وقف إرسال الصواريخ بعيدة المدى لـ”أوكرانيا” .. أسباب “بايدن”: من مخاوف التصعيد إلى الفساد !

وقف إرسال الصواريخ بعيدة المدى لـ”أوكرانيا” .. أسباب “بايدن”: من مخاوف التصعيد إلى الفساد !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في قرار كان بمثابة الصدمة على “أوكرانيا”، استبعد الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، تسليم “أوكرانيا” أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ “روسيا”؛ رغم المطالب المتكررة من “كييف” للحصول على هذه الأسلحة.

وقال “بايدن”؛ للصحافيين؛ الإثنين الماضي: “لن نُرسل لأوكرانيا أنظمة صواريخ قادرة على بلوغ روسيا”.

وتم التطرق إلى مسألة التسليم هذه في الأسابيع الماضية؛ لكن بدون تأكيدها.

وكثيرًا ما سعى مسؤولون أوكرانيون للحصول على أنظمة بمدى أطول تُعرف باسم أنظمة الصواريخ متعددة الإطلاق؛ (إم. إل. آر. إس)؛ التي يمكنها أن تُطلق وابلاً من الصواريخ يقطع مئات الأميال.

وكانت شبكة (سي. إن. إن) وصحيفة (واشنطن بوست)، قد ذكرتا؛ الجمعة، أن إدارة “بايدن” تميل إلى إرسال هذا النظام ونظام آخر يُعرف اختصارا باسم: (إتش. آي. إم. إيه. آر. إس)؛ سريع النقل في إطار حزمة مساعدات عسكرية أكبر لـ”أوكرانيا”.

ولم يتضح ما هو النظام الصاروخي الذي كان “بايدن”؛ يُشير إليه في تصريحاته.

مطالب متكررة بأسلحة طويلة المدى..

وحثت الحكومة الأوكرانية؛ الغرب، على تزويدها بأسلحة أطول مدى حتى تتمكن من قلب موازين الحرب التي دخلت شهرها الرابع.

وقال مسؤولون أميركيون إنه يجري بحث إرسال مثل تلك الأسلحة.

وخلال منتدى (دافوس) الأخير، شدّد وزير الخارجية الأوكراني؛ “دميترو كوليبا”، على أنّ بلاده بحاجة ماسّة إلى راجمات صواريخ متحرّكة تؤمن لها قوة نارية مكافئة لتلك التي تمتلكها “روسيا”.

وقال “كوليبا” إنّ: “معركة دونباس تُشبه إلى حدٍّ بعيد معارك الحرب العالمية الثانية”.

وأضاف في أعقاب محادثات أجراها مع مسؤولين حكوميين ورجال أعمال في المنتدى الاقتصادي الدولي، أنّ: “بعض القرى والمدن لم يُعد لها وجود” في هذه المنطقة الواقعة في جنوب “شرق أوكرانيا”؛ والتي شهدت في الأيام الأخيرة قصفًا روسيًا كثيفًا.

وأوضح الوزير أنّ هذه القرى والمدن: “تحوّلت إلى أنقاض بفعل نيران المدفعية الروسية وراجمات الصواريخ الروسية”.

وتعتبر “روسيا” أفضل تجهيزًا من “أوكرانيا” في مجال الأسلحة الثقيلة، لكنّ “كوليبا” أكّد أنّ الخلل الأكبر في ميزان القوة العسكرية بين البلدين يتعلّق براجمات الصواريخ، ولذلك فقد طلبت “كييف” من “واشنطن” تزويدها بهذا السلاح، مضيفًا أن: “هذا هو السلاح الذي نحتاج إليه بشدّة”.

وشدّد الوزير الأوكراني على أنّ: “الدول التي تسوّف في تزويد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة يجب أن تفهم أنّها في كلّ يوم تقضيه لاتّخاذ القرار وتقييم الحجج المختلفة، هناك أناس يُقتلون”.

قرار عقلاني..

ردًا على ذلك القرار، قال نائب رئيس “مجلس الأمن القومي” الروسي؛ “ديميتري ميدفيديف”، إنه قرار عقلاني.

وسبق وأن حذر وزير الخارجية الروسي؛ “سيرغي لافروف”، الغرب؛ من أن إمداد “أوكرانيا” بأسلحة قادرة على ضرب الأراضي الروسية؛ قائلاً بأن ذلك سيكون: “خطوة خطيرة نحو تصعيد غير مقبول”.

بدورها، قالت “أولغا سكابيفا”، مقدمة البرامج التلفزيونية الروسية البارزة، في برنامجها على شبكة (روسيا -1) الحكومية، إن منظومة؛ (MLRS) الأميركية، تستطيع إطلاق قذائف لمسافات بعيدة، وإذا فعل الأميركيون ذلك، فمن الواضح أنهم سيعبرون خطًا أحمر، وستكون محاولة استفزاز تستوجب ردًا قاسيًا للغاية من “روسيا”.

مخاوف أميركية..

صفقة الأسلحة كانت على رأس جدول الأعمال في اجتماعين بـ”البيت الأبيض”؛ الأسبوع الماضي، حيث اجتمع نواب أعضاء مجلس الوزراء لمناقشة سياسة الأمن القومي وسط قلق مما إذا كانت “روسيا” ستنظر إلى إرسال أسلحة ثقيلة بشكل متزايد إلى “أوكرانيا” على أنه استفزاز يمكن أن يؤدي إلى نوع من الانتقام.

ويرى المحللون أن هناك مخاوف أميركية من إرسال قاذفة متعددة الصواريخ؛ (MLRS)، إلى “أوكرانيا” التي قد تستخدم الأسلحة الجديدة لشن هجمات داخل “روسيا” كونها تصل إلى نحو: 160 كيلومترًا، في ظل تحذيرات روسية من مغبة إمداد “كييف” بأسلحة ثقيلة تؤدي إلى ما وصفه دبلوماسيون روس: بـ”تبعات لا يمكن توقعها”.

وتتكون منظومة (MLRS)؛ من قاذفات صواريخ توضع على المركبات، وهو ما يعطيها المزيد من المرونة في الحركة والمناورة والهروب، هذه الخاصية تعني أنه يمكن للبطارية توجيه ضرباتها، ثم التحرك بعيدًا قبل أن تكون هدفًا لنيران البطاريات المضادة.

03 أسباب وراء قرار “بايدن”..

تعليقًا على قرار “بايدن”، قال الأكاديمي الأميركي؛ “أندرو بويفيلد”، إن هناك 03 أسباب تكمن وراء القرار أولها: “مخاوف التصعيد الروسي وأن يكون الرد مع دول حلف شمال الأطلسي؛ الـ (ناتو)، بشرق أوروبا، حيث إن موسكو هددت بشكل واضح باستهداف أي دولة تمد كييف بأسلحة ثقيلة أو حتى تمر منها”.

مضيفًا أن: “الأمر الثاني هو أن القرار الأميركي سيُسهم، ولا شك في تخفيف حدة الإحتقان والتوتر بين “واشنطن” و”موسكو” في ظل مفاوضات أوروبية مع “بوتين” لفك حصار الموانيء من أجل تصدير الحبوب الأوكرانية، بينما أكد الرئيس الروسي أن إمداد “أوكرانيا” بالسلاح أمر خطير ويزيد من زعزعة الاستقرار وتفاقم الأزمة”.

وحول السبب الثالث، قال إنه منذ بداية الحرب الأوكرانية و”بايدن” يريد أن تكون المواجهة مع “روسيا” اقتصادية فقط، وهناك حرص من قبل الغرب و”واشنطن” على إبقاء هذه الحرب في سياقاتها الحالية ومنع تحولها لصراع أوسع واحتمالية حرب عالمية يكون الجميع خاسرًا فيها.

ضغوط واسعة وحرب معلومات..

من جهتها؛ قالت الخبيرة الأميركية المختصة في الشؤون الأمنية والإستراتيجية، “إيرينا تسوكرمان”: “إن بايدن واجه ضغوطًا واسعة وحرب معلومات روسية من خلال إدعاء التكاليف الباهظة لهذه المساهمات، وحتمية انتصار روسيا، والمخاوف على مخزونات الجيش، تستخدم جوقة الأصوات هذه الانقسامات الحزبية خلال منتصف العام لتصوير دعم بايدن لأوكرانيا على أنه لا شيء أكثر من كونه فسادًا وإهدارًا لأموال دافعي الضرائب وسط ارتفاع معدلات التضخم”.

مضيفة أنه: “من المفارقات، أن الضغط لعدم إعطاء؛ (MLRS)، جاء من اليمين، لكن هذا المزيج من رغبة بايدن في إطالة أمد الحرب، وكونه مترددًا بشكل عام، والضغط المتزايد من بعض عناصر الجمهوريين، قد يعطي (البنتاغون) ذريعة لمعاملة؛ (MLRS)، كعامل تصعيد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة