28 مارس، 2024 2:38 م
Search
Close this search box.

يخشون تهديدها .. المظاهرات العراقية والمصالح الإيرانية طويلة الأمد !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تظاهرات العراقيين بدأت لأسباب اقتصادية ومعيشية، ثم اكتسبت تدريجيًا نكهة سياسية. ورغم أنه لا يمكن، حتى اللحظة، تحديد هوية المثير أو المنسق لتلكم التظاهرات، لكن من الواضح أن توجيه المحتجين ضد الوجود الإيراني في “العراق”؛ ليس من قبيل المصادفة.

وفي رأيي أن المحافظة على العلاقات الأخوية بين “إيران” و”العراق”، هي قضية ضرورية بحتة من المنظور الجيوسياسي، وتكفل التعايش السلمي بين البلدين، ومن ثم يجب العمل على توطيد هذه العلاقات مهما كانت الظروف. بحسب “أحمد زيد آبادي”، بموقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية.

مسألة شديدة الخطورة..

وعليه؛ إنحيازالمتظاهرون العراقيون ضد “الجمهورية الإيرانية”؛ هي مسألة غاية في الخطورة وتهدد المصالح الإيرانية الرئيسة وطويلة الأمد، ولذلك لابد من البحث في أسباب وجذور هذا الإنحياز.

ومن الطبيعي يمكن نسبة المظاهرات إلى المؤامرة (الأميركية-السعودية-الإماراتية)؛ للحد من النفوذ الإيراني في “العراق” والقضاء عليه، حيث يركز الأميركيون، في المواجهة مع “إيران” خلال المرحلة الراهنة، على إحكام السيطرة على أجهزة صناعة وإتخاذ القرارات في المنطقة. والحقيقة أن طرح مثل هذه المسألة كحل للغز إنما يضفي المزيد من النقاء على الصورة.

وإذا سلمنا بدور الأيادي الخفية في توجيه المظاهرات، فالسؤال: ما هي المجالات التي تسببت في عدم رؤية العراقيون الشيعة لتلكم الأيادي الخفية ؟.. ولو أنهم يرونها ألا ينتابهم الخوف والقلق من اللعب في مجال هؤلاء ؟..

نظرة إيرانية قاصرة..

في رأيي؛ أن طبيعة العلاقات التي تربط “إيران” و”العراق”، حتى في الحوزة الرسمية، قد هيأت نسبيًا لتلكم القضية. والحقيقة أن الرؤية الإيرانية للجار العراقي هي أحادية الأبعاد، حيث ترتكز النظرة بشكل أساس على زاوية الاشتراكات المذهبية بين شعبي البلدين.

ومما لا شك فيه أن المشترك الديني هو بالطبع عامل على جانب كبير من الأهمية في توطيد اللحمة بين البلدين، لكن التأكيد على هذا المشترك، بشكل مبالغ فيه ويخرج عن الأعراف العالمية، يؤثر بشكل كبير على المشاعر الوطنية.

وكما كتبت وأكدت مرارًا؛ نحن نعيش في عصور (الأمة-الحكومات). والبشر في هذه المرحلة يصنفون قوتهم كعنصر أساس في تحديد هويتهم. وإذا ما سألنا بعض الشخصيات، غير المعروفة، في أي بقعة بالعالم: من أنت ؟.. فسوف يجيب: “صيني أو روسي أو بلجيكي أو مراكشي أو فيتنامي أو إيراني أو عراقي”.

والواقع أن مثل هؤلاء؛ حين يشرعون في الحديث عن عقائدهم فقط، فسوف يجيبون بشكل واضح عن هذا السؤال.

وعليه حين تؤسس “إيران” لعلاقاتها مع “العراق”، على أساس المشترك الديني، فسوف يدرك أولئك أن بمقدورهم الوقوف ضد “إيران” عبر استخدام “العرق الوطني” للعراقيين. والحقيقة أن جميع الشعوب تهتم لأن تُعرف باعتبارها شعوب مستقلة ومفاخرة.

وحين تصف وسائل الإعلام الإيرانية الحكومية، النفوذ الإيراني في “العراق”؛ بحداثة عهد الحكومة العراقية، أو تقدم إحدى الشخصيات باعتبارها مسؤول شبه رسمي فإنها تقدم صورة عن “العراق” وكأنه دولة لا تتمتع بأي استقلالية، وأن أمور “العراق” تُدار من داخل “إيران”، ومن الطبيعي أن مثل هذه العبارات لن تبقى حبيسة داخل البلاد، وإنما سوف تصل إلى مسامع العراقيين وتثيرهم.

لذلك، يتعين على “إيران” حتى تضمن إقامة علاقات قوية مع “العراق” إعادة النظر في بعض سياساتها وداعياتها الإعلامية، وأن تثبت للعراقيين أن العلاقة بين البلدين تقوم على أساس المصالح المشتركة والاحترام الكامل للاستقلال السياسي العراقي.

وفي رأيي إن أي تأجيل أو تأخير في التعامل مع هذه المسألة، فإن الأدخنة المتصاعدة عن احتجاجات العراقيين في الشوارع سوف يحجب رؤيتنا للمصالح الإيرانية طويلة الأمد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب