26 أبريل، 2024 7:58 ص
Search
Close this search box.

يحيي أفكار ليبرمان .. الأهداف الحقيقية وراء مقترحات “نتنياهو” بتبادل الأراضي الفلسطينية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في خطوة تزيد من حالة الاحتقان بين الدولة الفلسطينية والكيان الصهيوني المغتصب، واحتمالية تقويضها لمساعي السلام التي دائماً ما تفشل، اقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” لمبعوثي الإدارة الأميركية، ضمّ المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية إلى اسرائيل مقابل إعادة “وادي عارة” و”مدينة أم الفحم” إلى السلطة الفلسطينية، وفق ما كشف عنه تقرير أعدته القناة الثانية الإسرائيلية.

استغلال التوترات التي شهدتها القدس..

قالت القناة الإسرائيلية إن “نتنياهو استغل التوترات التي شهدتها القدس، على خلفية العملية التي نفذّها 3 شبان من “أم الفحم” وأدت إلى مقتل عنصرين من الشرطة الاسرائيلية، واقترح على المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط “جايسون غرينبلات”، و”جاريد كوشنر”، مستشار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، عملية التبادل أن تكون جزءاً من أي حل سلمي مستقبلي”.

للمرة الأولى..

بحسب التقرير فإنها المرة الأولى التي يطرح فيها “نتنياهو” هذه الفكرة، بعد أن دعا وزير الدفاع الاسرائيلي “أفيغدور ليبرمان”، في أكثر من مناسبة، إلى التنازل عن “أم الفحم” للفلسطينيين مقابل ضم المستوطنات اليهودية ضمن أي اتفاق سلام مستقبلي.

وفي أعقاب الكشف عن اقتراح “نتنياهو”، ثارت ردود فعل غاضبة بين صفوف المواطنين بمنطقة “وادي عارة”، وتوالت تعليقات وتصريحات المسؤولين والمتخصصين, الرافضة للمقترح الموصوف بالعنصرية والمحفوف بالمخاطر الكبيرة التي من شأنها أن تكون غطاءاً يسمح بسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية.

لا تتم المبادلة مع لصوص الأرض..

فرفض رئيس “القائمة العربية المشتركة” في الكنيست الاسرائيلي “أيمن عودة”، هذا المقترح، وقال عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: إن “أهالي أم الفحم ووادي عارة ليسوا بضائع للنقل، وإنما أهل البلاد الأصليين، ولا تتم مبادلتهم مع المستوطنين، لصوص الأرض”.

وتابع “عودة”: أن “هذه هي العقلية الكولونيالية التاريخية.. أكثر ما يمكن من الأرض وأقل ما يمكن من العرب”، مضيفاً: أن “هذا الاقتراح يتطلّب منا تعاملاً منتميًا، شامخًا وعمليًا جدًا، كي يذهب نتنياهو وزبانيته وتبقى أم الفحم ووادي عارة راسخة في هذا الوطن الجميل”.

 

مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية..

من جانبها، أكدت السلطة الفلسطينية أن موافقتها على مبدأ تبادل الأراضي مع الاحتلال (الإسرائيلي)، قائم على أساس اعتراف الأخير بالدولة الفلسطينية.

قائلاً “نبيل شعث”: “إن تبادل الأراضي فعلياً، يبدأ بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود العام 67 وليس من خلال تبادل أراضٍ في القدس بأخرى في داخل الخط الأخضر”.

معتبراً أن “نتنياهو” يهدف من وراء هذه المخططات إلى التخلص من الفلسطينيين في داخل الأراضي المحتلة عام 1948.

مضيفاً “شعث”: أن “فكرة تبادل الأراضي، يجب ألا تتعدى نسبتها 1.8% من الأرض، بتعديلات محدودة على الحدود على أن تُؤخذ الاحتياجات الملحة بين الجانبين بعين الاعتبار”.

عائق عملية السلام الجديدة..

كما انتقد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية “صائب عريقات”, “صمت” إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” إزاء تصاعد الاستيطان الإسرائيلي.

قائلاً “عريقات”، في بيان صحافي، إن عدم قيام الإدارة الأميركية بإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف النشاطات الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية, وقبول مبدأ الدولتين على حدود 4 (حزيران) يونيو عام 1967، أصبح يشكل عائقاً أمام إطلاق عملية السلام من جديد.

تدمير خيار الدولتين..

شدد “عريقات” على أن عدم إعلان الإدارة الأميركية عن الهدف النهائي لعملية السلام يتمثل بتحقيق مبدأ الدولتين على حدود 1967، وإلتزامها الصمت بخصوص تكثيف النشاطات الاستيطانية الاستعمارية الإسرائيلية بات يفسر من قبل الحكومة الإسرائيلية بإمكانية تدمير خيار الدولتين، واستبداله بما يسمى الدولة بنظامين “الأبرتهايد”، وهو ما تمليه الحكومة الإسرائيلية على الأرض من خلال سياساتها وممارساتها وقوانينها.

داعياً “عريقات” إدارة “ترامب” والمجتمع الدولي إلى القيام بإعلان عالمي من خلال قرار من مجلس الأمن يحدد حدود دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية على خطوط 4 يونيو عام 1967، ووضع آليات تنفيذية إلزامية للقرارات خاصة وأن قرار مجلس الأمن (2334) قد أكد بأن خطوط 1967 تشكل حدوداً للدولتين.

طرح عنصري..

قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح “د. محمد أشتيه”، إن طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، في ما يخص استبدال منطقة “وادي عارة” بتسليمها للسلطة الفلسطينية وضم مستوطنات الضفة، هو طرح عنصري يرمي لتنفيذ مخطط تطهير عرقي لأهل الداخل، وهو أمر مرفوض فلسطينياً بالإجماع.

موضحاً “أشتيه”, في ورقة بحثية  بعنوان: “المفهوم الإسرائيلي لتبادل الأراضي”, أن تصريح نتنياهو، ليس بالغريب فهناك مخططات إسرائيلية منذ عام 2004 من قبل “افيغدور ليبرمان” وزير الدفاع دعا فيها لتبادل يشمل السكان وليس فقط الأرض، أي أن تقوم إسرائيل بضم المستوطنات التي تقع فيها الكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية مقابل أراضي المثلث في الداخل.

مشيراً “اشتية” إلى أن “نتنياهو” يحيي اليوم هذه الأفكار التي لاقت في حينها ردود فعل رافضة من الجانب الفلسطيني والإعلام واليسار الإسرائيلي وفلسطينيي الداخل، وقد تم اتهام “ليبرمان” بالعنصرية كونه يطالب بتغيير الحدود بشكل يدفع الفلسطينيين خارج إسرائيل.

إحراج الجانب الفلسطيني والعالم..

أوضح “أشتيه” أن إسرائيل تهدف من خلال هذه المخططات إلى محاولة إحراج الجانب الفلسطيني والعالم, فهي تريد ضم فلسطيني 1948 إلى الدولة الفلسطينية، لكن الهدف الرئيس هو الحفاظ على الأغلبية اليهودية، حيث سيتم نقل ما يقارب 300 ألف من فلسطينيي الداخل.

غطاء لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية..

لافتاً “اشتية”، إلى أن مفهوم تبادل الأراضي إسرائيلياً يعتبر غطاء لسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية وتشريع حقائق فرضها الاستيطان.

بالمقابل، فإن التبادل في المفهوم الفلسطيني يعني تعديلات طفيفة على الحدود على أن يتم تبادل أراض بالمثل والقيمة.

اقتراح سابق..

أوضحت الورقة البحثية أن الرئيس الأميركي الأسبق “بيل كلينتون” كان قد اقترح تبادلاً في الأراضي بنسبة 3-7% في حين اقترح “إيهود أولمرت”, رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق, نسبة 6.5%، لكن الجانب الفلسطيني أكد على أن أي تبادل يجب أن يكون بالقيمة والمثل ولا يزيد عن 1.9%.

مشيراً “اشتية” إلى إن التبادل بالنسبة لإسرائيل يعني ضم الكتل الاستيطانية بالضفة والمستوطنات المصنفة كبلديات, والمستوطنات القريبة من الحدود مما يعني ضم حوالي 17% من مساحة الضفة، وإذا ما أضيف إليها مساحة منطقة الأغوار التي تعتبر إسرائيل ضمها “حاجة أمنية”, تصبح المساحة التي تسعى إسرائيل لضمها نحو 45% من المساحة الكلية للضفة الغربية.

الاستفادة إلي أقصى حد..

حذرت “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، من خطورة المباحثات التي أجراها المبعوثين الأميركيين إلى الشرق الأوسط “جاريد كوشنر” و”جيسون غرينبلات”، قائلة الجبهة في بيان صحافي، أن “نتنياهو”، في اقتراحه الخطير هذا، إنما يحاول أن يستفيد إلى أقصى حد من مبدأ “تبادل الأرض” الذي كانت السلطة الفلسطينية قد وافقت عليه في سياق تنازلاتها عند مباشرة رسم الحدود لدولة فلسطين، إستناداً إلى خطوط 4 حزيران/يونيو 67.

أرضية مشروعة..

أضافت الجبهة أن “نتنياهو” يعمل على تحويل تنازل الفريق الفلسطيني، من مشروع لتبادل الأرض إلى أرضية مشروعه أكثر من مئة ألف فلسطيني، من أبناء الـ 48 وضمهم إلى مناطق السلطة الفلسطينية، في خطوة الهدف منها، زيادة الأغلبية اليهودية، في الداخل المحتل، بدعوى أنها “الوطن القومي للشعب اليهودي”، وتخفيض عدد السكان الفلسطينيين.

مخاطر كبرى..

شددت الجبهة كذلك على أن :هذا المشروع يحمل في طياته مخاطر كبرى، منها ضم المناطق الغنية بالمياه والخصبة والاستراتيجية في أنحاء الضفة الغربية، ومواصلة تهويد القدس المحتلة، وإلغاء طابعها الفلسطيني العربي وإلقاء القبض على مقدساتها، ومنها أيضاً، تفتيت شعبنا، وتمزيق نسيجه الاجتماعي في مناطق الـ 48 وتعميق سياسة التمييز العرقي بموجب منظومة القوانين العنصرية التي يعتمدها الكيان الإسرائيلي”.

“نتنياهو” يريد دولة يهودية خالصة..

استاذ العلوم السياسية بجامعتي القدس المفتوحة والأقصى دكتور “أيمن الرقب”، قال أن مقترحات رئيس الوزراء الاسرائيلي “نتنياهو” فيما يخص استبدال منطقة “وادي عارة” بتسليمها للسلطة الفلسطينية وضم مستوطنات الضفة، هو قرار عنصري.

مضيفاً “الرقب” أن “نتنياهو” يريد دولة يهودية خالصة ويريد أن يتخلص من مليون ومئتي ألف عربي من خلال ضم عدة مستوطنات ومنح مدن عربية السلطة, وبالتالي يضمن ألا يؤثر أي تغيير ديموغرافي على دولتهم.

مشدداً على أن هذه المقترحات مرفوضة فلسطينياً وعربياً، “نحن نقبل تبادل أراضي بنسبة محدودة, ولكن دون سكان وليضم مقابلها مستوطنات, ولكن ألا تتجاوز نسبة التبادل عن ٥ بالمئة من أراضي الدولة الفلسطينية”.

مخيم آخر للاجئين..

الكاتب “سهيل كيوان” يرى أن هذا التبادل المقترح يأتي بعد مصادرة عشرات آلاف الدونمات من أراضي “أم الفحم” وقرى “الروحة” والمنطقة التي يعيش الكثير من سكانها في “أم الفحم” والقرى المجاورة منذ عام النكبة، هذا البرنامج يعني تحويل الحاجة الطبيعية للتكاثر السكاني لأهالي “أم الفحم” على حساب الأرض التي يفترض أنها تحت السيادة الفلسطينية بدلاً من التوسع الطبيعي على أراضي “أم الفحم” الأصلية التي صادرتها إسرائيل أو على أراضي الدولة التي يجب أن تمنح مواطنيها مكاناً للبناء أو شققاً للسكن مثل أي دولة طبيعية، والتي تقام عليها مستوطنات لليهود فقط، وبالمقابل ضم ما يسمى “غوش عتصيون” بسكانه ومستوطناته الأربعة عشرة, والأرض التي تحت نفوذها وتضم مئات آلاف الدونمات من الأرض الفلسطينية المحتلة والمصادرة منذ عام 1967 حتى يومنا إلى إسرائيل، هذا يعني باختصار “خذوا البشر وتكفلوا أنتم باحتياجاتهم بالتوسع الطبيعي من غير أرض، بينما نأخذ نحن أرض غوش عتصيون وسكانها اليهود والأرض”.

مضيفاً “كيوان” أن “غوش عتصيون” من خلال سياسة المصادرة عشرات أضعاف ما تملكه “أم الفحم” من احتياطي أرض ومساحة نفوذ. هذا يعني تحويل “أم الفحم” إلى مخيم آخر للاجئين بطبعة جديدة، لأنه محكوم عليها سلفاً بمساحة محدودة من الأرض.

“وادي عارة”..

“وادي عارة” يُعرف أيضاً باسم “المثلث الشمالي”، ويضم مدينة “أم الفحم”, المتاخمة لحدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.

وتمتاز هذه المنطقة بوجود كثافة سكانية فلسطينية عالية؛ حيث يعيش فيها أكثر من 300 ألف مواطن فلسطيني، مقابل بضعة عشرات آلاف من المستوطنين اليهود.

وتقوم فكرة “تبادل الأراضي” على ضم القرى الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة المعروفة بأراضي عام 48 دون أراضيها الزراعية بالكامل إلى السلطة الفلسطينية، وبالمقابل ضم المستوطنات اليهودية الرئيسة قرب خط الهدنة لعام 1949 (المعروف باسم حدود 1967) إلى إسرائيل.

مساع أميركية فاشلة..

يسعى الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” منذ تولى مهامه، استئناف المفاوضات الفلسطينية -الإسرائيلية المتوقفة منذ مطلع عام 2014، وأعلن أنه سيعرض “صفقة” على الجانبين لحل الصراع دون تحديد بنود وطبيعة تلك الصفقة.

وتوقفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ نهاية آذار/مارس عام 2014, بعد تسعة أشهر من المحادثات برعاية أميركية دون تحقيق تقدم، بفعل التعنت الإسرائيلي واستمرارها بالاستيطان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب