وكالات – كتابات :
ذكر “معهد صحافة الحرب والسلام”، الذي يتخذ من “لندن” مقرًا له، أن الحرية الصحافية في “العراق” تدهورت بشكل أكبر؛ في ظل رد الفعل العنيف ضد الجهود الإعلامية لتغطية موجة الاحتجاجات المعارضة للحكومة، التي بدأت في تشرين أول/أكتوبر 2019.
305 انتهاكًا لحرية الصحافة في 2020..
وأوضح المعهد في تقرير له؛ أن مديري المحطات الإذاعية، الشريكة لـ”معهد صحافة الحرب والسلام”، حذروا من الحريات التي تم إكتسابها بصعوبة في مرحلة ما بعد تنظيم (داعش) الإرهابي، عرضة للخطر إذا حاولوا محاسبة المسؤولين السياسيين.
وذكر المعهد؛ أن “رابطة الدفاع عن حرية الصحافة”، قامت بتوثيق (305) انتهاكات في جميع أنحاء “العراق”، خلال العام 2020، تتضمن اغتيالات واعتقالات ومصادرة المعدات وإغلاق مؤسسات إعلامية، مضيفًا أن غالبية هذه الأحداث كانت مرتبطة بالاحتجاجات الشعبية.
ونقل التقرير عن؛ “داود سليمان”، وهو مدير إذاعة (صوت الشباب)، في “الأنبار”، وهي إحدى المحطات التي يدعمها “معهد صحافة الحرب والسلام”، بين: (2018 – 2020)، لبناء المهارات التحريرية، إشارته إلى مدى صعوبة العمل في ذروة نشاط تنظيم (داعش)، مضيفًا؛ أنه تلقى تهديدات عديدة بسبب معارضة المحطة الإذاعية الواضحة للجماعة المسلحة.
وقال “سليمان”؛ إن: “حرية الصحافة لدينا؛ أفضل بكثير الآن، مقارنة بما كانت عليه قبل (داعش)، ومع ذلك، فإنها ليست مثالية بإكتمالها”.
يتلقون تحذيرات عند الكلام عن الفساد !
وأشار التقرير إلى أنه كان يتحتم على الإذاعة الآن؛ أن تتعامل مع غضب السياسيين والمسؤولين الحكوميين، عندما قامت بتغطية قضايا مثل: “الفساد وسوء الإدارة في الدولة”. وقال “سليمان” إنه: “عندما يتعلق الأمر بالحديث عن نقص الخدمات الحكومية، فهناك حرية محدودة”، مضيفًا أنهم: “يتلقون تحذيرات”.
وقال “سليمان”؛ أنه: “عندما قمنا بالإبلاغ عن بعض الأطباء الفاسدين، في مستشفى الولادة الحكومي، الذين أرسلوا مرضى إلى مستشفى خاص لمطالبتهم بالمال، تعرضنا للمضايقة ورفعت دعاوى قضائية ضدنا”.
المحاكمة مرتين..
ومن جهته؛ قال “صدام السكماني”، وهو مدير إذاعة (الغد)، في “تكريت”، إن التعامل مع قضايا الفساد وفشل الحكومة، يُعتبر عملاً حافلاً بالمخاطر، موضحًا أن: “صلاح الدين، محافظة عشائرية، وإذا تحدثت عن الفساد، فإن الحكومة ستقاضيك مرتين، من خلال القبائل ومن خلال المحاكم”.
وقال “السكماني”؛ أنه: “كإعلام مستقل؛ دخله محدود وبلا دعم سياسي، فإنه من الصعب مواجهة الحكومة”.
حق الحصول على المعلومة..
وأشار تقرير المعهد المتخصص ؛إلى أن: “الموقف المستقل للإذاعة وغياب التحيز السياسي، أكسب إذاعة (الغد) درجة كبيرة من الاحترام من المجتمع التكريتي”.
ونقل التقرير، عن مدير الإذاعة قوله؛ إنه يحلم بأن يتمتع بمزيد من الحرية، ليكون قادرًا على انتقاد أداء أي مسؤول حكومي، بما في ذلك رئيس الحكومة، من دون أن يتعرض للمضايقات.
واعتبر “السكماني”؛ أن حرية الإعلام تتنامي باضطراد محليًا، مع تحول الجيش بشكل خاص، ليكون أكثر استعدادًا للتعاون مع الصحافيين.
لكن “السكماني” أشار إلى أن القطاع الإعلامي ما زال يعاني من نقص الوصول إلى المعلومات. ونقل التقرير عنه؛ قوله: “كيف يمكنني الحصول على معلومات عندما يرفض العديد من المسؤولين الحكوميين الإدلاء بتصريحات؛ لأنهم يقولون أنهم لا يملكون تصريحًا من وزاراتهم للتحدث إلى وسائل الإعلام”.
معضلة الأقليات والطائفية..
أما في “نينوى”؛ فقد أشار تقرير المعهد إلى؛ أن: “إذاعة (صوت السلام)؛ تواجهه تحديات إضافية باعتبار أنها كيان مسيحي، يُركز على بناء شعور بالوحدة بين المكونات الدينية والعرقية المتنوعة في المنطقة”.
ونقل التقرير عن مدير الأذاعة، “صائب داود”، قوله إن: “الثقة تضررت بشدة، بعد احتلال (داعش)، الذي ارتُكبت خلاله جرائم بشعة ضد الأقليات”.
وأضاف أن: “علينا أن نكون حذرين للغاية؛ عندما نقوم بتغطيات صحافية.. علينا أن نتأكد من عدم إلحاق أي ضرر بالعلاقة الهشة بالفعل بين المكونات”.
وأشار “داود” إلى أن الحرية الإعلامية تحسنت أيضًا في “نينوى”، برغم أن التقدم ما زال غير ثابت. وقال مدير الإذاعة أن: “أية حدث سياسي في العراق؛ لديه تأثير مباشر على الحرية الإعلامية، في نينوى. لست واثقًا كيف سيكون شكل المستقبل بالنسبة إلى حرية الصحافة”.