10 أبريل، 2024 8:19 م
Search
Close this search box.

يتغذى على الإنكار والتجاهل .. “زنا المحارم” سرطان أسود ينهش جسد المجتمع الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

مطلع العام الشمسي الجاري؛ اعتدى شخص على طفلته الرضيعة؛ ما أدى إلى وفاتها، وكتبت صحيفة (شرق) الإيرانية، آنذاك: “في آذار/مارس الماضي؛ جلبت سيدة ابنتها، البالغة من العمر عام ونصف، إلى المستشفى في حالة إعياء شديدة، وبعد الفحص اكتشف الأطباء الجريمة الوحشية، حيث تعرضت الفتاة للاعتداء الجنسي على نحو كارثي، ما أدى إلى نزيف داخلي. وعلى الفور أخطرت إدارة المستشفى قسم الشرطة. وبسؤال السيدة عن المعتدي على الطفلة ؟.. قالت: لا أعلم من فعل ذلك، لكن الفتاة كانت مع والدها. وبناءً عليه تم استجواب الأب، الذي أنكر كل شيء في البداية، قبل أن يعترف بارتكاب الجريمة”.

الطفلة “ساناز”، ليست أول ضحايا زنا المحارم، وإنما يتعرض، سنويًا، عدد كبير من الأطفال في ظل إنكار ظواهر العنف الأسري، للاعتداء الجنسي من: “الآباء، الأشقاء، والأقارب”، ويتحملون هذا العنف مدة سنوات في صمت وألم.

وقبل أيام؛ نشرت بعض وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي؛ عن حادث تعرض إحدى الفتيات المعاقات ذهنيًا لاعتداء وحشي من والدها وشقيقها. وتعيش الفتاة في إحدى دور الرعاية الاجتماعية، وتعرضت، في آخر زيارة، للاعتداء الجنسي.

ووفق تقارير مواقع التواصل؛ تعاني “ليلا”، مرض عقلي وقد أودعتها أسرتها دار الرعاية الاجتماعية، قبل سنوات؛ بسبب عدم القدرة على رعايتها. وأحيانًا كانت الأسرة تراجع ابنتها، في دار الرعاية، ويعودون بها إلى المنزل مدة أيام.

لكن الفتاة، المعاقة ذهنيًا، تعرضت في آخر زيارة لاعتداء مرير (!)، ولاحظ الأخصائيون في الدار تغير سلوك الفتاة بعد عودتها من المنزل، حيث كانت تبكي باستمرار وترفض الكلام مع أي أحد، حتى أطلع أحد الأخصائيين على القصة بعد أن تمكن من حثها على الكلام، بعد أيام من الصمت !. بحسب “ستاره لطفي”، في صحيفة (همدلي) الإيرانية.

زنا المحارم أكثر أنواع العنف الأسر سرية !

زنا المحارم؛ هو أسوأ أنواع العنف الأسري وأكثرها سرية، وهو ليس فقط من المحظورات، وإنما تنكره الثقافة الأسرية والحكومية.

وإنكار هذا العنف؛ أفضي إلى نموه بشكل سري في المجتمع، بل أضحى المعتدون أكثر وقاحة في القيام بهذه الجريمة. كما أسفر إنكار هذا الموضوع؛ عن إخفاء تبعات أضرار هذه الكارثة، من منظور الساسة والمثقفين، بحيث لا يُصنف هذا النوع من العنف ضمن الأمراض الاجتماعية ولا يحظى بالاهتمام.

وهذه التبعات الكثيرة السرية؛ بلغت مرحلة أن أغلب الحوادث يتم اكتشافها بعد سنوات على وقوعها، حيث تدمر آثار العنف النفسية حياة المتضررين بشكل كامل. وفي بعض الحالات يعجز المتضرر عن طرح تفاصيل الحادث، حتى بعد مرور سنوات.

ويُعتبر زنا المحارم من المحظورات في عرف المجتمع الإيراني، بحيث لا يستطيع حتى الخبراء الحديث عنه.

إنعدام الإحصائيات الرسمية..

تسبب إنكار، زنا المحارم، في الحيلولة دون نشر أي إحصائيات رسمية عن مثل هذا النوع من عمليات العنف المنزلي.

وإنعدام الإحصائيات والإنكار؛ يُزيد من صعوبة عمل النشطاء في هذا المجال، من جهة أخرى، في مثل هذه الأجواء يساعد، زنا المحارم، في زيادة صعوبة الأمر على المتضررين.

والإحصائيات الحكومية المنشورة تعود، للعام 2016م، حيث نشر موقع (منتدى شباب المراسلين)، عن أحد الشباب، (مجهول الهوية)، نقلًا عن رئيس “منتدى الأمراض الاجتماعية”، قوله: “لدينا ملف من (5200) قضية تتعلق بزنا المحارم”.

وهو الخبر الذي لم يحظى، على خطورته، بالاهتمام. وقبل ذلك، وتحديدًا بالعام 2013م؛ أكد “بري ميربك”، مستشار محافظ “خراسان”، وقوع عدد (18) حالة اعتداء جنسي أبوي على فتيات لم تتجاوز أعمارهن الرابعة عشر.

ومن الوقائع المؤلمة المتعلقة بزنا المحارم؛ هي زيادة عدد اعتداء الآباء على بناتهم أكثر من اعتداء الإخوة على الأخوات، وذلك لأن القانون يعتبر الأب هو الوصي، ويصعب قانونيًا معاقبة الأب المعتدي.

التعتيم لا يحل المشكلة..

تقول “ليلا أرشد”، الناشطة في مجال حقوق النساء والأطفال: “زنا المحارم؛ موجود في كل دول العالم، لكن تزداد الظاهرة في مجتمعات تعاني كثرة القيود.. وأنا أنشط في هذا المجال، منذ 25 عامًا، ويجبروننا على السكوت كلما طرحنا هذا الموضوع؛ يقال لنا: صمتًا.. ومن البديهي طالما تنتشر مثل هذه الثقافة أن يتعرض أبناءنا باستمرار للاعتداء الجنسي. وبالتالي لا يمكن حل المشكلة التي تتنفس في المجتمع بالصمت والتعتيم، وإنما لابد من اتخاذ إجراءات”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب