20 أبريل، 2024 3:33 ص
Search
Close this search box.

ولاية “داعش” .. تحد جديد أمام “دوتيرتي” في الفلبين !

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – نشوى الحفني :

بعد إنحصار تنظيم “داعش” في العراق وسوريا، شق التنظيم طريقاً جديداً له داخل آسيا، مختاراً “الفلبين” كواجهة له ونقطة إنطلاق، فقبل أيام قليلة أعلنت المخابرات الفلبينية إن نحو 40 مقاتلاً جاؤوا من الخارج، وبعضهم جاء من دول في الشرق الأوسط، يقدر عددهم بين 400 و500 مقاتل اجتاحوا مدينة “ماراوي” في جزيرة “مينداناو” جنوب البلاد، من بينهم “إندونيسيين وماليزيين ومن باكستان والسعودية والشيشان وشخصاً واحداً يحمل جواز سفر تركي”، يقاتلون مع جماعة “ماوتي” المرتبطة بتنظيم الدولة “داعش”.

فيما أكدت وزارة الدفاع الإندونيسية في مؤتمر دولي حول الأمن، الأحد 5 حزيران/يونيو 2017، على ان لدى تنظيم “داعش” حوالي 1200 مقاتل في الفيليبين، بينهم أجانب يقدر عدد الاندونيسيين منهم بنحو أربعين شخصاً.

دعوات للتعاون الإقليمي..

بينما تدور معارك طاحنة بين الجيش الفيليبيني وإسلاميين بايعوا تنظيم “داعش” الإرهابي في جنوب الأرخبيل، دعا وزير الدفاع الاندونيسي “رياميزارد رياكودو” خلال “منتدى شانغري – لا” في سنغاورة إلى التعاون الإقليمي لمكافحتهم.

مضيفاً “رياكودو” أنه لمواجهة “هؤلاء المقاتلين الأجانب يجب أن نعتمد وسائل شاملة، لكن علينا إلتزام الحذر لأن هؤلاء هم آلات قتل، هدفهم هو قتل الناس لذلك من مسؤوليتنا أن يكون لدينا فهم شامل وتوافق وطرق عمل مشتركة لمكافحة هؤلاء المقاتلين الأجانب”.

“الفلبين” مركز الإستقطاب..

الخبير الأمني بكلية “إس. راجاراتنا” للدراسات الدولية، أكد على أن “تنظيم داعش يتقلص في العراق وسوريا ويتناثر في مناطق من آسيا والشرق الأوسط”. مشيراً إلى أنه من المناطق التي يتوسع فيها هي “جنوب آسيا والفلبين” التي تعتبر مركز الاستقطاب.

رسائل بين أعضاء التنظيم..

الخبير في شؤون الإرهاب المقيم في جاكرتا، “سيدني جونز”، قدم بعض الرسائل الحديثة المتبادلة في غرفة دردشة على تطبيق “تليغرام” للتراسل الذي يستخدمه أنصار “داعش”.

وفي إحدى هذه الرسائل كتب أحد المستخدمين يقول إنه في قلب مدينة ماراوي، حيث يمكنه رؤية أفراد الجيش “يركضون مثل الخنازير” و”دماؤهم القذرة تختلط بجثث القتلى من زملائهم”.

بينما طلب من آخرين في المجموعة، نقل هذه المعلومات لوكالة آنباء “أعماق”، الناطقة بلسان تنظيم “داعش”. في حين رد مستخدم آخر، قائلاً: “الهجرة إلى الفلبين.. الباب مفتوح”.

الإعلان عن عدة هجمات..

رودريغو دوتيرتي

للتأكيد على وجوده، أعلن تنظيم “داعش”، والجماعات المرتبطة به، مسؤوليته عن عدة هجمات في مختلف أرجاء جنوب شرق آسيا، لكن المعركة في مدينة “ماراوي” كانت أول مواجهة مع قوات الأمن، حيث قالت الحكومة الثلاثاء 5 حزيران/يونيو الجاري، بعد أسبوع من بدء القتال إنها على وشك استعادة المدينة.

وقد نشرمتشددون من جنوب شرق آسيا، يقاتلون في سوريا، تسجيلاً مصوراً يحثون فيه مواطنيهم على الإنضمام لإخوانهم في جنوب الفلبين بدلاً من محاولة السفر إلى سوريا.

وتعددت التحذيرات المعلنة خلال الفترة الماضية من أن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” يسعى لمد وجوده ونشاطه إلى جنوب الفلبين.

وتطورت الأحداث منذ نهاية شهر أيار/مايو الماضي، بعد أن قام بعض المقاتلين المتمردين بتوقيف قائد شرطة مدينة “مالابانغ” خلال نقطة تفتيش تابعة لهم، وقطع رأسه في المكان مباشرة.

التهديد بفرض الأحكام العرفية..

بسبب ما حدث هدد الرئيس الفلبيني “رودريغو دوتيرتي”، بأنه قد يجعل قراره بفرض الأحكام العرفية يسري في كل أنحاء البلاد بعدما فرضها، الثلاثاء 23 آيار/مايو الماضي، في جنوب الفلبين لمحاربة التمرد القائم هناك.

مساع للتنظيم من أجل ترسيخ وجوده في جنوب الفلبين..

في آذار/مارس 2016، حذرت جبهة “مورو الإسلامية للتحرير” من سعي تنظيم “داعش” لترسيخ وجوده في جنوب الفلبين، الذي بدأ يشهد اضطرابات في ذلك الوقت، حيث قال رئيس الجبهة، “مراد إبراهيم”، إن التنظيم يسعى لاستغلال مشاعر الإحباط في المنطقة إزاء تعثر عملية السلام مع “حركة التمرد الإنفصالية الإسلامية” في منطقة “مينداناو”، جنوب البلاد.

التمرد.. داعشي صرف..

بعد عام من تحذيرات جبهة “مورو”، أعلن الرئيس الفلبيني “رودريغو دوتيرتي”، الخميس 8 حزيران/يوينو 2017، من أن التمرد في جزيرة “مينداناو” في جنوب البلاد، إنما هو “داعشي صرف”، على حد تعبيره، لافتاً إلى أنه حذر منذ وقت طويل من قرب وصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى بلاده.

مشيراً “دوتيرتي”، إلى إن عناصر التنظيم يبحثون، بعد دحرهم من العراق وسوريا، عن قاعدة جديدة، معتبراً أن حصار مدينة “ماراوي” كان مدبراً منذ فترة طويلة. مضيفاً أن المتمردين في جنوب الفلبين يحصلون على التمويل من تجارة المخدرات. موضحاً أن جماعة الأخوين “ماوتي”، التي تحمل اسم “جماعة ماوتي”، والتي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية، متورطة في هذه التجارة.

“داعش” مسؤول عن هجوم المجمع الترفيهي..

في الأحداث الأخيرة التي شهدتها “ماراوي” أعلن تنظيم الدولة، الخميس 8 حزيران/يونيو 2017، مسؤوليته عن الهجوم على “منتجع سياحي” في العاصمة الفلبينية “مانيلا”، وهو الهجوم الذي أسفر عن مصرع 35 شخصاً على الأقل، عُثِر على جثامينهم في مجمع ترفيهي بالعاصمة الفلبينية “مانيلا”.

واعتقدت الشرطة أن جميع القتلى ماتوا اختناقاً بعد إضرام النيران في أجزاء من المبنى، ربما نتيجة لاستنشاقهم الدخان الذي نجم عن النيران.

جماعة “ماوتي”..

تعتبر جماعة “ماوتي” مجموعة منشقة من جبهة “مورو الإسلامية للتحرير”، حيث عارض عناصر مجموعة “ماوتي” مفاوضات السلام التي بدأت بين جبهة “مورو الإسلامية للتحرير” والحكومة، ويشكل قوام الحركة – بحسب الحكومة الفلبينية – بضع مئات من المسلحين.

بايعت مجموعتا “ماوتي” و”أبوسياف” تنظيم الدولة الإسلامية، وبحسب بعض المحللين، فإن تنظيم الدولة قد وضع “أينيلون هابيلون” (51 عاماً)، قائد مجموعة “أبو سياف الإسلامية”، على رأس فرعه في الفلبين.

وشنت قوات الأمن الثلاثاء 23 أيار/مايو 2017، بعد توافر معلومات أمنية أشارت إلى وجود “هابيلون” في “ماراوي”، عملية في محاولة للقبض عليه، لكن العملية أخفقت بسبب المقاومة العنيفة جداً من مقاتلي “هابيلون”.

وتسبب تراجع قوات الجيش في مواجهة كتيبة من الحرس المسلح، في إنتشار حوالي أربعمئة من المقاتلين بسرعة في مختلف أنحاء المدينة بشاحنات مركب عليها مدافع رشاشة ثقيلة مع مسلحين بقذائف صاروخية وبنادق هجومية.

وبعد الإنتشار، وفي غضون ساعات، هاجموا السجن ومركز الشرطة القريب منه، واستولوا على أسلحة وذخائر، وذلك حسب ما رواه السكان، وسويت “دانسالان كوليدغ”، وهي مؤسسة بروتستناتية، وكاتدرائية “ماريا أوكزيليادورا” الكاثوليكية بالأرض، وتم احتجاز كاهن وأكثر من عشرة آخرين من رعايا كنيسته ومازالوا رهائن، كما دمر المهاجمون مسجداً شيعياً.

ورفرفت الأعلام السوداء للتنظيم، بعد المعركة، في مختلف أنحاء المدينة، وجاب مقاتلون ملثمون الشوارع، معلنين أن “ماراوي” أصبحت تحت سيطرتهم، واستخدموا مكبرات صوت لحث السكان على الإنضمام إليهم، كما سلموا أسلحة لمن انضم إليهم، على حد قول السكان أيضًا.

وكان مع “هابيلون” في “ماراوي” مئة من عناصر جماعة “أبو سياف”، إلا أنه حينما اندلعت المواجهات الأخيرة تبين أن هناك 500 مقاتل أيضًا من مجموعات محلية، وأيضًا من الأجانب الذين ينتمون إلى التنظيم، قادمين من “إندونيسيا وماليزيا والسعودية واليمن والشيشان”.

“ماوتي” تسيطر على 10% من “مارواي”..

بالرغم من استخدام الجيش الفلبيني للمرة الأولى طائرات (إس. إف. 260)، لدعم طائرات الهليكوبتر المقاتلة والقوات البرية التي تسعى لحصار المقاتلين في منطقة بوسط المدينة، فإن مقاتلي جماعة “ماوتي”، على خلاف التوقعات، ظلوا صامدين ومسيطرين على حوالي 10% من مساحة “ماراوي”.

الفلبين أرض خصبة لداعش..

تعد “الفلبين” من أكثر الدول غير الإسلامية التي نمت فيها التنظيمات المتشددة منذ أكثر من ثلاثين سنة، كانت أرض خصبة نوعاً ما لـ”داعش”، الذي له انتشار وأجهزة تجسس عالمية للأزمات تمكنه من تحديد بؤر التوتر والتدخل في التفاصيل وتحويل الصراعات إلى حسابه، وهو ما يفعله من حين إلى آخر في الفلبيبين مقتنصاً الفرص لإطلاق ضربات باسمه.

“داعش” يضم عشر كتائب..

مع شح المعلومات عن عدد مقاتلي تنظيم “داعش” في الفلبين، روّج التنظيم مؤخراً لمعلومات عن نشاطات الجماعات المسلحة التابعة له في الفلبين، وادعى أن قواته هناك تضم عشر كتائب، وأن مسلحيه قتلوا حوالي ثلاثمئة جندياً فلبينياً منذ بداية 2015.

فيما أشارت التقارير إلى أن المتشددين في الفيلبين يعتمدون على الخطف والإبتزاز، للحصول على الفدية، في مؤشر يشي بأن تنظيم “داعش” عازم هذه الفترة على التغلغل في جنوب الفلبين، خاصة مع تمكنه من جمع معظم الكتائب المقاتلة تحت لوائه، وهو ما يعني أن حرباً من نوع جديد مرشحة للاندلاع في أدغال “مندناو”.

تاريخ التمرد الجهادي المسلح في الفلبين..

أعمال التمرد المسلحة في جنوب الفلبين يعود تاريخها إلى الأزمة التاريخية بين شعب “المورو”، وهم المجموعة العرقية المسلمة في الفلبين، وبين الحكومة المركزية الفلبينية التي تسيطر عليها الغالبية الكاثوليكية في البلاد.

تعود هذه الأزمة إلى سنوات الإحتلال الإسباني والأميركي، الذي أنهى حكم السلطنة الإسلامية هناك، وأجبر شعب “المورو” على الإندماج في الجمهورية الفلبينية الحديثة.

وقادت حركةَ التمرد في الجنوب الفلبيني “جبهة تحرير مورو الإسلامية”، بزعامة الحاج “مراد إبراهيم” الذي اختير لرئاسة الجبهة عقب وفاة زعيمها السابق “سلامات هاشم” عام 2003.

أدبيات التأثير الفكري..

مراد إبراهيم

تعود الجذور الفكرية لقادة هذه الجبهة إلى ستينيات القرن الماضي، حيث تأثروا بأدبيات “جماعة الإخوان المسلمين” في مصر وكتابات “سيد قطب” و”أبو الأعلى المودودي”، خاصة إبان دراسة بعض قادتهم في الأزهر الشريف.

وأثرت في الحركة أيضًا روافد أخرى غير روافد الفكر الإخواني، خاصة الفكر السلفي الوهابي الذي اعتنقه من درس منهم في “المملكة العربية السعودية”.

وتأثر البعض الآخر بالفكر السلفي الجهادي إبان اختلاطهم بقادة “حركة الجهاد” في أفغانستان. وقد عاد هؤلاء جميعًا إلى الفلبين وشكلوا فيما بعد مزيجًا إسلاميًّا من كل هذه التيارات الفكرية، الأمر الذي كان سببًا فيما بعد في انشقاقات كثيرة طالت هذا التيار.

جماعة “أبو سياف”..

انشقت “جماعة أبو سياف الإسلامية”، ذات التوجه السلفي الجهادي، عن جبهة التحرير الوطنية “مورو” عام 1991. ومؤسس تلك الحركة هو “عبد الرزاق جان جيلاني” المتخرج من جامعة “أم القرى” بمكة المكرمة، والمشهور بكنيته “أبو سياف”.

وقد قُتل “أبو سياف” عام 1998، فتولى القيادة بعده أخوه الأصغر “قذافي الزنكلاني”، وفي عهده انقسمت الجماعة عدة مرات.

ويقدر عدد المسلحين في جماعة “أبو سياف” بعدة مئات، ويتمركزون في جزر “باسيلان” و”سولو” و”تاوي تاوي” في أقصى الجزء الجنوبي للفلبين، ويمتد نشاطهم أحيانًا إلى “مانيلا”، ومن المعتقد أن عدد أنصار الجماعة يبلغ الألف، ينتشرون في الجزر الجنوبية، وقد شاركت الجماعة في عملية السلام بين الحكومة و”جبهة مورو” مطالبة بدولة إسلامية مستقلة.

فيما يعتمد نشاط الجماعة على الإغتيال والخطف وابتزاز الشركات ورجال الأعمال الأثرياء. وكان أول هجوم كبير للجماعة عام 1995، عندما أغارت على بلدة “إيبيل” في جزيرة “مندناو”. وغالبًا ما تستهدف الجماعة الأجانب، وخاصة الأوروبيين والأميركيين للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم. وينسب للجماعة عدد من حالات الخطف وهجمات بالقنابل تمت في عام 1998.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب