يداوي جراحه .. جيل “ما بعد صدام” أمل العراق نحو مستقبل جديد !

يداوي جراحه .. جيل “ما بعد صدام” أمل العراق نحو مستقبل جديد !

وكالات – كتابات :

ذكر موقع (ميدل إيست آي) البريطان؛ أن الحرب في “العراق”، تركت آثارًا واسعة النطاق على المنطقة ولن تتلاشى في وقتٍ قريب، وفيما أشار إلى أن التغيّير المناخي والتوترات الطائفية والعنف والتحولات الإقليمية، كلها تزايدت فيما بعد العام 2003، أكد أن أمل “العراق” ودولته، قد يكون من خلال الجيل الجديد، ممن عايشوا ما بعد تلك المرحلة.

ونقل التقرير البريطاني؛ عن الباحث في معهد (كارنيغي) الأميركي؛ “مهند الحاج علي”، قوله خلال ندوة حول ذكرى حرب “العراق”، أن: “الحرب أطلقت العنان للتوترات الطائفية والعنف، ولموجة جديدة من التشّدد، وتسبّبت بتغييرات في السياسات الإقليمية بطريقة دراماتيكية”.

الحرب على الإرهاب..

كما نقل التقرير عن الباحثة في مركز (بلفر) للعلوم والشؤون الدولية في كلية “هارفارد كينيدي”، “مارسين الشمري”، قولها أن: “الحرب شّنت بهدف القضاء على الإرهاب، إلا أنها خلقت بدلاً من ذلك حاضنة للإرهاب في العراق”، موضحة أن: “العراقيين قبل العام 2003؛ كانوا سيسّخرون من فكرة أن البلد مرتبط بالإرهاب، لكن الأمر لم يُعد كذلك الآن”.

وأوضحت “الشمري”؛ أن: “هذه الحجة جرى الترويج لها عبر دوائر السياسة الخارجية الأميركية والمتاهة اللانهائية في صناعة السياسة الخارجية الأميركية”، مضيفة أن ذلك: “أطلق في نهاية الأمر، موجات من الإرهاب على العراق ومواطنيه والدول المجاورة”.

ولفتت “الشمري” إلى أن: “حواضن الإرهاب هذه كانت لها تداعيات بعيدة المدى مثل موجات الهجرة وخسارة الأرواح والطائفية في المنطقة”.

العراق الجريح..

كما نقل التقرير عن أستاذة علم الاجتماع في جامعة “سام هيوستن” الأميركية؛ “زينب شكر”، قولها أن: “العراق ما يزال مجروحًا إلى اليوم”، موضحة أنه: “إذا كنت تتجول في بغداد، فلن يكون هناك إحساس بالحنين إلى الماضي؛ حيث أن المدينة نفسها تنزف من عقود من الظلم”.

ولفتت “شكر” إلى أنه: “من المهم ملاحظة أن معظم هذه القضايا لم تبدأ فقط في العام 2003، وإنما قبل ذلك بكثير”، مبينة: “نحن نتحدث عن الناس الذين شهدوا الكثير من الألم والصدمات والكثير من عدم الثقة”.

وتحدثت “شكر” عن والدها؛ الذي عاش في “العراق” خلال سبعينيات القرن الماضي، وشهد على العنف السياسي ضد المعارضة، مشيرة الى أن: “جيل والدي عاش خلال الحرب (العراقية-الإيرانية)؛ وعانى من تلك الصدمة، وهي صدمة عانى منها مئات الآلاف من الناس”.

وأشارت في هذا السّياق إلى أحداث العام 1991 وما فعلته بـ”العراق” والعقوبات الاقتصادية، “ما أثر على مئات الآلاف من الناس الذين بقوا على قيد الحياة؛ لكنهم لم يعيشوا حياتهم ولم يُحققوا تقدمًا فيها”.

ولفتت الدكتورة العراقية إلى الأزمات المتتالية التي: “قوضت قدرة الناس على التفكير والانخراط في بناء الدولة”، مضيفة أن: “هذه الأزمات خلقت دولة ضعيفة ليس بمقدورها التعامل مع الأزمات الكبرى كقضية تغير المناخ على سبيل المثال”.

ونقل التقرير عن “شكر” قولها إنه: “في كل مرة يكون هناك شُح في المياه؛ حيث العراق من أكثر المناطق على وجه الأرض التي تُعاني من انعدام الأمن المائي، ويُحاول القادة العراقيون التفاوض مع تركيا أو إيران. وفي غالب الأحيان، لا تقود هذه المفاوضات إلى أي نتيجة”.

حرب المياه..

وأشار التقرير البريطاني؛ إلى مصّدرين رئيسيين للمياه في “العراق”؛ هما نهري “دجلة” و”الفرات”، وأنه بحسّب “المنظمة الدولية للهجرة”، فإن كمية المياه التي يتم الحصول عليها من كلا النهرين أخذت بالتراجع بسبب السّدود المشّيدة عند المنبع وظاهرة الجفاف التي تستمر لفترات طويلة.

وتابع التقرير أن التغييّر المناخي وارتفاع درجات الحرارة وتحويل مياه الأنهار، تتسّبب في معاناة السكان من أجل الحصول على المياه الكافية لمنازلهم.

الجيل الجديد..

وبرغم ذلك؛ نقل التقرير عن “شكر” قولها: “أنا متفائلة، ولا أظن أنها؛ (الأزمات)، غير قابلة للحل”، مضيفة: “اعتقد أن الدولة ذاتها قد لا تكون مهيأة للتعامل مع الأزمات التي تواجهها الآن، إلا أنني اعتقد أننا نرى أجيالاً من الناس الذين لم يعيشوا في ظل نظام صدام. وهم أشخاص رأوا الدولة العراقية بعد 2003؛ والذين يقومون ببطء بتطوير إحساس مختلف حول الهوية والعلاقة المختلفة مع الدولة والأحزاب السياسية”.

واعتبرت “شكر” أنهم: “أشخاص مختلفون وهم يُمثلون جيلاً جديدًا، ومن الممكن أن يكونوا الحل لعقود عدة من الظلم والجروح التي تعرضت لها الدولة وشعبها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة