25 أبريل، 2024 2:45 ص
Search
Close this search box.

وقت تسوية الفواتير .. إيران تستعد لجني ثمار الحرب في سوريا

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – ابتهال مخلوف :

عن دور إيران وسعيها الحثيث لتحقيق أحلامها في الشرق الأوسط، نشرت صحيفة “كريستيان ساينس مونيتورز” الأميركية مؤخراً تقريرًا عن تركيز نظام الملالي في طهران على ترسيخ وجودهم داخل سوريا والاستفادة من طول آمد الصراع السوري من أجل مصالحها.

يدفع الدور الإيراني في سوريا، من دعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب ضد جماعات المعارضة المسلحة لأكثر من ست سنوات، إلى الاعتقاد أن طهران تمهد الطريق لتواجد طويل الأجل في سوريا وهو ما يرفع من درجة القلق داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي ويثير اهتمام الولايات المتحدة.

ساحة للصراع الممتد

انفقت إيران مئات الملايين من الدولارات لدعم الاقتصاد السوري، وعلى نقل وتدريب عناصر الميليشيات الشيعية المتعددة الجنسيات لدعم الجيش السوري، والتي تتكون من جنود من “أفغانستان، وباكستان، والعراق، وحزب الله”، والتي يشرف على تدريبها قوة من المتطوعين “الباسيج” الايرانية.

ويعتقد المحللون أن نجاح إيران وتمددها في سوريا، التي تعد بمثابة “الوصلة” الجيوسياسية الحيوية بين طهران وحليفها حزب الله في لبنان، يجعل من سوريا ساحة محتملة للصراع إذا رغبت الولايات المتحدة في تقويض الدور الإيراني الإقليمي.

نتيجة لذلك، ألمحت إدارة الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” إلى وجود نية نحو تقليص مساحة نفوذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليس في سوريا فقط، بل في رقع آخرى من خريطة المنطقة.

بوتين وخامنئي

وتقول الباحثة والخبيرة في شؤون حزب الله في معهد الشرق الأوسط بواشنطن “راندا سليم”، دون الخوض في التفاصيل: “أفضل استراتيجية لدحر النفوذ الإيراني هي إضعافه في سوريا عن طريق حرمانه من الموارد التي استثمرتها طهران خلال حكم  نظام الأسد”، وتضيف سليم أن سوريا هي قاعدة ترسيخ المحور الرباعي: “إيران – سوريا – العراق – حزب الله”. ويضمن حرمان طهران منها تقليص نفوذها في لبنان والمنطقة بأسرها.

في العاصمة الروسية موسكو، أبلغ رئيس الورزاء الإسرائيلي “بنيامين نتانياهو” الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” أنه لن يكون هناك سلام في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية على الآراضى السورية. وقال نتانياهو عقب لقائه بالرئيس الروسي: “تسلح إيران نفسها وقواتها ضد إسرائيل، بما يشمل قواتها في سوريا، وهي في الواقع تحصل على موطئ قدم لها لقتال تل آبيب”.

حلم القاعدة البحرية في المتوسط

تضيف الصحيفة الأميركية أن إيران لا تعتزم التخلي عن التنازل عن سوريا. ففي تشرين ثان/نوفمبر 2016، اعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال “محمد حسين باقري” أنه يمكن أن تمتلك بلاده في المستقبل قواعد بحرية في اليمن وسوريا.

وبالفعل تقدم طهران الدعم العسكري للمتمردين الحوثيين في الحرب الدائرة في اليمن ضدهم بدعم من التحالف العربي الذي تقوده المملكة السعودية منذ آذار/مارس 2015.

أثار نتانياهو تلك القضية خلال لقائه الأخير مع بوتين، وجاء رد موسكو مبهمًا، وينتاب العديد من المحللين في العلاقات الدولية الشكوك تجاه إمكانية أن تمارس روسيا ضغوطًا على إيران – حليفتها على أرض المعركة في سوريا – تجبرها على تغيير بوصلة “أجندتها” في سوريا.

ويبدو أن الحرب في سوريا لن تنتهي سريعًا، رغم أن الأسد وحلفاءه الروسيين والإيرانيين واللبنانيين لهم اليد العليا في الصراع. ويفرض النقص الشديد في القوة البشرية في الجيش السوري على الأسد وشركائه ان تتضافر جهودهم معًا لحسم الصراع لصالحهم وهي حقيقة تمثل ثقلًا ضد تفكك التحالف الدولي في الوقت الراهن.

الجنرال محمد حسين باقري

تنقل صحيفة “كريستيان ساينس مونيتورز” عن مدير مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط في المجلس الأطلسي في واشنطن “فريدريك سي هوف”، قوله: “إن احتمال العمل مع روسيا في محاولة للحد من النفوذ الإيراني قد تم اختباره”. مضيفًا أنه اعتبارًا من الآن لا يوجد دليل على رغبة موسكو في القيام بذلك أو أن لديها النفوذ لكبح جماح الأسد أو الميليشيات التي تقودها إيران.

وتعتبر الصحيفة الأميركية أن محاولات إسرائيل الدبلوماسية منع وجود البحرية الايرانية في سوريا ربما تكون قد تأخرت كثيرًا. وتورد ما ذكرته الصحيفة الروسية “نيزافيسيمايا جازيتا” Nezavisimaya Gazeta أن الأسد أعطى الضوء الأخضر لإقامة قاعدة بحرية إيرانية قرب منطقة جبلة على البحر المتوسط الواقعة بمحافظة اللاذقية في شمال غرب سوريا وبالقرب من قاعدة “حميميم” الجوية التي يستخدمها سلاح الجو الروسي.

وإذا ثبت أن الخبر صحيح، سوف تمنح القاعدة البحرية إيران موطئ قدم في البحر المتوسط لنقل الأسلحة إلى حزب الله في لبنان بالإضافة إلى الخط الجوي التقليدي عبر مطار دمشق. لا مجال للشك أن وجود قاعدة بحرية إيرانية في البحر المتوسط سيخلق مجالًا للاحتكاك بين السفن الإسرائيلية وسفن الإسطول السادس في البحرية الأميركية.

عين على الجولان

المنطقة الأخرى ذات الأهمية الاستراتيجية لإيران في سوريا هي “مرتفعات الجولان”، وهي الهضبة البركانية في جنوب غرب سوريا التي تطل على شمال دولة الاحتلال الإسرائيلي. وقد استولت قوات الاحتلال على جزء كبير منها فى حرب عام 1967 وظلت منذ ذلك الحين تحت الاحتلال الإسرائيلى، في حين يتواجد مقاتلو حزب الله وفرق الحرس الثوري الإيراني في شمال الجولان منذ أواخر عام 2013 على أقل تقدير – بحسب الصحيفة الأميركية.

ووفقا لمصادر مقربة من حزب الله، قامت قواته عام 2014 بإنشاء بنية تحتية عسكرية له في المنطقة شمال القنيطرة، تشمل المخابئ ومواقع إطلاق النار، بهدف توسيع الجبهة مع إسرائيل من جنوب لبنان إلى الجولان. وفي كانون ثان/يناير 2015، قتل جنرال من الحرس الثوري الإيراني وستة من أعضاء حزب الله، من بينهم ضابطان كبيران، في غارة شنتها طائرة إسرائيلية بدون طيار بالقرب من القنيطرة. وقالت مصادر قريبة مقربة من حزب الله إن الفريق كان يقوم بتفتيش المنشآت التي تم تركيبها حديثًا عندما تعرضت للهجوم.

وتؤكد مصادر أمنية غربية مطلعة على مشكلة الجولان أنه تم نشر ما بين 100 و 150 مقاتل من حزب الله شمال الهضبة، ويشتبه في وجود أفراد من الحرس الثوري الإيراني بينهم، بهدف إعادة سيطرة نظام الأسد على القرى التى تم إخلاؤها في الجولان إبان الأزمة السورية.

تكشف “كريستيان ساينس مونيتورز”، أن ما يبرهن على أطماع إيران المستقبلية، إعلان حركة “حزب النجباء”، وهي ميليشيا شيعية عراقية تدعمها إيران، عن تشكيل فيلق لتحرير هضبة الجولان خلال شهر آذار/مارس الجاري إنطلاقًا من الأرض السورية. وهى خطوة على طريق سعي إيران وحزب الله لإحياء أحلامهم بخلق مناطق نفوذ لهم فى منطقة الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب