7 أبريل، 2024 2:36 م
Search
Close this search box.

يترجمه “عنف الشارع” .. المجتمع الإيراني يشتعل غضبًا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

النزاعات والمصادمات؛ أحد الأضرار الاجتماعية الأساسية في المجتمع الإيراني، وتُنتج الكثير من التبعات السلبية، أسوأها القتل وجرائم الشوارع أو الأسرية.

والواقع أن نعيش في مجتمع يموج بالعنف، بحيث لم تُعد العلاقات بين الأفراد تمتاز بالمودة واللطف. ولا أدل على ذلك من تسجيل أكثر من 17 ألف حالة نزاع في الدولة. وكذلك تؤكد إحصائيات الطب الشرعي عنف المجتمع.

وكانت “منظمة الطب الشرعي” قد أعلنت، مؤخرًا، أحدث إحصائيات مراجعة الرجال والنساء في “إيران”، “مراكز الطب الشرعي”، خلال الربع الأول من العام الجاري، وتثبت هذه الإحصائيات أن أوضاع العنف والنزاع في الدولة ما تزال مقلقة. بحسب صحيفة (همدلي) الإيرانية الإصلاحية.

“طهران” الأعلى عنفًا !

وبموجب هذه الإحصائيات؛ فقد بلغ عدد الذين راجعوا مراكز الطب الشرعي، خلال الربع الأول من العام الفارسي الجاري، 215 ألف و643 مصاب شجارات، بزيادة نسبة 4% عن الفترة ذاتها من العام الماضي.

في غضون ذلك؛ حلت محافظة “طهران” على رأس قائمة المحافظات الأكثر مراجعة للطب الشرعي، بتسجيل 36 ألف و142 حالة شجار، في حين احتلت محافظة “إيلام” المرتبة الأخيرة؛ بتسجيل 1088 حالة.

ويتضح للجميع أن هذه الإحصائيات مرعبة وتستدعي تدخل خبراء علم النفس وعلم الاجتماع. ويجدر الإنتباه لمسألة أن هذه الإحصائيات الصادرة عن “منظمة النظام الطبي”، إنما ترتبط فقط بحالات مراجعة الطب الشرعي، لكن لو نريد مراجعة إحصائيات حالات الشجار السطحية، حيث يرفض طرفي النزاع مراجعة الطب الشرعي، فسوف يكون العدد بلا شك أكبر بكثير.

ونظرة بسيطة على إحصائيات الشجار في الدولة، ومقارنتها بالأعوام السابقة أو بعض الدول الأخرى، فسوف تتبادر إلى الأذهان الكثير من الأسئلة على شاكلة: لماذا تزداد معدلات العنف في المجتمع الإيراني؛ وبخاصة العاصمة بشكل ملموس ؟.. ماذا حدث للإيرانيين، بحيث يسارعون إلى الاستفادة من اللكمات للتعامل مع أبسط تعارض حتى وإن كان فكريًا بدلاً من الحوار ؟..

من الاجتماعية إلى السياسية.. تنوع أسباب تنامي العدوانية في المجتمع..

وقد تابعنا مرارًا أو سمعنا في وسائل الإعلام عن تحول موضوع بسيط، كاختلاف وجهات النظر بشكل جزئي أو حتى مكان ركن السيارة، إلى مشكلة بين شخصين تأخذ شكل الدم وتنتهي بوفاة أحد الطرفين.

وكثيرًا ما يُطلق خبراء علم النفس والأضرار الاجتماعية ناقوس خطر إزدياد وتيرة العنف والصراعات في الدولة.

وبحسب العلماء والدراسات العلمية؛ ثمة الكثير من العوامل المختلفة التي تؤثر على سلوكيات الأفراد في المجتمع، لكن تنبع جذور العنف والشجارات بالأساس من المشكلات العصبية والنفسية الناجمة عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية وإنعدام الرفاهية والسرور. بعبارة أخرى، ليس العنف سمة ذاتية في الأفراد، وإنما هو عارض خارجي يجبر الشخص تلقائيًا على إرتكاب العنف.

وملامح مجتمعنا الحالية تؤكد إعتلال الروح الجمعية للمجتمع. إذ يحمل أغلب الأفراد معهم جبلاً من الغضب. وأحيانًا ما ينهار هذا الجبل داخل الأسرة، أو في الشوارع والمعابر (!)..

ولذلكم؛ وكما يقول الخبراء: يعاني معظم أبناء الشعب من خلل نفسي، (العدوانية)، وينعكس هذا الكم من العنف على المجتمع. وحين يتحول الهيكل المجتمعي إلى العنف، تتأثر علاقات الأفراد وتكون إنعكاسًا لذلكم الهيكل.

والحقيقة أن العنف ظاهرة مستنسخة تتصل بالعنف الأسري بالمجتمع. ومن جهة أخرى، يقوي العنف الأسرى معايير العدوانية في المجتمع. بمعنى آخر، يتحول العنف داخل الأسرة والمجتمع إلى سلسة دائرية تعمل باستمرار على تقوية وتدعيم بعضها البعض.

وبغض النظر عن الشجارات النابعة عن الاختلاف، تنشأ معظم الشجارات خلال اليوم عن اختلافات فورية على شاكلة مكان ركن السيارة، الأسبقية، الجلوس في الأتوبيس والمترو وغيرها، وهي خلافات يمكن حلها بالحوار، لكن بالعادة يفضل معظم الإيرانيون، بسبب ضعف مهارة الحوار، إلى الشجار لإنهاء المشكلة.

وربما يُجدر القول: إن ضعف مهارة الحوار، لحل المشكلات، لا يقتصر على العامة من الإيرانيين فقط، وإنما هي مشكلة تؤرق بعض المسؤولون فلا يكونون على استعداد للحوار مع القوى الكبرى والدول التي تختلف معنا سياسيًا أو إيديولوجيًا، ولذلك يصرخون في الشوارع بشعار (الموت لهم).

ونحن نردد شعار “الموت”، الذي هو رمز العنف والكراهية، في الميادين وخلال المناسبات المختلفة حتى تعتاد أسماعنا على العنف والكراهية أكثر من ذي قبل. ومؤكد لا تقتصر ألفاظ الكراهية على الدول المنافسة فقط، وإنما يستخدمها بعض المسؤولون والسياسيون في مخاطبة التيارات السياسية المنافسة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب