يثير الريبة والغضب الرسمي والإفتراضي .. سر تواجد “الحشد الشعبي” في إيران ؟

يثير الريبة والغضب الرسمي والإفتراضي .. سر تواجد “الحشد الشعبي” في إيران ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

شوهدت عناصر “الحشد الشعبي”، نهاية الأسبوع الماضي، مع شاحنات تحمل الأعلام العراقية ورايات “الحشد الشعبي” داخل “إيران”، لكن ما هو الهدف من دخول هذه القوات إلى “إيران” ؟..

بحسب تقرير صحيفة (الديمقراطية) الإيرانية الإصلاحية، فقد حقق هاشتاغ، (#الحشد الشعبي)، أعلى تريند في “إيران”، وتباينت ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ بشأن دخول عناصر “الحشد الشعبي” العراقي إلى “إيران”.

بغرض تحريف مسار السيول..

وقد أكد بيان “الحشد الشعبي” على أن “كتائب هندسية”، تابعة للحشد، دخلت “إيران” بغرض تحريف مسار السيول والمحافظة على مناطق عراقية من احتمالات التعرض إلى الفيضان، لا سيما مدن “العمارة”، مركز محافظة “ميسان”.

وطبقًا للرواية الأولية، التي نشرها “الحشد الشعبي”، فإن هدف هذه “الكتائب الهندسية” هو تغيير مسار السيول والمحافظة على بعض المدن العراقية من خطر الفيضان.

في المقابل قدمت صحيفة (كيهان) الإيرانية رواية حول طبيعة وجود قوات “الحشد الشعبي” على الأراضي الإيرانية، وكتبت: “بمجرد أن دعا قائد المدافعون عن الحرم المحبوب الجنرال، قاسم سليماني، إلى نجدة منكوبي السيول، تدافع المحاربون من الحشد الشعبي وحتى جيش فاطميون الأفغاني إلى المناطق الإيرانية المأزومة في شكل مواكب خدمية ومعسكرات جهادية”.

وكشفت الصحيفة “الأصولية المتشدد”؛ عبور أكثر من 20 موكب عراقي بمحورية “الحشد الشعبي” العراقي الحدود الإيرانية عبر “إيلام” و”عربستان”. واستقرت عناصر “الحشد الشعبي” في محافظتي “عربستان” و”لُرستان”، الأكثر تضررًا من السيول.

وقال “إيرج مسجدي”، السفير الإيراني في العراق: “بالأمس قصد 200 من شباب ورؤساء العشائر العراقية على متن عشرات الحافلات، محافظتي عربستان ولُرستان، بغرض توصيل مساعدات الشعب العراقي إلى متضرري السيول في إيران”.

جهة التنسيق مجهولة !

وبحسب ما أوردت وكالة أنباء (فارس)، التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني، على لسان قيادة المحمرة الخاصة: “كان قائد الحشد الشعبي على رأس هذه القوات التي دخلت محافظات عربستان”.

وصدرت صحيفة (الرسالة) الإيرانية الحكومية الصفحة الرئيسة بعبارة عربية هي: “إيران والعراق لا يمكن الفراق”. ومن غير الواضح، حتى اللحظة، أي المؤسسات الإيرانية نسقت عملية دخول عناصر “الحشد الشعبي” إلى “إيران”.

وفي هذا الصدد؛ قال “علي ساري”، نائب البرلماني عن الأحواز: “التنسيق على هذا المستوى يتم في العادة عبر الحوزة الخارجية وأعني، (فيلق القدس)، لكني لا أملك معلومات عن أي مسارات التعاون ساهمت في وجود هذه القوات”.

القيمة المعنوية لوجود “الحشد الشعبي”..

بدوره؛ دعم “حشمت الله فلاحت پيشه”، رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية بالبرلمان، عن تواجد عناصر “الحشد الشعبي” في “إيران”، وقال: “القيمة المعنوية لوجود عناصر الحشد الشعبي تفوق بكثير القيمة المادية، ووجودهم تم بموجب القوانين والمقررات الإيرانية”. وأضاف: “الأصل أن تضطلع وزارة الداخلية بمسؤولية دخول هذه العناصر في إطار التنسيق والتعاون”.

وبالتزامن مع دخول عناصر “الحشد الشعبي”، محافظتي “عربستان” و”لُرستان”، دخلت عناصر “حركة النجباء” العراقية، بعض المناطق الإيرانية المنكوبة، كما تواجدت عناصر “فيلق فاطميون” في مدينة “پل دختر” بغرض إمداد المنكوبين.

اشتعال مواقع التواصل الاجتماعي..

وقد تباينت ردود أفعال رواد مواقع التواصل الاجتماعي على دخول عناصر “الحشد الشعبي” إلى “إيران”، رغم عدم الإعلان، بشكل رسمي، عن الجهة الحكومية أو غير الحكومية التي اضطلعت بتنسيق عملية دخول هذه العناصر.

وقد حقق وسم، (#الحشد الشعبي)، أعلى تريند بين رواد الفضاء الإلكتروني في “إيران”، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.

فقد اعتراض بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، على دخول شاحنات “الحشد الشعبي” تحمل علم “العراق”، وقالوا بعد استحضار ذكرى حرب السنوات الثمانية: “فشل صدام في رفع العلم العراقي على عربستان، لكن الحشد الشعبي فعل”.

البعض الآخر طرح موقف المعارضة؛ وانتقد مبدأ وجود عناصر “الحشد الشعبي” في “إيران”. ونظر آخرون إلى الموضوع من زاوية أخرى، وقالوا: “تمتلك إيران القدر الكافي من المعدات والعناصر البشرية، وما من داعي لمساعدات الحشد الشعبي للمنكوبين الإيرانيين”.

بالمقابل دعم آخرون وجود هذه القوات على الأراضي الإيرانية.. على سبيل المثال تساءل أحدهم: “من كانوا يتذمرون بالأمس لإنفاق الأموال الإيرانية على سوريا والعراق، لماذا اختفت أخبارهم بينما نحن الآن في حاجة إلى المساعدة ؟.. ويسأل المتذمرون لرؤية هذه القوات، التي جاءت للمساعدة، عن أسباب دخول الأجانب إلى إيران ؟.. أليست عناصر الحشد الشعبي هي نفس مواطنينا أم هم عملاء صدام قديمًا وبن سلمان حديثًا ؟!”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة