12 مارس، 2024 7:55 م
Search
Close this search box.

يخشون على تفوقهم النوعي .. صفقة الأسلحة الأميركية السعودية تثير مخاوف تل أبيب

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

بعد زيارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” للمملكة العربية السعودية والحفاوة البالغة من قبل الملك “سلمان بن عبد العزيز” وكبار المسؤولين في الرياض, بدأت تتوالى التعليقات الإسرائيلية, حيث ينم معظمها عن مخاوف تل أبيب من تحسن العلاقات بين الرياض وواشنطن. لكن أكثر ما يقلق الإسرائيليين هي صفقات الأسلحة الضخمة التي تم إبرامها بين ترامب وسلمان. وفي هذا السياق نشر موقع “nrg” العبري مقالاً للكاتب الإسرائيلي “اسف جبور” تناول فيه خطورة التعاون العسكري بين واشنطن والرياض، لا سيما بعد توقيع الصفقات العسكرية الأخيرة.

الأسلحة السعودية تهدد التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي..

يقول الكاتب الإسرائيلي “جبور” في بداية مقاله التحليلي: “خلال السنوات الأخيرة أصبحت المملكة العربية السعودية حليفاً لإسرائيل في التصدي لإيران, ولكن صفقة الأسلحة العسكرية غير المسبوقة بين الطرفين من شأنها أن تهدد التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي على الجيوش العربية, لا سيما أن تلك الصفقة ستحقق رقماً قياسياً حيث تبلغ 350 مليار دولار, أي ما يفوق بـ 15 ضعفاً قيمة الميزانية الدفاعية السنوية لدولة إسرائيل.

ويؤكد جبور على أن المسؤولين الإسرائيليين لا يعلمون كيف يتطرقون في محادثاتهم مع الرئيس ترامب إلى ذلك التقارب الجديد في العلاقات بين واشنطن والرياض. وصحيح أن المملكة السعودية أصبحت خلال السنوات الأخيرة حليفاً غير رسمي لإسرائيل في التصدي للتهديد النووي الإيراني, لكن صفقة أسلحة بهذا الحجم الهائل من شأنها أن تخل بالتوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط, بل وتهدد التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.

واشنطن حريصة على تفوق الجيش الإسرائيلي..

يشير الكاتب الإسرائيلي إلى أن هناك تفاهمات بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية, تقضي بإلتزام واشنطن بالحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي. وكان الأميركيون يحرصون وفي السابق على ألا يبيعوا أنظمة عسكرية متطورة حتي للدول الصديقة لواشنطن مثل مصر والسعودية, مهما تعارض ذلك مع المصالح التجارية الأميركية. والآن فإن تلك الصفقة الجديدة التي ستحصل عليها السعودية من شأنها بالتأكيد أن تثير الشكوك حول مدى إلتزام واشنطن بالحفاظ على التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط.

ومع ذلك يؤكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أنهم حتى الآن لا يعلمون شيئاً عن تفاصيل الصفقة التي أبرمها الرئيس الأميركي مع القيادة السعودية. كما لم يتلقوا تقريراً رسمياً عن الصفقات المذكورة. إلى جانب ذلك فإن تلك القضية قيد البحث وهي بالتأكيد ستكون محل اهتمام القيادات الأمنية الإسرائيلية خلال الأيام المقبلة.

واشنطن والتحول الاستراتيجي..

يرى الكاتب الإسرائيلي أن التقارب الجديد بين واشنطن والرياض يعكس التحول الاستراتيجي في السياسة الأميركية. فالارتباط القوي بين الدولتين, يقوم منذ عشرات السنين على اعتماد الولايات المتحدة الاميركية على النفط السعودي. لكن التطورات التكنولوجية التي شهدتها عمليات التنقيب خلال السنوات الأخيرة جعلت من السهل استخراج الكميات الهائلة من النفط والغاز في الصخور الرسوبية في الولايات المتحدة. وتُقدر القيمة المحتملة للصخور الزيتية والغازية بحولي 100 تريليون دولار وهو ما يجعل الولايات المتحدة الأميركية مُكتفية ذاتياً من حيث الطاقة, الأمر الذي قلل الاعتماد الأميركي على النفط السعودي. ولذا فمنذ بداية ولاية الرئيس الأميركي السابق “باراك أوباما” بدأ اهتمام السياسة الخارجية الأميركية يتحول من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى, وتجلى ذلك أيضاً في تغييرات خطة تمركز القوات العسكرية الأميركية في العالم.

لكن السعودية لا تزال حتى الآن من بين أغنى دول العالم, وخوفها من إيران يجعلها تسعى لامتلاك المزيد من الأسلحة. والمبلغ الهائل الذي خصصه السعوديون لشراء المعدات العسكرية الأميركية هو غير مسبوق, بحيث يمكنه دفع الاقتصاد الأميركي وتوفير عشرات الآلاف من فرص العمل. لذلك فإن العودة الأميركية لمنطقة الشرق الأوسط – والتي تتعارض ظاهرياً مع الوعد الانتخابي لترامب حينما قال “أميركا أولاً” – تتوافق بالفعل مع سياسته.

ويرى الكاتب الإسرائيلي “جبور” أن زيارة ترامب للمملكة السعودية تمثل تحولاً استراتيجياً يؤكد على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تترك الشرق الأوسط, على الأقل خلال الفترة القريبة. وذلك رغم تراجع الاعتماد الأميركي على نفط الشرق الأوسط والرغبة في توجيه مزيد من الطاقات لضمان المصالح الأميركية في الشرق الأقصى من أجل مواجهة الصين وكوريا الشمالية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب