18 أبريل، 2024 8:26 ص
Search
Close this search box.

يتم تصدير المياه لـ”العراق” .. أهالي “المحمرة” ينتفضون على حكومة إيران : حرامية سرقونا باسم الدين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – محمد بناية :

لليوم الثاني على التوالي تتوالى المظاهرات في مدينة (خرمشهر- المحمرة) الإيرانية؛ اعتراضًا على أزمة المياه في محافظة “خوزستان”، ذات الأغلبية العربية والتي تعاني الإهمال الشديد.

وعلت هتافات ضد النظام الإيراني الحاكم تصرخ: “حرامية” و”باسم الدين سرقونا”، كما رفع متظاهرون أوعية مياه فارغة. وفشلت جهود القوات الأمنية في تفريق المتظاهرين بالطرق السلمية؛ ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق النار على المتظاهرين.

ونقل موقع (آمد نيوز) الإيراني المعارض، عن مصادر ميدانية قولها إن: “قوات الأمن فتحت النار على المتظاهرين السلميين الذين يطالبون الحكومة والنظام بحل مشاكلهم”.

إلا أن وزير الداخلية الإيراني، “عبدالرضا رحماني فضلي”، كذب خبر مقتل متظاهرين. من جهته أكد مساعد وزير الداخلية الإيراني لشؤون الأمن والشرطة، “حسين ذو الفقاري”، عدم وقوع أي وفيات؛ وإنما تعرض متظاهر و10 من عناصر قوى الأمن الداخلي للإصابة.

في حين تُظهر مقاطع فيديو، نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، سماع صوت دوي انفجارات، وإطلاق نار، وجماهير تهتف بشعارات منها: “الموت لخامنئي” و”الموت للديكتاتور” وغيرها.. وعلى حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، (تويتر)، علّق المدير التنفيذي للمركز الأحوازي لحقوق الإنسان، “فيصل الأحوازي”، على التظاهرات قائلاً: “اشتباكات عنيفة مستمرة حتى اللحظة في مدينتي المحمرة، وعبادان، الأحوازيتيْن.. وحتى اللحظة أنباء عن سقوط شهيدين، وعدد كبير من الجرحى”.

بداية القصة..

تجمع عدد من المواطنيين في مدينة “المحمرة”، بتاريخ 29 حزيران/يونيو المنصرم، أمام المسجد الجامع اعتراضًا على ندرة المياه وطالبوا بتحسين جودة مياه الشرب. وقد أظهر جهاز “EC”، لقياس نسبة الأملاح، في شبكة مياه مدينتي “المحمرة” و”عبادان”، على مدى الأيام الثلاثة الماضية، وجود 12 ألف ميكروموس للمتر المكعب، أي ما يعادل 6 أضعاف المعدلات الطبيعية بالشكل الذي يجعل المياه غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وذلك بحسب تقرير وكالة أنباء (هرانا) الإيرانية الناشطة في حقوق الإنسان.

واتهم المتظاهرون في مدينة “المحمرة” الحكومة الإيرانية ببيع المياه إلى دولتي “العراق” و”الكويت” عبر “خط أنابيب المنيخ”.

ونقل موقع (راديو زمان) الإيراني المعارض، عن أحد عمال مدينة “المحمرة”؛ قوله: “تضاعفت أسعار مياه الشرب مؤخراً، وأنا كعامل لا أعرف من أين آتي بالمال. ولا يمكننا حتى غسيل أيدينا ووجوهنا بالمياه الحكومية… لقد تعرضت نصف الأسر بالمدينة للمرض بسبب المياه الملوثة”.

وفي مدينة “عبادان” تظاهر المواطنون أمام “مبنى إدارة المياه والصرف الصحي”، قبل أن تتحرك المظاهرات صوب مركز المدينة ورفع المتظاهرات لافتات كُتب عليها: “الماء العذب حقنا الطبيعي” و”لو تُقطع المياه، فسوف تنتفض عبادان” وغيرها، من الشعارات السياسية الأخرى.

في السياق ذاته؛ يواجه سكان قرية “ألو الفارس” خطر التسمم بسبب تلوث المياه. وفي تعليقه على أزمة المياه قال “أحمد ميدري”، النائب السابق عن “عبادان” في البرلمان الإيراني، في حوار إلى موقع (زيتون) المعارض: “كانت المياه في ميدنة عبادان مالحة جداً منذ منتصف حزيران/يونيو الماضي، ولك أن تتخيل الوضع الصعب للمواطنيين مع ارتفاع درجات الحرارة في خوزستان. والسبب ندرة الأمطار وانخفاض مستوى سطح المياه في الأنهار… والطريف أن المسؤولين لا يعلمون شيئًا عن الموضوع. لقد توجهت إلى إلى مبنى وزارة الداخلية وحذرنا من تعرض المدينة لأزمة واضطرابات، فاتهمونا بالمبالغة إذ لم تصلهم أي فاكسات من المدينة… وفي تمام الثانية عشر ظهرًا وصلت الأخبار بشأن إرسال تعزيزات أمنية للمدينة، ولقى ثلاثة أشخاص مصرعهم في المواجهات مع قوات الأمن في حين اُلقى القبض على 200 – 300 شخص معظمهم تحت 18 عامًا”.

أسباب الأزمة وتداعياتها..

تعاني “خوزستان” من أزمة المياه منذ أشهر، وسط تجاهل من الحكومة الإيرانية رغم تحذير المختصين في مجال البيئة من كارثة إنسانية وبيئية، بسبب بناء السدود ونقل المياه؛ ليست فقط إلى المدن الإيرانية كـ”أصفهان”، وإنما إلى دول الجوار أيضاً كـ”العراق” و”الكويت”.

وقد تسبب انتقال مياه الأنهار الاحوازية إلى تصحر المناطق وارتفاع درجة الحرارة بشكل غير مسبوق وانتشار أمراض الخطيرة.

ينقل (راديو الغد) الأميركي الناطق بالفارسية؛ عن “غيري لويس”، مبعوث الأمم المتحدة المقيم لبرنامج التنمية في إيران، قوله: “تحول نقص المياه في إيران إلى أحد أهم تحديات الأمن البشري في إيران”.

وقد ساهمت أزمة نقص المياه، التي تعيشها إيران، في انتشار مشاريع نقل المياه بين المحافظات الإيرانية، الأمر الذي سبب في اندلاع المظاهرات والمواجهات بين المواطنيين والقوات الشرطية خلال العام الماضي. ففي “خوزستان” نظم المواطنون المظاهرات المتكررة اعتراضًا على نقل مياه ينابيع “كارون” إلى محافظة “أصفهان”.

وعزت “نجمة جمشيدي”؛ أسباب نقص المياه إلى فشل الموارد المائية الإيرانية خلال العقود الأخيرة إدارة الأزمة، ما تسبب في جفاف مئات البرك والأنهار والبحيرات. وقالت، حسبما نقلت صحيفة (القانون) الإيرانية، المقربة من التيار الإصلاحي: “يعتبر الماء حاليًا أقل العناصر الطبيعية قيمة بالنسبة للإيرانيين، لأنهم يهدرون بلا قلق أو خوف هذا المصدر الحياتي دون تفكير في العواقب”. ويعتقد معظم الخبراء في تضافر عدد من الأسباب في أزمة المياه منها: تراجع معدلات الأمطار، وبناء السدود بشكل غير مدروس، ومشاريع نقل المياه، والهدر داخل محطات المياه المتآكلة.   

وفي تعليقه على تداعيات شح المياه على قطاع الزارعة قال “محمد رضا جعفري”، الناشط في مجال البيئة، في حوار إلى صحيفة (الشرق) المحسوبة على التيار الإصلاحي: “بعد إنحسار مستوى المياه في نهر أروند، تم تجفيف الأنهار في المنطقة خوفًا من اختلاط الماء المالح إليها، الأمر الذي ترتب عليه نقض في محاصيل “البلح والليمون والزيتون والبامية” وغيرها من المحاصيل الزراعية، وهو ما دفع الكثير من الفلاحين إلى هجرة هذه المناطق”.

بدوره قال رئيس الغرفة التجارية بمدينة “عبادان”: “تعطلت جميع الأنشطة الزراعية، والموظفون يطلبون الانتقال إلى مدن أخرى، وقد شاهدنا موجة من الهجرات البشرية للمحافظات المجاورة. وفقدت المصانع قدرتها على الإنتاج بسبب ملوحة المياه، ولم يعد المواطن يثق في تصريحات المسؤولين”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب