19 نوفمبر، 2024 11:43 ص
Search
Close this search box.

وضعها المميز في عهد “صدام” كان مهددًا .. “آي. بي. سي نيوز”: “ساجدة عبيد” مغنية نجحت في توحيد العراقيين !

وضعها المميز في عهد “صدام” كان مهددًا .. “آي. بي. سي نيوز”: “ساجدة عبيد” مغنية نجحت في توحيد العراقيين !

وكالات – كتابات :

بالنسبة للعراقيين الأكبر سنًا، تُعتبر “ساجدة عبيد”؛ (63 عامًا)، رمزًا لعصر ذهبي مضى، بينما هي بالنسبة إلى جيل الشباب، فإن أغانيها العاطفية المفرحة وكلماتها الحافلة بالحيوية، أصبحت وسيلة للتعبير عن الذات في هذا المجتمع المحافظ بدرجة كبيرة.

جاء ذلك في تقرير لشبكة (آي. بي. سي. نيوز) الأميركية، تناولت فيه المطربة العراقية ذي الأصول الغجرية، والتي ما إن تظهر على خشبة المسرح مرتدية زيًا ذهبيًا مزركشًا، حتى يقفز الجمهور مغرمًا بصوتها، مضيفة أنه بغض النظر عن عمرها، فإن ألحان أغانيها الجذابة، تدفع الجمهور إلى الرقص، وهي أصبحت بمثابة رمز للوحدة في مجتمع طالما عانى من الانقسامات.

ثقل سياسي بجانب جاذبيتها الفنية..

ولفت التقرير إلى أنه خلال حفل أقيم، ليلة الإثنين؛ في “نادي اليرموك”، في “بغداد”، تمايل الرجال والنساء من مختلف الأعمار والخلفيات الاجتماعية وهم يتغنون بكلمات أغاني، “ساجدة عبيد”، وأنه بينما أرتدت بعض النساء الحجاب، رقصت أخريات بفاستين قصيرة، مضيفة أن الحضور جاء من جميع مناطق “بغداد”، عابرين الانقسامات الطائفية التي ضربت المدينة منذ فترة طويلة.

وذكر التقرير أن، “ساجدة عبيد”: “بعد مهنة امتدت لعقود، فإنها تتمتع أيضًا بثقل سياسي”، مشيرًا إلى أنها كانت محبوبة في عهد “الديكتاتور”، “صدام حسين”.

وبينما يقول خبراء الموسيقى أن موسيقاها تفتقر إلى تعقيدات تقاليد الموسيقى الكلاسيكية في “العراق”، فإن جاذبيتها الواسعة لم تقل. وهي قامت بجولة في الشرق الأوسط وأجزاء من “أوروبا”، وتشعر أن “بغداد” هي موطنها، برغم أنها عاشت لسنوات في “أربيل”، في “إقليم كُردستان العراق”؛ الأكثر استقرارًا والذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال “العراق”، بعيدًا عن فوضى حقبة ما بعد “صدام” في بقية البلاد.

أشعر أني “أنا” في بغداد !

وخلال مقابلة معها، في “أربيل”؛ قبل حفل غنائي لها، تقول “ساجدة”: “أجد نفسي في بغداد. أكون أنا”.

وأوضح التقرير أن “عبيد” كانت في الـ (12) من عمرها؛ عندما غنت للمرة الأولى. ويستعيد شقيقها، “أياد عودة”، وهو أيضًا مدير أعمالها، تلك الفترة؛ قائلاً أنه اضطر إلى العثور على طاولة صغيرة لتقف عليها وهي تُغني.

وعندما كان عمرها (14 سنة)، كانت “ساجدة عبيد”؛ المغنية المفضلة في دائرة الحفلات العسكرية، التي كانت تنظمها “وزارة الدفاع”. وأشار التقرير إلى أن والداها لم يُعارضا بتاتًا عملها الغنائي، وكانت هي تُجني المال من أجل إعالة أسرتها، المتحدرة من خلفيات اجتماعية متواضعة في مجتمع أقلية الغجر الصغيرة، في “بغداد”.

“الغجر” أقلية مضطهدة وأنغام منتشرة !

وتابع التقرير أن الغجر، خلال حقبة “صدام حسين”؛ والذين يُقدر عددهم ما بين: 50 ألف و200 ألف شخص، كانوا يعيشون مهمشين ويُعانون من التمييز بحقهم في المجتمع، كما تعرض بعضهم إلى الاضطهاد على أيدي أفراد الميليشيات الذين اتهمهم بأنهم من الموالين لـ”صدام”.

وبرغم ذلك، يقول التقرير إن أساليب الغناء الغجري، لها تأثيرها على الموسيقى الشعبية العراقية، مشيرًا إلى أنه من بين أشهر أغانيها: (إنكسرت الشيشة)؛ التي غُنيت باللهجة العراقية، والتي تُشير كلماتها بشكل غير مباشر إلى امرأة فقدت عذريتها وتردد فيها: “ماذا سأقول لأمي ؟”.

وقالت طبيبة الأسنان، “نور الربيعي”، (27 عامًا)؛ التي حضرت حفل يوم الإثنين؛ إن هذه الأغنية: “تتناول مواضيع لا تزال من المحرمات بالنسبة للمرأة في المجتمع العراقي؛ ولهذا السبب هي المفضلة لدي”.

وضع مميز ولكنه مهدد أيضًا..

لكن “ساجدة عبيد”؛ لا تُفضل المديح لأن موسيقاها تتناول المحرمات وترفض انتقادها لأن أغانيها مبتذلة، وتقول: “أنا أغني عن الحب. أنا لا اعتبر ذلك من المحرمات”.

وأشار التقرير إلى أن الوضع المميز لـ”ساجدة عبيد”؛ خلال عهد “صدام”، كان مصحوبًا بمشكلات أيضًا، ففي نهاية الأمر كان نظامًا ديكتاتوريًا، وهو ما كان يعني أنه يجب الإنصياع لأهواء “صدام” وأبنائه.

وذكر التقرير أنه: “في إحدى المناسبات، قال لها عدي، نجل صدام، المعروف بمزاجه الحاد، أنه استمتع بغنائها؛ لكنه لم يستطع التعامل مع مغنية من الغجر تحمل نفس اسم والدته”. وتتذكر “ساجدة عبيد”؛ أن الصمت خيم في الغرفة، لكنها قالت له: “هذا ليس ذنبي، فأنا قد ولدت قبل والدتك”.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن علاقة، “ساجدة عبيد”؛ الوثيقة مع النظام جعل الناس يلتمسون مساعدتها في بعض الأحيان، وهي تقول أن الناس كانوا يطلبون منها خدمات؛ مثل أن تُساعدهم في الإفراج عن أبنائهم المحتجزين في سجون “صدام” أو العثور على أقارب مفقودين لهم.

بعد سقوط “صدام”؛ الذي أعدم لاحقًا، باعت عائلتها منزلهم في “بغداد”؛ وانتقلت إلى مدينة “أربيل” الآمنة نسبيًا، فيما قال أفراد أسرتها أن الدائرة المقربة المحيطة بها، تلقت تهديدات. لكن “عبيد” ترفض الكلام عن أنها تعرضت لتهديدات، لكن شقيقها، “أياد”؛ يسألها بشكل تحدٍ: “ألا تتذكرين تلك المرة عندما أطلقوا الرصاص علينا ويصيب باب السيارة ؟”.

ترد “ساجدة عبيد” قائلة؛ إنها تتذكر ذلك، لكنها تُضيف: “كل مغنية في العراق لديها قصة من هذا القبيل”.

ترجمة: شفق نيوز

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة