وكالات- كتابات:
في خضم التوترات المتصاعدة بمنطقة الشرق الأوسط؛ خاصة بعد تبادل الضربات الصاروخية بين “إيران” والاحتلال الإسرائيلي، بدأ الحديث بشكلٍ متزايد عن “العراق” كبلدٍ وسيط قد يلعب دورًا حاسمًا في تهدئة الأوضاع، بعد دعوات تخفيف التصعيد وضبط النفس؛ وحديث عن وصول وفد أميركي إلى “بغداد” لمتابعة جهود التهدئة مع “طهران”.
ورجحت الخبيرة في العلاقات الدولية؛ “نداء الكعبي”، أن تكون زيارة الوفد الأميركي محاولة للضغط على الحكومة العراقية لنزع سلاح “المقاومة” والحد من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الإسرائيلي، لتكون البوابة للضغط على “تل أبيب” لإيقاف عملياتها ضد “لبنان وغزة”.
وقالت إن “بغداد” لم تلعب دور الوسّاطة الدبلوماسية للمرة الأولى بين “واشنطن” و”طهران”، بل أدته بشكلٍ كبير في الحكومة السابقة؛ برئاسة “مصطفى الكاظمي”، مما أدى إلى تأجيل العقوبات التي كان من المفترض تشدّيدها على “طهران”، مضيفة أن “العراق” قد يستعيد دوره هذا خاصة أن الساحة السياسية في المنطقة مهيأة لذلك.
دور جديد..
زار “الكاظمي”؛ “الولايات المتحدة”، في 18 آب/أغسطس 2020، والتقى الرئيس الأميركي حينها؛ “دونالد ترمب”، بـ”البيت الأبيض”، إضافة لعقد جولة جديدة من “الحوار الاستراتيجي”؛ بين “واشنطن” و”بغداد”. جاء ذلك بعد أسابيع من زيارة مهمة أداها لـ”طهران” التقى خلالها المرشد الأعلى؛ “علي خامنئي”، مما حظي باهتمام كبير في العاصمة الأميركية.
وأوضحت الخبيرة؛ “الكعبي”، أن هناك اختلافًا قد يحصل في السياسة الأميركية تجاه “طهران” مما قد يفتح الباب أمام دور جديد لـ”بغداد” في الوسّاطة بين الدولتين.
وأكدت قدرة “بغداد” على لعب دور كبير في الوسّاطة؛ خاصة بعد تغيُّرات السياسة الأميركية تحت قيادة؛ “ترمب”، التي تميل أكثر نحو الاقتصاد والاستثمارات، مُرجّحة أن تلعب “واشنطن” بورقة الاقتصاد مع “بغداد وطهران ودول الخليج” وأن تكون هذه الوسّاطة حافزًا للتهدئة وإنهاء الصراع في الشرق الأوسط.
ويُنظر إلى “العراق”؛ بأنه بلد يتمتع بعلاقات وثيقة مع كل من “إيران والولايات المتحدة”، مما يجعله مرشحًا مثاليًا للعب دور الوسيط.
أهمية بالغة..
من جانبه؛ أكد رئيس المركز (الإقليمي) للدراسات الاستراتيجية؛ “علي صاحب”، أن “العراق” يحظى بأهمية بالغة في المشهد الإقليمي، حيث يوجد في موقع وسطي بين “واشنطن” وحلفائها من جهة، و”إيران” وحلفائها من جهة أخرى، مما يجعل منه لاعبًا أساسيًا في محاولات رأب الصدع بين القوتين الكبيرتين؛ خاصة بعد الأحداث المتسارعة في المنطقة.
وقال إن الزيارة الأخيرة لمستشار الأمن القومي العراقي؛ “قاسم الأعرجي”، إلى “إيران”، حملت في طياتها مقدمات مهمة للحوار والمفاوضات المقبلة بين “واشنطن” و”طهران”، مؤكدًا أن “العراق” قد يكون الوسيط الأمثل لحل الخلافات القائمة، مضيفًا أن الملفات التي سيحملها الوفد الأميركي القادم إلى “بغداد” ستكون حاسمة في تحديد مسّار العلاقات الإقليمية.
وزار “الأعرجي”؛ “إيران”، في 10 تشرين ثان/نوفمبر الحالي، ولم يُعلَن عن تفاصيل الزيارة بشكلٍ واضح.
وأشار “صاحب” إلى أن تصريحات “ترمب”، التي أعلن فيها عن سعيه لإنهاء الاقتتال في العالم، تتوافق مع الرؤية الإيرانية المعلنة بعدم الرغبة في التصعيد؛ والتي عبر عنها الرئيس؛ “مسعود بزشكيان”، مؤكدًا أن هذه: “الظروف الإيجابية، إلى جانب الجهود العراقية الحثيثة، تفتح آفاقًا جديدة للتوصل إلى حلول سلمية للأزمات الإقليمية”.
وشدّد على أن “العراق”: “الذي عانى طويلًا من ويلات الإرهاب والتطرف”، يسعى جاهدًا للحفاظ على استقراره وأمنه، مؤكدًا أن الدخول في صراعات إقليمية جديدة من شأنه أن يُعيد البلاد إلى مربع الصفر.