وكالات- كتابات:
في ظلّ التطور السريع للحرب الحديثة؛ وبروز أنظمة الطائرات دون طيار؛ (UAS)، كتهديد كبير ومتعدَّد الأوجه، أعلنت شركة أميركية ناشئة في مجال تكنولوجيا الدفاع، عن نظام ثوري يحمل اسم (ليونيداس)، وهو سلاح ميكروويف عالي الطاقة، مصمم لتحييّد أسراب الطائرات المُسيّرة: “في ثوانٍ”.
ويُصدر هذا النظام المبتكر نبضات كهرومغناطيسية لتعطيل الطائرات المُسيّرة بشكلٍ فردي أو على نطاق واسع، مما يوفر حلًا قابلًا للتطوير لمواجهة تهديدات الطائرات المُسّيرة.
ويُشبّه نظام (ليونيداس)؛ المصّمم من (Epirus Inc)، ومقرّها “تورانس”، في “كاليفورنيا” الأميركية، بدرع: “على غرار (ستار تريك)” نظرًا لقدرته على تعطيل أو تدمير الطائرات المُسّيرة في ثوانٍ.
وإضافة إلى قدراته في مواجهة الطائرات المُسّيرة، فإن تعدد استخدامات نظام (ليونيداس) يسمح له بتعطيل الأجهزة الإلكترونية في المركبات البرية والسفن البحرية، مما يُظهر إمكاناته في مختلف الدفاعات، بحسّب تقرير لصحيفة (إيرو آسيان تايمز).
ويُعالج نظام (ليونيداس) هذه التحديات من خلال تقنية الطاقة الموجهة، مما يسمح بمواجهة سريعة وقابلة لإعادة الاستخدام وفعّالة من حيث التكلفة لتهديدات متعددة في وقت واحد.
وسُمّي نظام (ليونيداس)؛ تيمنًا بالملك الإسبرطي الأسطوري الذي صمد في وجه الصعاب في معركة “تيرموبيلاي”، وهو يُجسّد نهجًا دفاعيًا جريئًا واستشرافيًا.
باستخدام تقنية (HPM) المتطورة، يُقدّم النظام بديلًا غير حركي للأنظمة التقليدية، مُعالجًا أحد أكثر تحديات القرن الحادي والعشرين إلحاحًا.
وتُميّز قدرة تقنية (HPM) على التأثير على نطاق أوسع بدلًا من نقطة واحدة دقيقة عن تقنيات الطاقة الموجهة الأخرى، مثل الليزر، وهذا يجعلها فعّالة بشكلٍ خاص ضد أهداف متعددة أو أسراب الطائرات، وهي ميزة بالغة الأهمية في السيناريوهات التي قد تُنشر فيها عشرات أو مئات الطائرات دون طيار في وقت واحد.
تاريخيًا، اعتمدت أنظمة (HPM) على تقنية الصمامات المفرغة، التي كانت ضخمة وهشة وتتطلب صيانة مكثفة، إلا أن التطورات الحديثة في إلكترونيات الحالة الصلبة أحدثت ثورة في هذا المجال.
تستخدم أنظمة (HPM) ذات الحالة الصلبة، مثل تلك التي تُشغّل (ليونيداس)، أجهزة أشباه موصلات لتوليد موجات دقيقة، مما يوفر متانة وكفاءة وصغرًا أكبر، وهي سمات تجعل هذه التقنية قابلة للتطبيق العملي.
أما نظام (ليونيداس) فيُعد ذروة خبرة شركة (إبيروس) في تكنولوجيا التضخيم عالي الطاقة؛ (HPM)، للحالة الصلبة. وبينما تظل تفاصيل الملكية سرية للغاية، يمكن أن تستّند الجوانب الرئيسة لتصميمه ووظائفه إلى المباديء العامة للتضخيم عالي الطاقة؛ (HPM)، والمعلومات المتاحة للعامة.
إلى جانب عمليات مكافحة الطائرات المُسيّرة، يُعد نظام (ليونيداس) واعدًا في مجال الحرب الإلكترونية، فاستهداف أنظمة اتصالات العدو أو راداراته أو غيرها من المعدات الإلكترونية قد يُضعف وعي العدو بالوضع أو قدراته العملياتية دون إطلاق رصاصة واحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن تكييف هذه التقنية لتعطيل المركبات أو الآلات التي تعتمد على التحكم الإلكتروني، مع أن هذا قد يتطلب مستويات طاقة أعلى أو اقتراباً أكبر من الهدف.