14 مارس، 2024 3:50 م
Search
Close this search box.

وصفة أميركية .. كيف يُحقق العراق “قفزة نفطية” تبلغ 7 ملايين برميل يوميًا ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وكالات – كتابات :

تساءل موقع (أويل برايس) الأميركي؛ المتخصص بأخبار النفط والطاقة، عما إذا كان بمقدور “العراق” القيام: بـ”قفزة هائلة” وتحقيق زيادة كبيرة بنتاجه النفطي ليصل إلى: 07 ملايين برميل يوميًا بحلول العام 2027، وتحدي الهيمنة “السعودية” في قطاع الطاقة إقليميًا.

وبعدما أشار الموقع الأميركي إلى تصريحات تُصّدر عادة حول رفع مستوى الإنتاج بملايين البراميل يوميًا، ما يدفع المحللين المخضرمين إلى تحليل الحقائق والأرقام للوصول إلى الخلاصة نفسها؛ وهي أن بالإمكان تحقيق ذلك وإنما ليس من دون بعض التغييرات الأساسية في قطاع صناعة النفط العراقي، لفت إلى أن المدير العام لشركة تسويق النفط؛ (سومو)؛ “علاء الياسري”، قال مؤخرًا أن “العراق” يستهدف الوصول إلى: 07 ملايين برميل بحلول العام 2027.

معوقات الوضع السياسي واستفحال الفساد..

واعتبر التقرير الأميركي؛ أن ما قد يجعل الأمر مختلفًا هذه المرة؛ هو أن العراقيون يُركزون على زيادة الإنتاج من حقلين نفطيين رئيسيين، هما حقل (الرميلة) وحقل (غرب القرنة-2)، حيث يكون لدى الدول التي تعمل بهما كل الأسباب لإنجاح الزيادات المُخّطط لها.

وبعدما ذكر بالانسحاب المتسرع لشركة (إيكسون موبيل) وغيرها من “العراق”، أشار إلى أن وكالة “الشفافية الدولية” في منشوراتها حول الفساد، تُدّرج “العراق” بين أسوأ: 10 دول من أصل: 180، من حيث حجم الفساد ونطاقه، مؤكدة أن: “عمليات الاختلاس الضخمة والإحتيال في مجال المشتريات وتبيّيض الأموال وتهريب النفط والرشوة البيروقراطية الواسعة، تسببت بوصول البلاد إلى قاع تصنيفات الفساد، وإلى تأجيج العنف السياسي وإعاقة بناء الدولة وتقديم الخدمات بشكلٍ فعال”.

كما تتحدث “الشفافية الدولية” عن أن: “التدخل السياسي في سلطات مكافحة الفساد وتسيّيس قضايا الفساد وضعف المجتمع المدني وانعدام الأمن ونقص الموارد والأحكام القانونية غير المكتملة، تُعرقل بقوة قدرة الحكومة على كبح الفساد المتصاعد بنجاح”.

إسترتيجية الطاقة الوطنية المتكاملة..

وبالإضافة إلى ذلك، لفت التقرير الأميركي إلى أن “العراق” أطلق؛ في العام 2013، “إستراتيجية الطاقة الوطنية المتكاملة”؛ (INES)، والتي كانت بمثابة صياغة لثلاثة ملامح لإنتاج “النفط” مستقبليًا، والتي كان من بينها سيناريو زيادة قدرة الإنتاج لتصل إلى: 13 مليون برميل يوميًا؛ (في تلك المرحلة بحلول عام 2017)، مع الاستمرار بهذا المستوى لمدة: 05 سنوات ثم تخفيض الإنتاج بعد ذلك تدريجيًا إلى حوالي: 10 ملايين برميل يوميًا.

أما السيناريو الثاني؛ فكان يتعلق بالمدى المتوسط، ​​بحيث يصل الإنتاج إلى: 09 ملايين برميل يوميًا؛ (في تلك المرحلة بحلول العام 2020)، بينما كان السيناريو الأسوأ هو وصول الإنتاج إلى: 06 ملايين برميل يوميًا؛ (في تلك المرحلة بحلول عام 2020)، مشيرًا إلى أن التقديرات الرصينة تتحدث عن أن موارد “العراق”؛ غير المكتشفة، تبلغ حوالي: 215 مليار برميل.

الوجود “الصيني-الروسي”..

ولفت إلى أن “الصين وروسيا” تأخذان حاليًا زمام المبادرة في تطوير حقلي (الرميلة) و(غرب القرنة-2) على التوالي، مشيرًا إلى أن في منتصف الشهر الماضي، جرى توقيع شركة صينية عقدًا بقيمة: 386 مليون دولار للهندسة والمشتريات لبناء منشأة لمعالجة “النفط” في القرينات لتطوير الإنتاج في الجزء الجنوبي من حقل (الرميلة)؛ أكبر حقل نفط في “العراق”.

واعتبر التقرير الأميركي؛ أن الإمكانات المتبقية في المنطقة ما زالت كبيرة؛ لأن حقل (الرميلة)؛ برغم أنه أنتج بالفعل حوالي: 80% من إجمالي إنتاج “العراق” النفطي حتى الآن، فإنه إلى جانب حقل (كركوك)، لديه نحو: 17 مليار برميل في الاحتياطيات المؤكدة.

وأوضح التقرير؛ أن المشروع يُدار بشكلٍ مشترك؛ حيث تمتلك فيه شركة (بتروتشاينا) الصينية؛ التي تُعتبر الذراع لـ”شركة البترول الوطنية الصينية”؛ المملوكة للدولة، حصة تبلغ: 46.37%.

وأضاف الموقع الأميركي المتخصص؛ أن المستهدف من حقل (الرميلة) كان إنتاج: 2.1 مليون برميل يوميًا على الأقل، مقارنة: بـ 1.4 مليون برميل حاليًا، أي ما يتطلب زيادة: 0.7 مليون برميل في اليوم.

ونقل التقرير عن مصدر مقرب من “وزارة النفط” العراقية قوله؛ إن “الصين” تعتزم خلال الشهور الستة المقبلة زيادة قدرات ضخ المياه في حقل (الرميلة) بشكلٍ كبير.

وتابع: أن تعزيز القدرات هذا؛ سيُضاف عمليات التطوير الناجحة التي جرت لمحطة معالجة المياه في “قرمط علي” من قبل الشريك الكبير الآخر في الحقل؛ هو شركة “BP”؛ (بحصة: 47.63%)، مضيفًا أن مرفق معالجة المياه بإمكانه الآن معالجة ما يصل إلى نحو: 1.4 مليون برميل في اليوم من مياه النهر، مما يُتيح استخراج كميات أكبر من النفط من خزان مشرف في الحقل؛ (وهو ما يُعادل ثلاثة أضعاف الكمية التي تم استخراجها في العام 2010).

وأشار إلى أن التقديرات تتحدث عن حاجة حقل (الرميلة) إلى حوالي: 1.4 برميل من المياه لكل برميل نفط يتم إنتاجه من شمال الحقل، بينما تتطلب مجموعة خزانات مشرف في الجنوب، نسبة ضخ مياه أكبر بكثير من أجل دعم عملية الإنتاج.

روسيا..

أما بالنسبة إلى “روسيا”، تم تحقيق زيادة كبيرة في إنتاج “النفط”؛ من (غرب القرنة-2)؛ في آيار/مايو العام 2019.

ولفت التقرير؛ إلى أن الحكومة العراقية طلبت من شركة (لوك آويل) زيادة الإنتاج من (غرب القرنة-2) من: 400 ألف برميل يوميًا إلى: 480 ألف برميل يوميًا، ثم إضافة: 650 ألف برميل أخرى على الأقل لاحقًا، حيث أن هدف الإنتاج للمرحلة الثالثة؛ يستهدف: 1.13 مليون برميل يوميًا.

زيادة الإنتاج..

وفي الخلاصة، اعتبر التقرير الأميركي أن بإمكان “العراق” الاعتماد على: 0.25 مليون برميل إضافية يوميًا من حقل (غرب القرنة-2) في غضون أسابيع، وتابع قائلاً أنه إذا تمت إضافة هذه الكمية إلى: الـ 0.7 مليون برميل يوميًا الإضافية الأخرى من حقل (الرميلة)، فإن ذلك سيقود إلى زيادة إجمالي إنتاج “العراق” من “النفط” بمقدار: 0.95 مليون برميل يوميًا في خلال أشهر.

وختم بالقول أنه إذا أضيف هذا إلى رقم إنتاج تشرين أول/أكتوبر؛ البالغ: 4.561 مليون برميل يوميًا، فسيكون هناك: 5.511 مليون برميل يوميًا، ما يعني أنه يظل أمام “العراق”: 1.489 مليون برميل يوميًا للوصول إلى المستوى المستهدف البالغ: 07 ملايين برميل يوميًا.

واعتبر التقرير الأميركي بأنه: “بالنسبة لبلد غني بالنفط، فإنه هدف من السهل الوصول إليه، ويُشكل خطوة صغيرة، فبالنسبة لبلد مثل العراق، سيكون ذلك قفزة هائلة”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب