20 أبريل، 2024 2:52 م
Search
Close this search box.

وكالة “فارس” تحاول التنبؤ .. خطوة “ترامب” التالية حيال إيران !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ابتدأ الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بانسحابه من الاتفاق النووي مسارًا جديدًا تجاه “إيران”، وكان قد وعد مؤخرًا بعودة إيران إلى طاولة المفاوضات قريبًا وأبدى استعداده للقاء والتفاوض مع المسؤولين الإيرانيين في، (أي وقت)، وبدون، (أي شروط مسبقة).

وهو موقف لم يكن متوقعًا بالنسبة للبعض، لكنه لم يستمر طويلاً، حيث وضع وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، ثلاثة شروط للتفاوض مع “إيران”، وكانت تقريبًا ملخص للشروط الإثنى عشر التي اقترحها سابقًا في مؤسسة “هريتيغ”. بحسب ما أورده “محمد مهدي إسلامي” بوكالة أنباء (فارس) التابعة للحرس الثوري الإيراني.

مركز “هريتيغ”..

ولعل فهم الإزدواجية في الأقوال والأفعال الأميركية يحتاج إلى علم الإشارات.. وأحد هذه الإشارات، ينصب على المكان الذي أطلق منه “بومبيو” حربه النفسية، وهو مركز أبحاث “هريتيغ”، (The Heritage Foundation)، هو أحد أبرز مراكز الدراسات الأميركية الخمسة في مجال السياسة الخارجية، ويوليه “ترامب” عناية خاصة؛ حتى أن البعض أطلق عليه لقب “عقل ترامب المنفصل”، وتعود سابقة هذا المركز إلى فترة الحرب الباردة، حيث اضطلع هذا المركز بتوجيه السياسات الأميركية في عقود الثمانينيات ضد الاتحاد السوفياتي.

في انتخابات 2016، وقبيل الإعلان عن المرشح الجديد للبيت الأبيض، وجه “مركز هريتيغ” خطابًا إلى المسؤولين الأميركيين المستقبلين “يتضمن 7 مقترحات تحدد مسار المواجهة مع الجمهورية الإيرانية” بعد الاتفاق النووي، شكلت المحور الرئيس في وعود “ترامب” الانتخابية بشأن إيران، وهي ذات الخطوات التي إتخذها “ترامب” بمجرد استقرار بـ”البيت الأبيض”.

ودعا المقترح الأول، الحكومة الأميركية، إلى الإحياء الفوري لكل العقوبات التي عُلقت بموجب الاتفاق النووي، وكذلك مضاعفة العقوبات بالتنسيق مع الكونغرس الأميركي. ونص القرار الثاني على تقوية البنية العسكرية التحتية الأميركية بغرض توجيه رسائل إلى إيران استعدادًا “لهجوم عسكري وقائي”. وأوصى المقترح الثالث إلى تقوية كيان الاحتلال الإسرائيلي؛ وإنشاء تحالف عسكري بين الدول أعضاء “مجلس التعاون الخليجي” والكيان الإسرائيلي ضد إيران. وشدد المقترح الرابع على تقوية الدرع الصاروخي للدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الأميركية بالشرق الأوسط. ودعا المقترح السادس إلى تأمين الدول العربية ضد التهديدات. فيما وجه المقترح السادس بحذف النفط الإيراني من السوق العالمي. وأوصى المقترح الأخير بالتوافق مع إيران، وهو اتفاق سيكون أشد صعوبة من الاتفاق النووي؛ يتضمن القضاء على كل البنى التحتية النووية في إيران مثل “فردو” و”نطنز” ومنشأة الماء الثقيل في “أراك”.

الأمكانيات الأميركية أقل ما هو معلن..

وهي كل الخطوات التي مشاها “ترامب” بدقة حتى الآن، ويبدو أنه يسعى لإتخاذ الخطوة الأخيرة. إن الشروط الإثنى عشر التي أعلنها “بومبيو”، من داخل مركز دراسات “هريتيغ”، تصدر عن نفس المقترحات السبعة سالفة الذكر.

لقد أعلن “ترامب” الانسحاب من الاتفاق النووي بعد مسرحية استمرت عامًا، وضاعف الميزانية العسكرية بالشكل الذي يحفز “إيران” على التعامل بجدية مع هذه التهديدات، وفي “اليمن” كثف من ضغوط التحالف “العبري-العربي”، وضاعف من مبيعات السلاح والمنظومات الصاروخية إلى الدول العربية بالمنطقة.. وشدد مساعيها لحذف مبيعات النفط الإيراني، وفي الوقت نفسه أبدى استعداده للتفاوض مع “إيران”.

لكن ثمة حقيقة أخرى لا يمكن إنكارها، وهي إن هذا النوع من مراكز الدراسات يلصق على بابه لافتة “سياسات إعلامية” من المقرر تطبيقها بشكل علني. ومن الطبيعي أن لا تتطابق “السياسات المطبقة” مع أجزاءها، بل ربما تختلف بزاوية 180 درجة عن السياسات الإعلامية.

يدرك المركز جيدًا أن ثمة فجوة كبيرة بين قدرة “أميركا” للمواجهة ضد “إيران” مع المعلن. المركز يرى أن “النفط السعودي” مازال عاجزًا عن تعويض “النفط الإيراني”، أضف إلى ذلك أن تعطيل حركة الملاحة بـ”باب المندب” من جانب “المملكة العربية السعودية”، بسبب الهجوم اليمني على حاملات النفط، وإعلان الاستعداد الإيراني لإغلاق “مضيق هرمز”، قوض أحلام حذف إيران من سوق النفط، لا سيما في ظل المخاوف من تبعات زيادة أسعار البنزين في الولايات المتحدة الأميركية على انتخابات الكونغرس المقبلة.

إن مراقبة تغيير نبرة وملعب “ترامب”؛ بعد الإجابة القوية من الجنرال “سليماني”، وكذلك استعراض الوحدة بين مختلف التوجهات حيال الإستكبار الأميركي على مرآى وسائل التواصل الاجتماعي، يوضح طبيعة العلاج وهو استدعاء الاستثمار الاجتماعي بالمشاركة العامة في الميدان على غرار ما حدث طوال العقود الأربع الماضية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب