20 نوفمبر، 2024 2:22 م
Search
Close this search box.

وفد عسكري سعودي في “طهران” .. المجالات والأهداف !

وفد عسكري سعودي في “طهران” .. المجالات والأهداف !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

زار الفريق الأول الركن “فياض بن حامد الرويلي”؛ رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية، بتاريخ 10 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، “طهران”، حيث التقى نظيره الإيراني وعدد من القيادات العسكرية والأمنية في “الجمهورية الإيرانية”.

وعلينا لفهم هذا الحدث بشكلٍ جيد، إلقاء نظرة على مسار العلاقات “الإيرانية-السعودية”، خلال الأشهر الأخيرة. بحسّب تقرير مركز (دراسات طهران).

“الدبلوماسية” و”الأمن”..

– تحليل العلاقات “الإيرانية-السعودية”؛ يرتبط بكلمتين هما: “الدبلوماسية” و”الأمن”، حيث يُمثل القلق والملاحظات الأمنية على “إيران” و”المقاومة”، وأهم دوافع “الرياض” للتحرك باتجاه إحياء العلاقات مع “طهران”.

من جهة أخرى؛ بعد الاتفاق الثلاثي في “بكين”، طرح في “طهران” سؤال حول أهم المجالات التي يمكن أن تطرحها “طهران” كمزايا لتطوير العلاقات ؟.. حينها طُرحت فكرة: “التعاون في المجال الأمني”، باعتباره أحد مزايا “الجمهورية الإيرانية”.

تصاعد مؤشر التعاون مؤخرًا..

– مع مراعاة النقاط سابقة الذكر؛ يتعيّن علينا إلقاء نظرة على أهم الأخبار والأحداث؛ خلال الأشهر الأخيرة، (لا سيّما بعد عمليات “الوعد الصادق-2”)، المتعلقة بالعلاقات “الإيرانية-السعودية”:

01 – زيارة وزير الخارجية الإيراني؛ “عباس عراقجي”، “المملكة العربية السعودية”، بتاريخ 09 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

02 – مشاركة “السعودية” كمُراقب في مناورات (آيونز 2024) البحرية المشتركة؛ (IMEX 2024)، والتي استضافتها “طهران” في الفترة (19-20) تشرين أول/أكتوبر الماضي.

03 – دعوة الأدميرال “شهرام إيراني”؛ قائد القوات البحرية بالقوات المسلحة الإيرانية، “السعودية ومصر”، لإجراء مناورات بحرية مشتركة بتاريخ 22 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

04 – إدانة “الخارجية السعودية”، الاعتداءات الصهيونية على “إيران”؛ بتاريخ 27 تشرين أول/أكتوبر الماضي.

05 – تعليق وزير الخارجية السعودي على شائعة إجراء تمرينات عسكرية مشتركة خارج مناورات (آيونز 2024)، بقوله: “لم نُجرِ أي تمرينات عسكري. أظن بالنظر إلى الأوضاع الإقليمية الراهنة، أنه من المسَّتبعد إجراء مناورات في مدة قصيرة”.

06 – انعقاد القمة الاستثنائية لـ”منظمة تعاون الدول الإسلامية” في “الرياض”، بتاريخ 11 تشرين ثان/نوفمبر الجاري، بناءً على طلب “الجمهورية الإيرانية”.

الوضع الإقليمي الراهن..

– وعليه لا بُدّ من ضم زيارة وفد عسكري سعودي رفيع المستوى إلى “إيران” إلى الأخبار سابقة الذكر، مع ضرورة مراعاة القضايا الإقليمية والعالمية.

وفيما يخص القضايا الإقليمية، تُعتبر “السعودية” حاليًا أشد مؤيد لـ”السلطة الفلسطينية”، وقد استضافت “الرياض” مؤتمر دعم “حل الدولتين”، بخلاف جلسة “مجلس التعاون” والمباحثات الجانبية بشأن مستقبل الحرب على “غزة”.

عودة “ترمب”..

– على الصعيد العالمي، يحظى التوجه السعودي المحتمل في مرحلة ما بعد فوز؛ “دونالد ترمب”، بالرئاسة الأميركية، بأهمية بالغة، ذلك أن “محمد بن سلمان”؛ تمكن في فترة “ترمب” الرئاسية الأولى، من الإطاحة بـ”محمد بن نايف” والجلوس على كرسي ولاية العهد، وتمكن عمليًا من الاستحواذ على مقدرات “الرياض”.

آنذاك؛ تبنى “ابن سلمان”، رؤية راديكالية ومتشدَّدة إزاء المنافسين في الداخل والمنطقة، متناغمة مع رؤية “ترمب” الهجومية، لكنه في الأشهر الأخيرة من رئاسة “ترمب” أدرك خطأ هذا التوجه، وعمل سريعًا على إصلاح وإحياء علاقاته مع “قطر وإيران وتركيا”.

مساحة للاستراتيجيات السعودية..

– السؤال الآن: كيف سيكون توجه “ابن سلمان”؛ خلال الفترة المقبلة ؟

بالنظر إلى ما سبق، يُجيّل تحليل زيارة رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة السعودية إلى “طهران” ضمن الأطر التالية:

01 – تخوف المملكة من اندلاع حربٍ شاملة في المنطقة، ومن هذا المنطلق قررت التعاون من أجل احتواء “إيران”.

02 – القلق السعودي من إشعال رئيس الوزراء الصهيوني؛ “بنيامين نتانياهو”، المزيد من النيران، وتأمل أن تتمكن من خلق إجماع إقليمي بمحوريتها للوقوف ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي المًّثير للحروب.

وهذا الأمر قد يُزيد من وزن وثقل الدبلوماسية “السعودية” على الصعيدين العالمي والإقليمي.

03 – ربما تتعامل “السعودية”؛ في المواجهة، مع “ترمب” هذه المرة على مستوى: “قوة إقليمية”. ومقارنة موقف “الرياض” من “التطبيع”؛ في فترتي رئاسة “ترمب” و”بايدن”، ومسّار تقدم (الاتفاقيات الإبراهيمية)، بمثابة طريق للمُضي قدمًا في هذا المجال.

فهل تتخذ “السعودية”؛ هذه المرة، موقف “المُطالب بالامتيازات”، في المواجهة مع “البيت الأبيض” ؟

04 – من جهة اخرى؛ تسعى “السعودية” إلى تقوية وتدعيم “السلطة الفلسطينية” وإنهاء الحرب على “غزة”، وفرض سيطرة “محمود عباس” على هذه المنطقة.

من هذا المنطلق؛ يحظى لفت انتباه “إيران وتركيا وقطر” بأهمية بالغة، ولذلك تسعى “السعودية” إلى تشكيل مستوى من توافق المصالح؛ (ولو بطريقة مرحلية)، في تصور أنظمة الدول الثلاث.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة