خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية تقريرًا لمراسلها، “إيتامار إيخنر”، يزعم فيه أن الكُتب الدراسية الرسمية في “المملكة العربية السعودية” تحُض على بث الكراهية ضد اليهود والمسيحيين والنساء والمثليين.
كُتب تحُث على كراهية اليهود !
يقول “إيخنر”: لقد أعلن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، أنه سيحافظ على التحالف مع “المملكة العربية السعودية”؛ معتبرًا أن ذلك يصُب في مصلحة “إسرائيل”، في حين أن هناك تقريرًا صُدر مؤخرًا يكشف أن الكُتب الدراسية في “المملكة” تُحرض ضد السامية، وهناك عبارات تقول: “إن الاحتلال اليهودي يريد تدمير المسجد الأقصى، كما تسعى إسرائيل لإقامة حكومة يهودية عالمية”.
وتزعم الصحيفة العبرية أن الكُتب المدرسية في “المملكة العربية السعودية” تعُج بالعبارات المعادية لـ”إسرائيل” والصهيونية، ومنها أن: “أبرز تداعيات الصهيونية على العالم الإسلامي؛ هو انتشار المخدرات والأمراض التناسلية والأمراض الأخرى في العديد من البلدان الإسلامية”.
الأفكار المعادية لا زالت موجودة..
يضيف “إيخنر” أن الرابطة اليهودية لما يُسمى بـ”مكافحة التشهير” قد قامت مؤخرًا بإعداد دراسة شاملة حول مضمون الكُتب المدرسية الممولة من “الحكومة السعودية”. وأسفرت تلك الدراسة عن أن الكُتب المنهجية للسنة الدراسية الحالية تحُض – رغم مزاعم المملكة – على الكراهية والعنف ضد اليهود والمسيحيين والنساء والمثليين جنسيًا.
وكان رئيس الولايات المتحدة، “دونالد ترامب”، قد أعلن، أول أمس، في بيانه الأخير، تعليقًا على نتائج التحقيق في مقتل الصحافي، “جمال خاشقجي”، إنه سيُبقي التحالف مع السعودية “لصالح إسرائيل” – لكن التقرير الذي أعدته رابطة “مكافحة التشهير” أظهر أن الأفكار المعادية لـ”إسرائيل” في “السعودية” لم تتغير بعد.
الكراهية لا تقتصر على اليهود..
بحسب “يديعوت أحرونوت”؛ فإن التقرير، الذي صدر بعنوان: (يُعلمون الكراهية والعنف: فقرات مُقلقة من الكُتب الدراسية السعودية للسنة الدراسية 2018 – 1919)، يُحلل مضمون الكُتب الجديدة المُقررة على مدارس المملكة.
ويضم التقرير ترجمة لعشرات الفقرات المُقلقة من اللغة الأصلية – وهي العربية – التي تُحرض بوضوح على الكراهية والعنف ضد اليهود والمسيحيين والمسلمين، الشيعة، والنساء والمثليين جنسيًا، وكذلك ضد أي شخص يزدري الإسلام أو يُعرض عنه.
وجاء في أحد الكُتب الفقرة التالية: “رغم كل المواثيق الدولية التي تحظر إنتهاك حرمة أماكن العبادة إلا أن الاحتلال اليهودي لدولة فلسطين، لم يكُف عن تدبير المؤامرات الرامية إلى تدمير وحرق وتدنيس المسجد الأقصى”.
وسائل توسع الصهيونية..
وجاء أيضًا في الكُتب الدراسية السعودية فقرة تقول: “إن أهداف الصهيونية في الشرق الأوسط تتمثل في البحث عن التوسع الإقليمي عبر ثلاث مراحل متتالية، وهي: قيام دولة إسرائيل في فلسطين، ثم قيام دولة إسرائيل الكبرى في الشرق الأوسط، وأخيرًا قيام حكومة يهودية عالمية تسيطر على العالم بأسره. وكيف ستحقق الصهيونية أهدافها ؟.. عبر المال والسياسة واستخدام النساء والمخدرات ووسائل الإعلام”.
خطاب الكراهية ليس بجديد..
ونظرًا لأن “المملكة العربية السعودية” هي راعية أقدس موقعين إسلاميين” وهما “الحرمين الشريفين”، وبفضل دورها التاريخي الهام في تمويل نشر الإسلام في الخارج، فإن الكُتب المدرسية السعودية لها تأثير كبير على المستوى الدولي، حيث يتم استخدام تلك الكُتب المدرسية في بلدان إفريقية وكذلك في أوروبا ومناطق أخرى في آسيا.
وذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) أن الأمين العام العالمي لرابطة مناهضة التشهير، “غوناثان غرينبلات”، قد طالب “الولايات المتحدة الأميركية” بضرورة إجبار “المملكة السعودية” على الإلتزام بمعايير أفضل في مناهج التعليم. مُعتبرًا أنه لا يمكن لـ”الولايات المتحدة” أن تغض الطرف عن خطاب كراهية اليهود الموجود عبر السنين ضمن الكُتب الدراسية التي تقررها “المملكة العربية السعودية” على أطفالها.
السعودية لم تفِ بتعهداتها..
جدير بالذكر؛ أن “المملكة العربية السعودية” قد وعدت الإدارة الأميركية بتنقية الكُتب الدراسية من الفقرات التي تحُض على عدم التسامح مع بداية العام الدراسي 2008. ولكن بعد مرور عشر سنوات، فإن “رابطة مكافحة التشهير” على يقين من أن تلك الإلتزامات لم يتم الوفاء بها حتى الآن، رغم أن مسؤولين سعوديين رسميين قد قالوا لنظرائهم الأميركيين، في أيلول/سبتمبر الماضي، إن مثل هذا التحريض في كُتبهم المدرسية لم يعد قائمًا.
“ومما لا شك فيه أن المملكة العربية السعودية قد قامت بالفعل ببعض الإصلاحات الاجتماعية والدينية الهامة خلال السنوات الأخيرة، لكنها حتى الآن لم تتخذ الخطوات اللازمة للتخلص من خطاب التحريض ضد اليهود والمسيحيين وغيرهم، وهو الخطاب الذي لا يزال يُدرس حتى الآن للآجيال الجديدة في المملكة السعودية”.
ختامًا تؤكد الصحيفة العبرية على أن المناهج الدراسية السعودية مليئة بالفقرات التي تحُض على عدم التسامح مع اليهود أو مع ديانتهم، بل إن بعض تلك الفقرات تحُض على استخدام العنف ضد اليهود. وهناك فقرات أخرى تردد الشعارات النمطية التقليدية التي تلصق باليهود وبـ”إسرائيل”، نظريات المؤامرة والتخطيط المزعزم للإعتداء على “المسجد الأقصى” في “القدس”. ولا تكتفي نظريات المؤامرة بإنكار صلة اليهود بـ”جبل الهيكل”، “المسجد الأقصى”، بل إنها أيضًا تلصق باليهود و”إسرائيل” نوايا وأفعالاً خبيثة أخرى.