خاص : كتبت – هانم التمساح :
منذ الساعة الأولى لخروج تسريبات حول اتفاق الكتل السياسية العراقية بشبه إجماع على تسمية، “نعيم السهيل”، لرئاسة الحكومة العراقية، رفض متظاهرو “العراق” ترشيح “السهيل” وخرجوا في تظاهرات حاشدة قائلين: “يالدنيا دوري دوري نعومي يلحگ نوري”.
إجماع الكتل السياسية و”سائرون” تتحفظ !
وذكرت مصادر مطلعة؛ أنه تم التوصل إلى اتفاق على ترشيح، “نعيم السهيل”، لتشكيل الحكومة المقبلة، رغم تحفظ كتلة (سائرون)، بزعامة “مقتدى الصدر”، على هذا الترشيح.
يأتي ذلك قبل إنتهاء المهلة الدستورية لتكليف شخصية جديدة، لتشكيل الحكومة المقبلة، الإثنين، وسط التصعيد العسكري بين القوات الأميركية التي تقود “التحالف الدولي” ضد (داعش)، والميليشيات المسلحة التي تُحركها “إيران”.
وذكرت مصادر سياسية؛ أن 6 قيادات في “اللجنة السباعية” اتفقت على ترشيح “نعيم السهيل” لتشكيل الحكومة، و”السهيل” مدعوم من ائتلاف (دولة القانون)؛ بقيادة رئيس الوزراء الأسبق، “نوري المالكي”.
من جانبه، قال النائب عن تحالف (النصر)، “فالح الزيادي”، في تصريحات صحافية؛ إن “اللجنة السباعية” تواصل مفاوضاتها المعقدة قبيل إعلان اسم المرشح الجديد لرئاسة الوزراء، وأشار إلى أن اللجنة ربما ستعقد اجتماعًا أخيرًا، لإعلان اسم المرشح وتبني ترشيحه ودعمه.
وحول إمكانية بقاء رئيس الوزراء المستقيل، “عادل عبدالمهدي”، على رأس الحكومة، أوضح “الزيادي”، أن “عبدالمهدي” استقال نتيجة ضغط الشارع، وعودته أمر مستحيل تمامًا، مؤكدًا على أن من يُروج لهذه المسألة هم المستفيدون الذين أستولوا على الموارد والمناصب فى حكومته.
وحصل “السهيل” على 6 أصوات، من أصل 7 أعضاء في اللجنة، مؤكدًين أن الطرف الوحيد الذي لم يُصوت؛ هو مفاوض تحالف (سائرون)؛ بزعامة “مقتدى الصدر”.
تواصل الاحتجاجات..
ويأتي ذلك رغم تواصل الاحتجاجات والاعتصامات في “بغداد” والعديد من المحافظات الجنوبية؛ للمطالبة بمحاكمة الفاسدين، وتكليف رئيس جديد للحكومة من المحتجين، وللمطالبة بقانون جديد للانتخابات، رغم الإجراءات الصارمة التي إتخذتها الحكومة لمواجهة تفشي فيروس “كورونا”، رافضين حكومة “السهيل”؛ باعتباره أحد رجال النظام الذي خرجوا ضده.
ورفع المتظاهرون صورًا وضعوا عليها علامات رفض لـ”السهيل”، الذي قالوا إنه مرشح من قِبل رئيس ائتلاف (دولة القانون)، “نوري المالكي”، وكتبوا عليها شعار: “يا نعيم السهيل مرفوض أنت ومن جاء بك بأمر الشعب، يكفي، لسنا حقل تجارب”، ورددوا هتافات عدة؛ منها: “يا بغداد ثوري ثوري، خل نعيم يلحك نوري”، و”يا دنيا دوري دوري، نعومي يلحك نوري”.
وفي “ساحة الخلاني”، المجاورة، استخدمت قوات مكافحة الشغب بنادق الصيد والغاز المسيل للدموع ضد متظاهرين تجمعوا في الساحة، ما أدى إلى وقوع إصابات بعضها بالإختناق.
كما تداول ناشطون مقاطع مصورة من ساحات اعتصام المحافظات الجنوبية، تُبين الإصرار على مواصلة الاحتجاجات الشعبية ورفض مرشحي الأحزاب للرئاسة.
ووفقًا لمبدأ المحاصصة؛ تعتبر القوى الشيعية، أن رئاسة الوزراء هي شأن خاص بها، وهو قيد بحث بين قياداتها حاليًا، وأن رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، بانتظار مخرجات اللجنة السباعية للاتفاق على شخصية رئيس الوزراء.
ومنذ أيام و”اللجنة السباعية” تواصل اجتماعاتها لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة المقبلة، ويرى مراقبون أنّ القوى الشيعية الموالية لـ”إيران” جنحت إلى تأييد “السهيل” لمواجهة حظوظ “الكاظمي” الكبيرة.
وطوال الأيام الماضية؛ كانت الأحزاب الشيعية العراقية، حليفة “إيران”، تُكافح لمنع رئيس جهاز الاستخبارات، “مصطفى الكاظمي”، من الوصول إلى منصب رئيس الوزراء، بعدما تزايدت حظوظه، خلال الأيام القليلة الماضية، وبنت هذه القوى دفاعها ضد “الكاظمي” على فكرة أن: “الرجل متورط في دماء قادة النصر على تنظيم (داعش)”، الجنرال الإيراني، “قاسم سليماني”، والمسؤول البارز في قوات (الحشد الشعبي)، “أبومهدي المهندس”.
من هو “نعيم السهيل” ؟
و”نعيم عبدالملك السهيل”؛ المطروح اسمه لرئاسة الحكومة، من مواليد “بغداد” 1964، لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، لكنه مدعوم من كتلة (دولة القانون)، وهو مرشح بالتوافق مع “اللجنة السباعية” ليشغل منصب رئيس الوزراء العراقي، وبأمر رئيس العراق، “برهم صالح”، سيُشكل الحكومة الجديدة، وهو عضو “مجلس النواب”، في عهد “نوري المالكي”، زعيم ائتلاف (دولة القانون)، وشقيق النائب، “هشام السهيل”، شيخ شمل قبيلة، “بني تميم”، أكبر القبائل العراقية، وهو ابن أخ الشيخ “طالب السهيل”.
رئيس الوزراء المنتظر، “نعيم السهيل”، شغل منصب نائب رئيس الديوان العراقي، وهو شيخ ودكتور عراقي؛ ما دفع بعض المتظاهرين بالتندر عليه فلقبوه بـ”مرشح كورونا”، وهو المرشح المتوافق عليه من جميع الكتل السياسية والبرلمانية والمختار بالتوافق مع “اللجنة السباعية” الشيعية الممثلة عن الكتلة البرلمانية الشيعية، وهو ذو شخصية مرغوبه لدى الأحزاب العراقية، وخبير ماهر في القوانين.
ورغم الاعتراض عليه من قِبل متظاهرين؛ إلا أن الأحزاب تُروج له باعتباره الممثل للجمهور العراقي المطالب بالحرية والتغيير؛ كونه لا ينتمي لأي جهة سياسية رغم الضغوطات الممارسة عليه، فقد فضل بأن يكون مستقل يحمل الجنسية العراقية فقط، وتوفرت جميع الشروط المنطبقة لمرشح رئاسة الوزراء العراقية في عهد رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، بحسب رأي قادة الكتل السياسية.