23 ديسمبر، 2024 4:18 م

“يديعوت أحرونوت” : الهجرة إلى إسرائيل ليست حلًا .. وسنحمي اليهود في أرجاء العالم !

“يديعوت أحرونوت” : الهجرة إلى إسرائيل ليست حلًا .. وسنحمي اليهود في أرجاء العالم !

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

“عندما ندعو يهود العالم إلى ترك بلدانهم والمجييء للعيش في إسرائيل، في حال تعرضوا لأحداث عنف، فإننا بذلك نُهَوِّن من حجم المشكلة ونرفض الإعتراف بأن هؤلاء اليهود لديهم وطن في مكان آخر”، بحسب الكاتبة الإسرائيلية، “حين أرتسي”، في مقالها بصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية.

اليهود مُستهدفون !

تقول “أرتسي”: من مدينة “مونسي” في ولاية “نيويورك”، إلى “لندن”، ومن “باريس” إلى “بيتسبرغ”، فإن اليهود مُستهدفون.

أحيانًا يكونون مثارًا للسخرية داخل عربات مترو الأنفاق أو عُرضة للسباب والشتم في الشوارع. وفي بعض الأحيان تتعرض ممتلكاتهم للإفساد والإتلاف، أو يقوم البعض بكتابة شعارات مناهضة لهم على جدران المعابد والمحلات التجارية، وفي مرات عِدَّة تُزهق أرواحهم.

وكان عام 2019، الذي إنتهى أول أمس؛ قد شهد العديد من الأحداث المروعة التي تتسم بمعاداة السامية. ففي “الولايات المتحدة” وحدها كانت هناك أكثر من ألف حادثة، دفع فيها اليهود ثمنًا باهظًا، لا لشيء إلا لأنهم يهود. ولم يكن الوضع أفضل حالًا في “أوروبا”، فبعد سنوات من الهدوء النسبي، عاد أعداء اليهود للمشهد من جديد. وكل ذلك يُثبت بالأدلة القاطعة أن الخوف القديم المتأصل في نفوس اليهود على مر الأجيال لم يأتِ من فراغ.

اليهود أقاموا وطنًا آمنًا !

تضيف “أرتسي”؛ أن اليهود في “إسرائيل” يترجمون الخوف الكامن في نفوسهم إلى سيادة واستقلال، وإلى بناء جيش قوي، وإلى صياغة مفهوم أمني يفوق في أهميته أي هدف آخر.

وتزعم “أرتسي”؛ أن: “الشعب اليهودي، الذي عاد إلى بلده، شرع في أول الأمر إلى إقامة وطنٍ آمنٍ؛ بحيث يكون في مقدور اليهود أن يحيوا فيه حياة يهودية خالصة بلا أي خوف. أما كل التطلعات الهامة الأخرى والمبررات الإيديولوجية فقد تحققت لاحقًا. ولذلك فعندما يتم الإعتداء على إخوة لنا من اليهود الذين يعيشون خارج إسرائيل، فإننا بشكل فِطْرِي ندعوهم لمغادرة بلدانهم والهجرة إلى إسرائيل. فنقول لهم تعالوا إلينا، إلى الأرض المقدسة، لأنها هي المكان الوحيد الآمن بالنسبة لكم”.

حتى أن رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، دعا “يهود باريس” للهجرة إلى “إسرائيل”؛ بعد الإعتداء الذي تعرض له محل سوبر ماركت (“Hyper Cacher”)، الخاص ببيع السلع الغذائية المُطابقة للشريعة اليهودية، والذي راح ضحيته أربعة أشخاص. لكن “نتانياهو” لم يفهم لماذا رد عليه اليهود الفرنسيين بالدهشة والاستهجان.

إسرائيل حامية حقوق يهود العالم !

وترى “أرتسي”؛ أن هجرة اليهود إلى “إسرائيل” لا تُمثل حلاً لظاهرة “معاداة السامية”؛ ولا يجب أن تكون كذلك. لأن كل يهودي من حقة ممارسة حياته الدينية سواء بمفرده أو كعضو في الجالية اليهودية، في أي مكان على وجه المعمورة. والجهة الأولى التي ينبغي عليها أن تكفل له ذلك هي دولة “إسرائيل”.

“أما حينما ندعو يهود العالم للهجرة إلى إسرائيل؛ إذا تعرضوا لأعمال العنف، فإننا في الحقيقة نُهَوِّن من حجم المشكلة التي يواجهونها. وكأننا نحن نرفض الإعتراف بأنهم، بالإضافة إلى كونهم يهودًا مثلنا، إلا أن لديهم وطنًا وحياة كاملة وجالية يهودية فاعلة في أماكن أخرى تُعدُّ بالنسبة لهم هي الأصل والهوية”.

إن دولة “إسرائيل”، بزعم “أرتسي”، هي في واقع الأمر بمثابة شهادة تأمين لكل يهودي مهما كان موقعه، ولكن هذا الدور المبدأي جزئي فقط. لذا فإن “إسرائيل”، التي مضى على تأسيسها 70 عامًا، تحتاج إلى الإرتقاء بدورها لحماية الوجود اليهودي في بلدان الشتات، وحماية حق الفرد في أن يعيش يهوديًا كما يشاء وفي أي مكان من العالم. وتلك مهمة صعبة للغاية، لأنها تتطلب علاقات قوية ووعي كبير وجهود دبلوماسية جبارة، لكنها أيضًا في الوقت ذاته تُعتبر مهمة سامية. “وعندما يعلم اليهودي؛ الذي يعيش في نيويورك أو في برشلونة، أن المسؤولين هنا – في إسرائيل التي هي دولة اليهود – ييبذلون قصارى جهدهم حتى يتمكن هو من أن يعيش هناك حياة آمنة، فسيدرك حينئذ أنه يعيش بالفعل وكأنه ضمن أسرته”.

يهود الشتات كنز لإسرائيل..

بحسب “أرتسي”؛ فإن “إسرائيل” منذ القدم، لم تكن هي المكان الوحيد الذي يعيش فيه اليهود. فكتاب “العهد القديم” يتحدث عن حياة اليهود في منطقة شرق “نهر الأردن”، فيما يتحدث “التلمود” عن حياة اليهود في “بابل”، ثم  بعد ذلك في أماكن أخرى لا حصر لها من الشتات اليهودي.

إن الحوار الوثيق سيجلب كَمًّا هائلًا من المعرفة والمعلومات التي لا تُقدر بثمن عن يهود الشتات، الذين ينبغي عليهم أن يعلموا أنهم حينما سيواجهون مشكلة، فإننا – في “إسرائيل” – كأخوة بارين بهم، سوف نهبُّ لنجدتهم. ويجب أن يشعورا بأنهم كنز لنا كما أننا كنز لهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة