9 أبريل، 2024 4:08 م
Search
Close this search box.

“يديعوت أحرونوت” : الشعب السوداني يُرحب بالتطبيع مع إسرائيل “الشقيقة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تُفيد صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية أن مسؤولين في “وزارة خارجية” الدولة العبرية يؤكدون أن صفحات الوزارة، باللغة العربية، على شبكات التواصل الاجتماعي، تتلقى موجة تعليقات إيجابية من المواطنين السودانيين الذين يُعَبِّرون عن تعاطفهم مع دولة “إسرائيل”؛ ويطالبون بتعزيز العلاقات معها ويصفونها بالدولة: “الشقيقة”.

وتلك الموجة في تزايد مستمر، منذ اللقاء السري الذي أجراه رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، مع رئيس مجلس السيادة السوداني، “عبدالفتاح البرهان”.

يُرحبون بالتطبيع !

تزعم الصحيفة العبرية أن هناك زيادة في أعداد السودانيين المتابعين لصفحات “وزارة الخارجية” الإسرائيلية على منصات التواصل. والآن يُرحب السودانيون بإتخاذ التدابير اللازمة للتطبيع مع “إسرائيل”؛  ويؤكدون على أنه ينبغي على أي دولة أن تفكر في مصالحها القومية، لأن الشعارات الجوفاء ضد “إسرائيل” لم تُعد بالنفع على السودانيين.

ويضيف مسؤولو “وزارة الخارجية” الإسرائيلية؛ أنه كانت هناك بالطبع ردود سلبية من جانب سوادنيين ممن أدانوا التطبيع مع “إسرائيل”، لكن تلك الردود السلبية كانت محدودة مقارنة بحجم الردود التي نظرت بإيجابة للتطبيع مع الدولة العبرية.

التطبيع ليس خيانة !

يرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي، “يارون فريدمان”، أن اللقاء الذي جرى مؤخرًا بين رئيس المجلس السيادي في السودان، “البرهان”، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، لم يكن مجرد صفعة في وجه معارضي “صفقة القرن”، التي طرحها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”؛ بل إنه كسر حاجز الخوف من التطبيع مع “إسرائيل”، لأن كلمة “التطبيع” عند العرب كانت تعني “الخيانة”.

ويتساءل “فريدمان”: إذا كانت كلمة “التطبيع” تعني “الخيانة”؛ فلماذا بات كثير من المسؤولين العرب يتحدثون الآن عن “التطبيع” مع “إسرائيل”، بل ويسعون من أجل تحقيقه ؟.. وكيف أصبح “السودان” – دولة اللاءات الثلاثة – “لا للسلام مع إسرائيل، ولا للإعتراف بها، ولا للتفاوض معها”، (في مؤتمر الخرطوم عام 1967) – مرشحًا للتطبيع مع “إسرائيل” ؟.. وما الذي يقف وراء ما يسميه المعلقون الفلسطينيون: “وباء التطبيع” المتفشي في العالم العربي ؟.

الطريق إلى واشنطن يُمر عبر “القدس” !

يزعم “فريدمان”؛ أن رئيس المجلس السيادة في “السودان” يسير على نهج الرئيس المصري، “عبدالفتاح السيسي”، الذي يُحصل على قروض ومنح سخية من “الاتحاد الأوروبي”؛ وكذلك من “الولايات المتحدة”.

ويُعدُّ عدم الاستقرار الداخلي في “السودان” والوضع الاقتصادي الصعب والحاجة إلى مساعدات أميركية عاجلة، من الدوافع الرئيسة التي جعلت “البرهان” يلجأ لمقابلة “نتانياهو”؛ مدركًا أن الطريق إلى “واشنطن” لابد أن يَمُرُّ عبر “القدس”.

خطوة للخلف..

يُشير “فريدمان” إلى أن “السودان” يعاني من قلة المستثمرين، جرَّاء إدراجه منذ عدة سنوات؛ ضمن قائمة “الولايات المتحدة” الخاصة بالدول الراعية للإرهاب.

وبسبب ردود الفعل الغاضبة في “السودان”؛ وعبر وسائل الإعلام في العالم العربي بعد اللقاء السري، أخذ “البرهان” خطوة للخلف، مُعلنًا أن موقفه الداعم لـ”القضية الفلسطينية” بالتنسيق مع العالم العربي لم يتغير.

“البشير” حاول من قبل !

ورغم وجود أطراف سودانية رافضة لسياسة “البرهان” تجاه “إسرائيل”؛ إلا أن هناك مسؤولين سودانيين يدعمون “التطبيع”، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، “عبدالله حمدوك”.

وهناك مؤيد آخر بارز للتطبيع، وهو زعيم (حركة تحرير السودان)، “عبدالواحد محمد نور”.  إذ ذكر “نور” في لقاء إعلامي، الأسبوع الماضي، أن الرئيس المخلوع، “عمر البشير”، حاول أيضًا، قبل بضع سنوات، الإلتقاء برئيس الوزراء الإسرائيلي، “نتانياهو”، لكنه لم يتلقى ردًا من “إسرائيل”، ذلك لأن “البشير” كان متهمًا بإرتكاب جرائم ضد الإنسانية وبدعم الإرهاب.

ويزعم “نور”، أن الكثير من السودانيين يؤيدون “التطبيع” مع “إسرائيل” على أمل تحقيق مستقبل أفضل للبلاد، على اعتبار أن “إسرائيل” دولة ديمقراطية، وافقت على استقبال آلاف السودانيين الفقراء وتسمح لهم بالعمل لديها. ويضيف “نور” أنه: “مع كل الاحترام الذي نُكِنُّه للفلسطينيين، فلا بد للسودانيين أن يهتموا بمصالحهم الخاصة أولاً وقبل كل شيء”.

المعادلة الجديدة !

ختامًا، يؤكد المحلل الإسرائيلي أن هناك معادلة جديدة بات يُعمل بها في الشرق الأوسط. وأن التفاوض بين أي دولة عربية و”إسرائيل” – بعد أن رفض الفلسطينيون “صفقة القرن” – هو في واقع الأمر يُعد قبولًا  بتلك المعادلة الجديدة في العلاقات بين العالم العربي و”إسرائيل”.

فيما كانت المعادلة القديمة، تحظر التفاوض مع “إسرائيل” من دون حل للمشكلة الفلسطينية. أما الآن فنحن أمام معادلة بديلة، تقوم بموجبها الدول العربية بالتفاوض مع “إسرائيل” لخدمة المصالح المشتركة في المجالات الاقتصادية والأمنية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب