.

فان ذلك لن يُضيف شيئًا جديدًا، لأن العالم لا يحتاج إلى زيارة، “طليب” و”عمر”، لكي يعرف منهما ويلات الاحتلال، حيث يكفيه فقط قراءة ما تنشره الصحف الأجنبية.

إسرائيل فقدت مكانتها الخاصة لدى الأميركيين..

لقد كان بوسع “إسرائيل” أن تتغلب، بكل هدوء، على تلك الضجة الإعلامية التي أُثيرت حول الزيارة. وكان بمقدورها، “تل أبيب”، أن تعرض على عضوتي “الكونغرس” سماع الرأي الآخر، كأن تتيح لهما مقابلة أشخاص لإثراء معرفتهما عن تاريخ الصراع، وإطلاعهما على أمور ما زالت جميلة في هذا البلد.

وحتى لو رفضتا ذلك العرض، فلن تخسر “إسرائيل” شيئًا؛ بل ستبدو أمام العالم كدولة ديمقراطية محترمة؛ وتمنع وضعًا كارثيًا ستصبح فيه مثار جدل داخل “الولايات المتحدة” بين الحزبين، “الديمقراطي” و”الجمهوري”.

وتؤكد “أزولي” على أن “إسرائيل” لم تتحلَّى يومًا بالحكمة المطلوبة، وهو ما أتضح في هذه القضية، ولذا فلقد فقدت “إسرائيل” مكانتها الخاصة كدولة فوق الجدل السياسي الأميركي.

 “ترامب” المستفيد الوحيد..

إن المستفيد الوحيد في تلك القضية – بحسب الكاتبة الإسرائيلية – هو بلا شك الرئيس الأميركي، “ترامب”؛ بعدما حصل من صديقه الحميم، “نتانياهو”، على ما أراد تحديدًا، وهو إذلال عضوتي “الكونغرس”، والأهم من ذلك، إمكانية تشويه “الحزب الديمقراطي” برمته باعتباره معاديًا لـ”إسرائيل” واليهود. وهذا مفيد لـ”ترامب” وسط جمهور ناخبيه.

أما الخاسر الأكبر، في تلك القضية، فهي دولة “إسرائيل”. فبعدما أصدر “ترامب” قرارات لصالح “نتانياهو”، مثل الإعتراف بـ”القدس” وضم “الجولان” ونقل “السفارة الأميركية” لـ”القدس”، حان الآن موعد السداد، لأن “واشنطن” لا تقدم شيئًا بالمجان.

الأسوأ من ذلك: أن قضية رفض الزيارة أثارت لدى الرأي العام الأميركي بعض التساؤلات التي لا تريد “تل أبيب” أن تكون مطروحة، مثل هل تستحق “إسرائيل” الحصول على مساعدة مالية أميركية ضخمة، في الوقت الذي تمنع فيه النواب الأميركيين المنتخبين من زيارتها ؟.

وحينما تكون مثل هذه التساؤل مطروحة، فإنها ستثير العداء لـ”إسرائيل”.

إسرائيل ستكون في مأزق بعد رحيل “ترامب”..

إن السياسيون الليبراليون الذين كانوا يتساءلون سرًا، قبل رفض الزيارة؛ عن أخلاقيات الاحتلال وإهانة الديمقراطية، أصبحوا يطرحون تلك التساؤلات علانية الآن.

ولقد عادت كلمة الفصل العنصري، “أبارتايد”، إلى القاموس السياسي من جديد. أما “الحزب الديمقراطي”، الذي ظل يحرص على عدم الإساءة إلى شخص “نتانياهو”، فإنه لم يعد يُخفي الآن إحتقاره له.

صحيح أن الرئيس، “ترامب”، يحرص على مصلحة “نتانياهو”؛ وأن المنفعة المشتركة مفيدة سياسيًا لكل منهما. لكن “ترامب”، على الجانب الآخر، سيء بالنسبة لـ”إسرائيل”، والطريقة التي دفع بها “نتانياهو”  لكي يغير قراره جعلت “إسرائيل” وكأنها دولة تابعة.

وحينما سيغيب “ترامب” عن المشهد السياسي، فإن “إسرائيل” ستجد نفسها أمام مأزق حقيقي، لأن نواب “الحزب الديمقراطي” لن ينسوا أبدًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لم يوليهم أي اعتبار. وها هو “نتانياهو”، الذي كان يتفاخر بأنه يحكم “أميركا”، إذا به الآن يجعل “إسرائيل” تفقد تعاطف “الكونغرس”. وهذا ما يُسمى اللعب بالنار.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب