كتبت – آية حسين علي :
بعد فراق الأوطان وفقدان الأحبة وسط سعار الحروب والنزاعات.. يركب شباب عربي ومسلم البحر بحثاً عن فرص أفضل للعيش بحرية وكرامة.. يدفعهم الأمل في غد مشرق، بينما على الشاطئ الآخر تقبع صعوبات ومآسي ومصائر ترتبط بقوانين لا تقدر قيمة الإنسان.
ويتواصل مسلسل معاناة هؤلاء بعد الرحلات الشاقة للوصول إلى الشواطئ الأوروبية، لكنها لا تنتهي بالوصول إلى اليابسة، بل تبدأ مرحلة جديدة من النضال من أجل الحياة.
الوصول إلى أوروبا بداية معاناة جديدة..
يتجلى أحد أهم فصول هذا الكفاح في جزيرة “خيوس”، اليونانية المتاخمة للحدود التركية، التي باتت بركاناً مهدداً بالانفجار بسبب تزايد حدة التوتر بين اللاجئين أنفسهم، وسط الأعداد الكبيرة التي تنتظر الحصول على حق اللجوء.
وبعد عدة أشهر أصبحت المواجهات بين المهاجرين من جنسيات مختلفة بمخيمي “فيال” و”سودا” أمراً متكرراً.
وتتزايد شكاوى السوريين الذين يتعرضون للهجوم من قبل الشباب الأفغاني تقريباً كل ليلة.
مواجهات وصراعات..
رغم أن تواجد الشرطة كان كافياً في أغلب الأحيان للتخفيف من حدة المواجهات، إلا أن القوات الأمنية اليونانية اضطرت إلى التدخل لتفريق الفريقين المتنازعين في مخيم “فيال” ووقف التراشق بالطوب بينهما.
وأسفرت المواجهات عن إصابة 6 أشخاص، اثنان منهما جرحا بأسلحة بيضاء، كما تم إلقاء القبض على 12 آخرين، واختبأ العديد من اللاجئين في أماكن متفرقة بالجزيرة خوفاً من الاعتقال.
أوضاع سيئة للغاية..
من جانب آخر، تعتبر الأوضاع في مخيم “سودا” سيئة للغاية، حيث يمكث به مجموعة من المهاجرين القادمين من “الجزائر” و”المغرب”.
وقرر المجلس المحلي لجزيرة خيوس إغلاق المخيم منذ عدة أشهر، لكن نظراً لعدم وجود أماكن أخرى تأوي اللاجئين أصبح تنفيذ هذا القرار أمراً مستحيلاً.
ويشهد عدد الخيام تزايداً كبيراً حتى أنها وصلت إلى شاطئ بحر “إيجة” قبالة السواحل التركية.
تصرفات بعض اللاجئين الأفغان..
كما أن العلاقة بين ساكني المخيم لا تشهد أفضل حالاتها، ويشكون من أن اللاجئين الأفغان من الشباب يشربون الكثير من الخمر ويقيمون علاقات مع فتيات ويضايقون السكان المحليين، ويتورطون في أعمال سيئة للغاية.
ووفقاً لمصادر شرطية، فإن سبب التوتر يعود إلى طول فترة الانتظار وشعور اللاجئين بخيبة الأمل وهي بيئة مناسبة لنشوب معارك ومشاحنات، خاصة بين الشباب.
محاولات انتحار..
حاول أحد اللاجئين السوريين منذ أيام إضرام النار في نفسه لدى معرفته بمقتل أحد أقاربه جراء غارة في سوريا، لكن تدخل بعض اللاجئين في الوقت المناسب لينقذوا حياته.
كما حاول آخر تسلق سور قلعة خيوس، وهدد بالقفز كردة فعل على رفض طلبه باللجوء.
أعداد اللاجئين في تزايد..
انخفض عدد المهاجرين العالقين على السواحل اليونانية بعد قرار تقليل عدد المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي الموقع مع تركيا في 30 آذار/مايو عام 2016، والذي بمقتضاه يمكن ترحيل من يُرفض طلبهم باللجو، إلا أنه لا يزال عدد اللاجئين في “جزرة خيوس” في تزايد.
62 ألف لاجئ باليونان..
يتواجد حالياً 62 ألف لاجئ في الأراضي اليونانية، ويوجد في خيوس وحدها 3852 منهم.
ووفقاً للسلطات المعنية بالهجرة، فإن المهاجرين يفضلون هذه الجزيرة بسبب الشائعات التي تقول بأنه حتى الآن لم يفتتح بها مركز للترحيل.