19 مارس، 2024 7:30 ص
Search
Close this search box.

“يديعوت أحرونوت” : إن وقع ترامب في غرام “خامنئي” .. إسرائيل تقع في خطر كبير !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبرية مقالًا تناولت فيه المأزق الذي تواجهه “إسرائيل” جراء استمر التصعيد بين “واشنطن” و”طهران”.

ورأت الصحيفة أنه نظرًا لرغبة الرئيس، “دونالد ترامب”، القوية في تجنب شن عمليات عسكرية ضد “إيران”، فقد تجد “إسرائيل” نفسها بمفردها؛ سواء أمام المعركة العسكرية أو حتى المعركة الدبلوماسية.

مرحلة مفصلية..

وبحسب الصحيفة العبرية؛ فإن سياسة “الضغط الشديد” التي يمارسها الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تجاه “إيران”، بتشجيع قوي من رئيس الوزراء الإسرائيلي، “بنيامين نتانياهو”، قد وصلت إلى مرحلة مفصلية.

ففي أعقاب انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاقية النووية” وفرض العقوبات الشديدة على “طهران”، أعلن الإيرانيون، الأسبوع الماضي، عن تجاوزهم لقيود “الاتفاقية النووية” بشأن كمية (اليورانيوم) المُخصب.

لا تغيير في السياسة الإيرانية..

جدير بالذكر؛ أن “العقوبات الأميركية” تتسبب بالفعل في إنهيار الاقتصاد الإيراني وخلق أزمة فعلية، رغم أن هدف تلك العقوبات ليس التسبب في المعاناة، بل دفع النظام الحاكم، في “طهران”، لتغيير سياسته فيما يخص المجالات النووية والصاروخية والعلاقات الإقليمية.

ولكن حتى الآن؛ ليس هناك مؤشر على إمكانية حدوث أي تغيير في السياسة الإيرانية، والعكس هو الصحيح. ومع أن “إيران” تُحسن المغامرة والتحدي وتجيد التفاوض، إلا أنها أيضًا تزيد من المُخاطرة. إذ أن خطر وقوع صدام عسكري، أو خطر إنتهاك “الاتفاق النووي”، بات أشد من أي وقت مضى.

“ترامب” لا يسعى للمواجهة العسكرية..

ترى الصحيفة العبرية إمكانية أن يرتدع الطرفان عن خوض مواجهة عسكرية، وأن تكون “طهران” – التي تدرك جيدًا أن ميزان القوى ليس في صالحها – هي أول من يتراجع، ولكن ذلك ليس مؤكدًا على الإطلاق.

ولقد أوضح الرئيس، “ترامب”، من خلال تصريحاته وأفعاله؛ أنه لا يسعى إلى مواجهة عسكرية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، خاصة أنه سيُقدم على خوض حملة انتخابية صعبة.

ولهذا السبب فقد أمتنع “ترامب” عن الرد على كثير من الاستفزازات الإيرانية المتعمدة، بدءًا من استهداف حاويات في الخليج، وضرب مواقع ومنشآت في “المملكة العربية السعودية” وإنتهاء بإسقاط الطائرة الأميركية المُسيرة.

وإذا أرادت “إيران” أن تُخاطر بالصدام العسكري – وهي مُخاطرة صعبة بالنسبة لها – فسيكون في وسعها امتلاك القدرة النووية في غضون عام أو عامين. وصحيح أن “الاتفاقية النووية” التي تم إبرامها، عام 2015، هي الآن في عداد الحليب المسكوب، لكن يجب على منتقدي تلك الاتفاقية أن يسألوا أنفسهم كيف كانوا سيشعرون الآن، لو أن الاتفاقية لم تتسبب في تعطيل “إيران” عن امتلاك القدرات النووية.

علمًا بأن الخيار الحقيقي في الحياة لا يكون عادة بين أفضل البدائل، وإنما اختيار أقلها سوءًا.

الإيرانيون يشعرون بالإحباط..

وعلى أية حال، فليس هذا هو وقت التراجع، سواء من جانب “واشنطن” أو “تل أبيب”. وطالما تم إنتهاج  سياسة الإجبار القسري المتزايد على “طهران”، فلا بد من استمرار الضغوط حتى يتحقق الهدف منها.

أما الإجراءات والتحركات الإيرانية المُستفزّة، فإنها لا تعني أن النظام الإيراني قوي، بل تعني أنه يعاني من الإحباط المتزايد.

ويشعر الإيرانيون فعلًا بالإحباط الشديد، لأنه على الرغم من أن “الولايات المتحدة” هي التي إنتهكت “الاتفاقية النووية”، إلا أن الدول الأخرى الموقعة عليها – وعلى رأسها الدول الأوروبية – تُطالب “طهران” بمواصلة احترام الاتفاقية.

والأدهى من ذلك؛ أن تنصل “إيران” من “الاتفاقية النووية”، قد يدفع الحلفاء الأوروبيين إلى تأييد سياسة “الولايات المتحدة”، وحتى “روسيا” و”الصين” ستعارضان التنصل الإيراني الكامل من الاتفاقية. وعلى الرغم من الوعود المتكررة من قِبل الأوروبيين لتخفيف الضغوط الأميركية على “طهران”، فإن جهودهم الرامية لإنشاء آلية تتجاوز العقوبات قد فشلت.

عدم رد “ترامب” يُغضب الإيرانيين !

أشارت (يديعوت أحرونوت) إلى أن أكثر ما يُغضب “إيران”، هو أن الرئيس “ترامب” لا يرد، كما هو متوقع، على ما تقترفه من استفزازت، ويتجنب اتخاذ إجراءات عسكرية، وهو ما كان سيدفع الدول الأوروبية إلى حضن “طهران”.

وربما تكثيف الاستفزازات الإيرانية إلى الحد الذي يدفع “ترامب” للرد عسكريًا، قد يأتي بنتائج عكسية ويؤدي إلى إعادة توحيد الموقف الأوروبي والأميركي. وفي الوقت نفسه، فإن الرئيس الأميركي، مع عدم إكتراثه بالاستفزازات الإيرانية، يزيد الضغوط الاقتصادية على “طهران”. ولأن “إيران” تحاول الخروج من هذا المأزق بأي وسيلة، فربما سيكون أي رد من جانبها غير متوقع وخطير للغاية.

المسار الدبلوماسي خطر على إسرائيل !

ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن أية اتفاقية “مُعدَّلة” مع “إيران” يجب أن تكون أيضًا في صالحها، سواء من حيث الجوهر أو حتى الشكل العام، حتى يُمكن للنظام في “طهران” أن يسوقها للشعب على أنها إنجاز. وإلا فإن احتمال التوصل إلى اتفاق سيكون ضئيلًا بينما سيكون احتمال المواجهة قويًا.

وفي ظل رغبة “ترامب” القوية في تجنب اتخاذ إجراءات عسكرية في الوقت الراهن، فإن “إسرائيل” ربما ستجد نفسها بمفردها في المعركة العسكرية، في وقت تمر فيه هي الأخرى بفترة انتخابات صعبة، وفي وقت يُقاتل فيه “نتانياهو”، ليس فقط من أجل ضمان مستقبله السياسي، ولكن أيضًا من أجل حريته.

ولكن حتى المسار الدبلوماسي بين “واشنطن” و”طهران”، يحمل في طياته مخاطر بالنسبة لـ”إسرائيل”، فكما أن “ترامب” قد وقع في غرام زعيم “كوريا الشمالية” في أول لقاء بينهما، فمن الممكن أيضًا أن تتحرك مشاعره العاطفية تجاه المرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، ويحاول التوصل إلى اتفاق سريع معه. وهذا غير مُستبعد لأن الرئيس الأميركي سريع التأثر وعفوي جدًا. وربما ستدفع “إسرائيل” الثمن إذا تم إبرام اتفاق متسرع.

إذاً فالأمر جد خطير بالنسبة لـ”تل أبيب”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب