وكالات- كتابات:
أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية؛ بأن الكيان الإسرائيلي، يدّرس خيار احتلال “قطاع غزة” بالكامل، بعد نحو عامين من العدوان عليه والاشتباك مع حركة (حماس)، وسط نقاش داخلي حاد حول الجدوى والتبعات.
وبحسّب الصحيفة؛ يرى محللون إسرائيليون أن: “التقدّم العسكري لن يكون صعبًا، في ظل سيُطرة الجيش على نحو: (75%) من القطاع، وتراجع قُدرة (حماس) على المواجهة المنظمة”، لكنهم يحذّرون من أن التحديات الحقيقية تبدأ بعد الاحتلال، مع مسؤولية إدارة حياة مليوني فلسطيني وسط دمار واسع.
“كلفة باهظة ومسؤوليات مدنية”..
ووفق دراسة أعدّها البروفيسور؛ “إستيبان كلور”، من الجامعة العبرية، ونقلتها (وول ستريت جورنال)، قد تصل كلفة الاحتلال إلى: (35) مليار شيكل؛ (نحو 10 مليارات دولار)، سنويًا لتغطية رواتب الجنود والخدمات المدنية، ما يُشكّل نحو: (2%) من الناتج المحلي الإسرائيلي، وأضاف أن هذه التقديرات لا تشمل كلفة إعادة إعمار البُنية التحتية المدمّرة.
وتُشير الصحيفة الأميركية؛ إلى أن “إسرائيل” كانت قد أدارت “غزة” عسكريًا من عام 1967 حتى 2005، عبر الاعتماد على ضرائب محلية، لكن الصحيفة تنقل عن “كلور”، أنّ تكرار هذه التجربة بات غير ممكن بسبب انهيار اقتصاد “غزة” بعد الحرب.
“الاحتلال قد يُعزّز المقاومة”..
وبحسّب (وول ستريت جورنال)؛ لا يوجد إجماع بين المحللين الأمنيين على أن الاحتلال سيقضي على (حماس)، بالمقابل، يرون أنّ مقاتلي الحركة الذين خاضوا الحرب بملابس مدنية ومن داخل المناطق السكنية، قد يواصلون تكتيكات حرب العصابات، ما يُعرّض القوات الإسرائيلية الدائمة في “غزة” للاستنزاف.
ويُخشى أيضًا من أن تؤدي هذه الخطوة إلى غضب دولي واسع، خاصة مع المطالب المتَّكررة بوقف الحرب فورًا.
وتُضيّف الصحيفة؛ أنه حتى الآن، امتنع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذّ عمليات برية واسعة في المناطق المكتظة بسبب وجود أسرى، في حين يخشى منتقدّو خطة الاحتلال من أن تتسبب العمليات بقتل الأسرى المتبقين، ما يُضعف موقف “إسرائيل”.
وفي السيّاق؛ قال المدير السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي؛ “أفنير غولوف”: “سيُزيد الأمر سوءًا، لست متأكدًا إلى أي مدى سيدعم المجتمع الإسرائيلي احتلال غزة بأكملها”.
“استطلاع رأي يُظهر انقسامًا في الآراء”..
أظهر استطلاع أجراه (معهد دراسات الأمن القومي) في “تل أبيب”؛ أن: (27%) فقط من الإسرائيليين يدعمون إقامة حكومة عسكرية في “غزة”، مقابل: (50%) يُفضّلون حكومة تكنوقراط باقتراح مصري، و(12%) فقط يؤيدون دورًا لـ”السلطة الفلسطينية”، وهو ما ترفضه الحكومة الإسرائيلية.
كما تنقل الصحيفة عن المسؤول العسكري السابق؛ “أمير أفيفي”، قوله إن الاحتلال الناجح يتطلب خطة لإعادة توطين السكان الراغبين في المغادرة إلى دول ثالثة، في إشارة إلى فكرة سبق أن طرحها الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”.
وذكرت (وول ستريت جورنال)؛ أنه رغم التأكيد على أن التوطين سيكون: “طوعيًا”، يرى منتقدون أن الدمار الشامل في القطاع يُشكّل ضغطًا غير مباشر على السكان لدفعهم نحو الرحيل.
وعلّق “أفيفي”: “إذا قرر معظمهم الانتقال إلى مكان آخر، فسيكون ذلك بمنزلة تغيير كبير”.