وصلت لأغطية البالوعات .. ارتفاع نسب السرقات الصغيرة في إيران نتيجة البطالة تصل لمستويات مقلقة !

وصلت لأغطية البالوعات .. ارتفاع نسب السرقات الصغيرة في إيران نتيجة البطالة تصل لمستويات مقلقة !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

ارتفاع معدلات البطالة بسبب العقوبات؛ فضلًا عن انتشار وباء (كورونا)، من أول الأضرار الملموسة التي لحقت بالمجتمع الإيراني، وتسببت في تراجع القدرة الشرائية؛ وسعى ملايين الأسر إلى توفير متطلبات الحياة اليومية.

ومؤخرًا أكدت قوات الشرطة ارتفاع معدلات السرقات الصغيرة مع تراجع السرقة بالإكراه، وهو ما يعني نزول خط الفقر إلى طبقات تعيش بكرامة؛ وليس لها ملفات قضائية. بحسب “منيرة چگینی”؛ في صحيفة (آرمان ملي) الإصلاحية الإيرانية.

زيادة معدل البطالة بـ 270 ألف شخص..

في غضون ذلك؛ ومع تراجع مؤشرات انتشار (كورونا) والعودة إلى المسار العادي، (ولعل المتهم الأكبر هو ارتفاع معدلات التضخم)، بلغ مجموع الكتلة العاملة في الدولة للعام الجاري: 23 مليون و404 ألف شخص، وفق “مركز الإحصاء”، وزيادة معدلات البطالة بعدد: 271 ألف شخص؛ مقارنة بالربيع الماضي، هذا دون مراعاة معدلات الأعمال الكاذبة.

ومتى عانى المجتمع من تراجع العوائد، تكون السرقات الصغيرة أول العوارض الاجتماعية وأبرزها؛ حيث لا يشتكى أحد في الغالب ويكون الفاعل مجهول. ووفق الإحصائيات الرسمية، فإن سرقة أسلاك الكهرباء، وقضبان كباري المشاة الحديدية، وأغطية الصرف الصحي؛ وغيرها من النماذج البارزة على ارتفاع معدلات هذا النوع من السرقات.

“إنهم لا يتركون أي شيء يسهل الوصول إليه” !

وكان “محمود ترفع”، المدير التنفيذي لأتوبيسات النقل العام في “طهران”، قد أعلن قبل أيام، في تصريحات إلى وكالة أنباء (إيلنا): “كل شيء يسهل الوصول إليه بالأتوبيس يتعرض للسرقة، مثل ماكينة الاشتراكات، ومسامير الدرابزين، وحتى التابلوه، ومسند الرأس بالكراسي، وغيرها من القطع المعدنية”.

وقبل ذلك انتشرت الأخبار عن سرقة درابزين جسر المشاة في تقاطع “آزادگان”، وأشار المسؤولون بأصابع الاتهام إلى بعض المدمنين. لكن قبل يومين أكد مساعد شركة الصرف الصحي بـ”طهران”، نقلًا عن مقاول الشركة، سرقة: 80 – 90% من أدوات تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالعاصمة، وقال: “المقاول مُجبر على شراء هذه الأدوات مجددًا”.

وكما قيل؛ تبلغ تكلفة بالوعة الصرف الصحي الواحد حوالي: 02 مليون طومان، ويوجد في “طهران” فقط بين: 140 – 150 ألف بالوعة.

2100 حالة سرقة في “طهران” خلال النصف الأول من العام..

ويقول “علي موسوي”، مساعد شركة المياه والصرف الصحي بالمنطقة (03) “طهران”: “شهدت مدينة طهران، خلال النصف الأول من العام الجاري؛ أكثر من: 2100 حالة سرقة لأغطية البالوعات، وسوف تتضاعف أعداد السرقات بنهاية العام؛ بينما بلغ مجموع السرقات في العام السابق: 2800 حالة سرقة. وقد إزدادت في السنوات الأخيرة بشكل عام سرقة معدات الصرف الصحي، علمًا أنه لا يمكن العثور على بديل لتلكم الأدوات بسهولة”.

يقول المقاولون: “كل المعدات المسروقة يمكن تتبعها؛ لكن الشرطة لا تتصادم مع اللصوص. وتُصنع أغطية البالوعات من الزهر إلا أن ارتفاع معدل السرقات دفع إلى استبدالها بأخرى خرسانية. لكن يقال إن اللصوص لا يتورعون حتى عن سرقة هذه الأغطية الخرسانية لاستخراج حديد التسليح وبيعه. ومما لا شك فيه؛ فإن إزدياد سرقات معدات البلدية لا يقتصر على طهران فقط، وإنما يتكرر في أي محافظة ترتفع فيها معدلات البطالة”.

ليس في “طهران” وحدها..

وقبل أسبوع؛ أعلن “علي رضا ناصري نجاد”، المدير التنفيذي بشركة المياه والصرف الصحي في محافظة “هرمزگان”؛ عن سرقة عدد: 1053 غطاء بالوعة في مدن: “بندرعباس، ورودان، وهرمز”؛ منذ بداية العام الجاري. ومن العوامل المؤثرة في ارتفاع وتيرة مثل هذه السرقات؛ يمكن الإشارة إلى ارتفاع أسعار هذه السلع بالتوازي مع تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وأضاف: “هناك العديد من العوامل التي تؤثر على زيادة السرقات الصغيرة، أحدها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية خلال العام الماضي، مع الأخذ في الاعتبار للغلاء وارتفاع أسعار السلع وبخاصة الأساسية”.

وبغض النظر عن العبء الاقتصادي، فإن سرقة أغطية البالوعات قد يتسبب في مخاطر حقيقية للمارة، وقد وردت في وسائل الإعلام الأنباء عن وقوع إصابات بالفعل.

يقول “ناصر أماني”، عضو مجلس بلدية “طهران”: “في المتوسط يبلغ عدد حالات السرقة في الليلة: 500 حالة لمعدات البلدية طهران. والسرقات الصغيرة مثل أغطية البالوعات، أو حواجز الطرق السريعة، أو مصابيح المتنزهات، أو تابلوهات القيادة وغيرها من السرقات الصغيرة قد إزداد على نحو يزيد من صعوبة ملاحقة مثل هذه السرقات”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة