16 أبريل، 2024 3:21 ص
Search
Close this search box.

“ياليتزا أباريتشيو” بطلة فيلم “روما” : ردود الفعل حول “كليو” لا تقدر بثمن وتكفيني عن الـ”أوسكار” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – بوسي محمد :

قديمًا كان دور، “الخادمة”، أكبر من تنظيف المنزل وإعداد الطعام، كما نراه الآن، فحسب، وأنما كانت “الأم الثانية” التي ترعى وتحابي وتربي، ليصبح وجودها لازمًا في المنزل، الذي يتأثر إذا غابت هي لحظة عنه.. وهذا هو ما حدث مع المخرج والكاتب والسيناريست، “ألفونسو كوران”، من مواليد “مكسيكو سيتي”، درس السينما في “المركز الجامعي للدراسات السينمائية”، وترشح لـ 6 جوائز “أوسكار”؛ من بينها “أفضل سيناريو أصلي”، “أفضل سيناريو مقتبس”، و”أفضل مونتاج”، وهو أول مخرج مكسيكي يفوز بجائزة “أوسكار” أفضل إخراج. تأثر بالخادمة، “كليو”، التي كان يحبها كثيرًا وهو طفل صغير.

كان يرى، “كوران”، خادمته، نموذج مثالي انقرض وسط إنعدام الإنسانية التي تعاني منها المجتمعات الآن، فقرر أن يشارك قصته مع “كليو” الجمهور، واستعرض حميمية هذه العلاقة الخاصة في فيلمه الجديد (روما)، الذي حصد جائزة “الأسد الذهبي” من “مهرجان فينيسيا السينمائي” 2018.

يروي الفيلم قصة، “كليو”، شابة من سكان “المكسيك” الأصليين، تم إرسالها من جانب عائلتها، التي كانت تقطن معهم في غرفة واحدة في ريف “المكسيك”، إلى “روما”، حي يقع في “Cuauhtémoc” في “مكسيكو سيتي”، لهذا سمي الفيلم بهذا الأسم، للعمل خادمة لدى عائلة صغيرة من الطبقة المتوسطة، المكونة من الأم، “صوفيا”، وأربعة أطفال، تتوائم مع غياب زوجها، في حين تواجه، “كليو”، أخبار مدمرة خاصة بها، تصرفها عن رعاية أبناء “صوفيا”، الذين تحبهم كما لو كانوا أطفالها، بينما تحاول أن تبني أحساس جديد بالحب في ظل سياق اجتماعي تراتبي تتشابك فيه الطبقة الاجتماعية والعرق بشكل متعاكس، تتصارع كل من، “كليو”، و”صوفيا”، بهدوء مع التغيرات التي تتسلل إلى منزل العائلة في بلد تواجه مواجهة بين ميليشيات تدعمها الحكومة ومتظاهرين من الطلاب.

أمضى “ألفونسو كوارون”، سنوات عديدة للبحث عن ممثلة تتمكن من أداء شخصية، “كليو”، حتى وجد “ياليتزا أباريشيو”، شعر أنها أجدر شخصية تستطع القيام بدور، “كليو”، نظرًا لما تتمتع به من ملامح فطرية معبرة؛ إلى جانب الحزن العميق الذي يضيف لبريق عينيها سحر خاص.

بأداء منقطع النظير، وإحساس عالِ، نجحت “أباريتشيو” إقناع الجمهور بشخصية، “كليو”، التي أصبحت بين ليلة وضحاها نموذج مثالي يُحتذى به في الإخلاص والتفاني في العمل. وهو ما أشارت إليه التوقعات حول فوز “أباريتشيو” بجائزة “الأوسكار” لهذا العام.

يعتبر فيلم (Roma) تحفة فنية، أبدع فيها “ألفونسو كوارون” بريشته للخروج بها بهذا الشكل الذي جمع بين الإنبهار والشجن، ويعتبر أداء “أباريتشيو” مدهشًا، حسبما وصفهما الكاتب البريطاني، “Simon Hattenstone”، في حواره مع بطلة الفيلم “ياليتزا أباريتشيو”، الذي نُشر في صحيفة (الغارديان) البريطانية.

تم تصوير الفيلم بالأبيض والأسود، لأن القصة تدور في أوائل السبعينيات من القرن الماضي. إن قصة (روما)؛ هي قصة طفولة “كوارون”، وهو فيلمه بالكامل، حيثُ تولى كتابته، وإخراجه، وتحريره وكذلك إنتاجه.

قال الكاتب، “سيمون”، أنه عندما رأى “أباريتشيو”، البالغة من العمر 24 عامًا، في “لندن”، تفاجأ بمدى شبابها وبريقها. عكس “كليو” التي تبدو متعبة للغاية في العالم. لافتًا إلى أنها نجمة سينمائية بكل المقاييس.

وأوضح “سيمون”؛ أنه أستعان بمترجم، في إجراء حوار خاص معها، لأنها لا تتحدث سوى اللغة الإسبانية. وإلى نص الحوار…

ظننت في البداية أن الأمر مجرد خدعة في الإتجار..

“سيمون” : كيف جاء ترشيحك لبطولة فيلم (روما) ؟

“أباريتشيو” : كنت أعلم أن هناك مخرج يدعى، “ألفونسو كوارون”، يبحث عن فتاة تبلغ من العمر (24 عامًا)؛ لأداء شخصية خادمة تًدعى، “كليو”، إذ أمضى عمرًا يبحث عن فتاة جيدة حتى يأس من العثور عليها.. لأنه كان مصممًا على إبداء شخصية لا تبدو فقط مثل “كليو رودريغيز”، خاصة أنها كانت ذات طبيعة مماثلة، فأرسل “جيوش مديري التمثيل”، لأول مرة إلى “مكسيكو سيتي”، ثم إلى ولايتي “أواكساكا” و”فيراكروز”.

حتى جاء الفريق إلى بلدة “تلاكسياكو” الجنوبية، “أواكساكا”، وهي الولاية نفسها التي ترعرعت فيها، “كليو”، والتي تبعد بالسيارة بثماني ساعات عن “مكسيكو سيتي”.

لم أكن أسمع بصانع الأفلام من قبل، لذا كنت حذرة وقلقة من حضور الاختبار لأنني ظننت أنها قد تكون خدعة في الإتجار. ولكن عندما اكتشفت أن المخرج أكثر السينمائيين شهرة في “المكسيك “، تحمست للموضوع جدًا.

شعرت بأن المسؤولية كبيرة عليَ !

“سيمون” : وكيف شعرتِ، بعد إجتيازك الاختبار بنجاح، حتى أقتنع “كوارون” بكِ وقرر أن يسند العمل لكِ ؟

“أباريتشيو” : كنت سعيدة جدًا.. ولكنني توترت في ذلك الوقت، لأنني شعرت أن المسؤولية كبيرة عليّ، لأنني لم أكن أعلم ما إذا كُنت سأستطع تنفيذ ما يطلبه مني “ألفونسو”.

“سيمون” : هل شعرت بالخوف بعد قراءة السيناريو ؟

“أباريتشيو” : شعرت بالمسؤولية.. لأن “كليو”، ليست خادمة عادية، وإنما هي حالة إستثنائية تُكرس حياتها بالكامل لرعاية أطفال ليسوا أطفالها، يتم استغلالها بلا رحمة – إلى الأبد في خدمتهم.

مثلما رأينا، في أحد المشاهد، التي تظهر العائلة وهي تجلس أمام التلفاز لمشاهدة المسلسل التليفزيوني. تجلس بجوارهما بعد قضاء يوم شاق. وعندما ترتاح للمرة الأولى في ذلك اليوم، تطلب صاحبة المنزل من “كليو” الحصول على كوب من الشاي لزوجها. فكان جسدها ينحني بالفعل من عبء العمل.

وعندما تحاول البحث عن الحب؛ تقع في حب رجلاً يهوى فنون القتال ويهوى أيضًا الكذب والخداع، فعندما أخطرته بأنها حامل تركها وتخلى عنها، فوجدت نفسها وحيدة وتائهة لا تعرف ماذا تفعل ؟.

أوجه شبه متعددة..

“سيمون” : “كليو”، في الفيلم، هي نبض القلب في المنزل.. هل وجدت أوجه تشابه بينكما ؟

“أباريتشيو” : هناك العديد من أوجه التشابه بيننا، حياتي تشبهها كثيرًا، فكلانا من أسرة فقيرة، وكنا نرغب في الذهاب إلى “مكسيكو سيتي” لتحسين المستوى المعيشي.

وفي إخلاصها وحبها للآخرين.. فـ”كليو” إعتادت على أن تساعد أمها، وكانت غير مهتمة بالإنغماس بنفسها بالمال الذي قد تجنيه من الفيلم. أولوياتها في الحياة هي مساعدة والدتها، وبعد ذلك نفسها.

“سيمون” : الفيلم أظهر مجتمع “المكسيك” بأنه ذكوري قاهر للمرأة.. هل هذا حقيقي ؟

“أباريتشيو” : نعم.. وغالبًا ما تُترك النساء يتحملن عبء المسؤولية. “كليو” ليست شخصية من وحي الخيال، فهي تشبه العديد من النساء في “المكسيك” غير المرئيات، فهن دائمًا في المنزل، يعتنين بالأطفال.

القوة في مواجهة المعاناة..

“سيمون” : رغم المعاناة والآم؛ لكن “كليو” طوال الوقت كانت قوية.. هل هناك رسالة ضمنية أردتِ إيصالها ؟

“أباريتشيو” : الحياة صعودًا وهبوطًا.. ولكن يجب أن لا تستسلم أبدًا، يجب أن تحاول دائمًا المضي قدمًا. أود أن أقول، من خلال الفيلم، إن الأمر يتعلق بمجموعة من النساء يعملن معًا للتغلب على مصاعب الحياة، ودعم بعضهن البعض، الذي يحل كل مشكلة تأتي إلى أسرهن وعلى نحو فردي، وهذا في النهاية يجعلهن أقوى.

“سيمون” : هل تتفقين مع تصريح “صوفيا”، في الفيلم، بأن المرأة دائمًا ما تكون وحدها في النهاية ؟

“أباريتشيو” : نعم فعلاً.. حتى عندما يتحدث الناس نيابة عنك، لن يحلوا مشاكلك أبدًا، لذلك.. في النهاية، تجد نفسك وحيدًا، يجب عليك التوقف عن التفكير في ما يفكر فيه الأشخاص أو يقال، لأنه في نهاية المطاف لن يوفر لك الدعم.

يجب على الممثل أن يكون مثال يحتذى به..

“سيمون” : ترددت أنباء مؤخرًا حول ترشيحك بقوة للفوز بـ”أوسكار” أفضل ممثلة عن فيلم (روما).. ما تعليقك ؟

“أباريتشيو” : يبدو ذلك إيجابيًا، ولكن حتى أكون صادقة معك.. أشعر بالإمتنان لكل ما تمكنت من رؤيته، والأماكن التي زرتها، ولا سيما رد الفعل الإيجابي الذي شُعرت به تجاه الفيلم. هذا يكفي بالنسبة لي.

“سيمون” : هل تعتبرين نفسك في المقام الأول كممثلة أولى ؟

“أباريتشيو”، بعد تفكير طويل أجابت، قائلة: قبل أن يقول الفنان على نفسه أنه الممثل الأول، يجب أن يكون مثالاً يحتذى به، وأعتقد أنني فعلت هذا في (روما).

لا أعتقد أنني ممثلة.. لأنني لم أدرس كممثلة، لكنني لا أعرف ما الذي سيقوله الناس.

“سيمون” : بعد نجاح فيلم (روما).. هل هذا عظم من المسؤولية المُلقاة على عاتقكِ في اختيار أفلام جيدة ؟

“أباريتشيو” : نعم.. وأخشى أيضًا، لأنني لا أعرف كيف سيكون العمل مع مديرين آخرين. أعتقد أن كل واحد منهم لديه طريقته الخاصة في العمل.

“سيمون” : متى يعرض الفيلم على شبكة (نتفليكس) ؟

“أباريتشيو” : سيبدأ عرض الفيلم على (Netflix) اعتبارًا من 14 كانون أول/ديسمبر 2018.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب