25 أبريل، 2024 7:17 ص
Search
Close this search box.

“يا رايح وين مسافر” .. “رشيد طه” يشد الرحال إلى العالم الآخر تاركًا بطاقة إقامة في قلوب جماهيره !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – بوسي محمد :

فجع الوسط الغنائي في الوطن العربي بخبر وفاة المطرب الجزائري العالمي، “رشيد طه”، وشكلت وفاته المفاجئة صدمة كبيرة لدى معجبيه وجمهوره، الذي يمتد إلى بلاد ما وراء البحار. متأثرًا بأزمة قلبية أثناء نومه.

“رشيد طه”.. صاحب الشعبية الجارفة، لم يقف عند حدود الجغرافيا ولم تمنعه حدود وطنه من الوصول إلى مختلف بقاع الأرض، فظل مخلصًا لفنه لم يلتفت إلى جمع المال، ولم يسير وراء الموجات الغنائية المتتابعة والمتتالية لإثارة الإعجاب، وإنما أجبر العالم الغربي على احترام “الموسيقى الجزائرية”، فهو يعتبر من الفنانين المهاجرين الذين ساهموا في نشر ثقافة الأغنية الجزائرية في “فرنسا”.

وقد عثرت الشرطة الفرنسية على “طه” في منزله في “باريس”، ميتًا متأثرًا بأزمة قلبية أثناء نومه أودت بحياته، عن عمر يناهز 59 عامًا، لتنهي مسيرة فنية حافلة بالإنجازات.

نجح الفنان، “رشيد طه”، عبر سنوات عمره، أن يضع نفسه في قالب خاص به، ليحفر اسمه في أذهان الجمهور والأجيال الجديدة والمتعاقبة، سواء كان حيًا أو ميتًا، حيثُ ترك ورائه إرث غنائي ضخم لطالما ولا يزال يزلزل وجدان جمهوره العريق.

رغم صعوبة “اللهجة الجزائرية” على المتلقي العربي، غير الجزائري، إلا أنه أغانيه كانت دائمًا تحتل الصدارة، بنوعية الموسيقى التي يستعين بها، وصوته الرصين الذي يدخل قلوب كل مستمع دون استئذان.

رشيد طه” مسيرة فنية حافلة بالإنجازات..

يعتبر “رشيد طه” من أشهر مغنيي “الروك”، فنجح في مزج أغاني “الروك” مع “الموسيقى العربية”.

يحفل سجله الغنائي بالعديد من الأغاني الناجحة؛ منها (برة برة)، من ألبوم صنع في المدينة لدخولها في فيلم (بلاك هوك داون ولعبة فار كري 2)، وأغنية (روك القصبة)؛ التي غناها بالعربية مع أعضاء فرقة “ذا كلاش”، وأغنية (عبدالقادر) من ألبوم (1 2 3)، و(شموس)؛ مع “الشاب خالد” و”فوضيل”، عام 1998، في “فرنسا”، وأغنية (يا منفي)، وألبوم (ديوان)؛ الذي ضم أفضل الأغاني الجزائرية، وألبوم (تيكتوي)، وألبوم (ديوان 2)، وألبوم (أوليه أوليه)، وألبوم (ديوان2)، وألبوم (bonjour)، وفي عام 2013، أطلق ألبومه الجديد بعنوان (Zoom)؛ ضم فيه 9 أغاني جديدة وأغنيتان بتوزيعات جديدة؛ هما (فولا فولا)، و(زوبيده) التي سامها في ألبومه الجديد جميلة.

وتعتبر أغنية (يا رايح وين مسافر تروح تعيا وتقولي)؛ بوابه عبوره إلى النجومية، فهي بداية التعارف الحقيقي بينه وبين الجمهور. فقد لفتت الأغنية أنظار العالم نحو مطرب شاب جديد من بلاد “الجزائر” الشقيق.

أغانيه تحمل قضايا سياسية..

لم ينظر للفن بأنه مادة لجلب المال أو وسيلة لكسب الشهرة، فكان مؤمن أن الفن رسالة وكان يتعامل معه على هذا النحو، يمكن من خلالها دق ناقوس الخطر نحو قضايا معينة، فأغانيه تحمل معنى وفكرة، حيثُ شرح من خلال موسيقاه العديد من القضايا، التي تواجهها المجموعات المهاجرة؛ مثل “العنصرية” و”الفقر”، وغيرهما من “التهميش” والأمور الأخرى التي أصبح يواجهها العربي والمسلم.

حاول “طه”، في البداية، تقديم “الروك العربي” مع مجموعته بإيقاع “موسيقى الراي الجزائرية”، وفي عام 1990، بدأ يعمل منفردًا وأدخل الرقص إلى موسيقاه.

وفي عام 1996، أطلق (أوليه أوليه)، ثم ألبوم (صنع في المدينة)، عام 2000، الذي سجله في “باريس” و”لندن” و”مراكش”، كما غنى أغنية (عبدالقادر يا بوعلام)، في عام 1999، مع “الشاب خالد”، و”الشاب فضيل”، في حفل كبير بـ”باريس”، وحقق الألبوم مبيعات كبيرة في “فرنسا” و”أميركا” و”الوطن العربي”.

حياة شاقة آخرها باقة ورود..

لم تكن حياة “طه” مفروشة بالوروود.. وإنما واجه العديد من الصعاب في بداية طريقه الفني، فهو يعتبر من الجيل الأول من المهاجرين الجزائرين الذين استقروا في “فرنسا” مع عائلته في ستينيات القرن الماضي.

عمل في البداية “نادل” في المطاعم والمصانع، وبعد ذلك شكل مع مجموعة من أصدقائه فرقة موسيقية سموها، “بطاقة إقامة – Carte de Séjour”، تعزف الموسيقى في النوادي الصغيرة.

تم اختياره من قِبل المجلة الفرنسية (غلاماغ)، الرجل الأكثر جاذبية في العالم، في عدد آذار/مارس عام 2013، من خلال تصنيفها السنوي الذي تجريه على أكثر 100 رجل جاذبية في العالم.

عانى “طه” كثيرًا من “العنصرية” في “فرنسا”، فكان دائمًا ما يقول أن “العرب” غير محببون في بلاد الغرب، ودائمًا ما ينعتوهم بالإرهابيين، فناقش تلك القضايا في أغانيه لإيصال صوته للعالم.

أحال الموت دون تحقيق حلم “طه” الأخير، وهو إصدار ألبومًا جديدًا في شهر شباط/فبراير المقبل، وكان مقررًا إقامة عرض في “أوبيرا ليون”، في أيلول/سبتمبر الجاري، ولكن الموت كان أسرع من حلمه، ليرحل “رشيد طه”، تاركًا إرثًا فنيًا ضخمًا للأجيال الحالية والمتعاقبة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب